أرشيف

السفير اليمني في الكويت راجح شيخ : لا فائدة لليمن إذا خرج من مرحلة الصراع السياسي ودخل إلى “الديني”

ثمن سفير الجمهورية اليمنية لدى الكويت د.خالد راجح شيخ حرص الكويت على أهمية الاستقرار والسلام الاجتماعي والتنمية في اليمن, وموقفها من أن حل المشكلات اليمنية يقع في المقام الأول على أبنائه سلطة ومعارضة, مع دعوة كل الأطراف إلى تقديم التنازلات المتبادلة لما فيه مصلحة بلدهم عبر السير بالمبادرات الخليجية حتى النهاية لأنها خارطة طريق مدعومة إقليميا ودوليا للخروج من تعقيدات المشهد اليمني ولحقن دماء أبنائه ولتحاشي الوقوع في محظور الحرب الأهلية.

وشدد السفير د. شيخ على أن توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية محددة الأزمان والفعاليات شكل انعطافا مهما في تطورات الأوضاع في اليمن بعد أكثر من 10 شهور من المتغيرات والتطورات الدرامية المدفوعة بثورات الشباب مشيرا إلى اتخاذ خطوات مهمة في طريق الحل خاصة مع تولي نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي صلاحيات الرئيس وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وغيرها من الإجراءات, ولكن “لاتزال هناك سلسلة طويلة من المهام لتطبيع الحياة وعودتها إلى ما كانت عليه قبل هذه التطورات”.

وأكد ان التحديات تقتضي تكاتف القوى اليمنية في الداخل ومؤازرة الجيران ولاسيما دول الخليج العربي والمجتمع الدولي, إذ ان معظمها تحديات تتعدى أهدافها اليمن. و”بالتالي نتطلع إلى استمرار الشراكة اليمنية الخليجية والدولية الراهنة حتى تصفية الملفات كافة.

ولفت السفير د. شيخ الى ان اشكالية التعاطي مع القاعدة ليست يمنية خالصة فقط, ولكنها مشكلة اقليمية ودولية, كما تطرق الى السلفيين والحوثيين مؤكدا انه لا فائدة من اخراج اليمن من مرحلة الصراع السياسي الى مرحلة الصراع الديني, اما الملف الجنوبي فهو السهل الممتنع وسيكون احد الملفات الرئيسية في الحوار الوطني المقبل الذي سينطلق بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى في 21 فبراير .2012

اما الملف الاقتصادي فهو الاعقد ليس في اليمن فقط انما لدى كل دول الربيع العربي, حيث كانت المشكلات الاقتصادية في ظروف الفساد والبطالة والفقر احد محركات هذه الثورة الشعبية التي يمكن ان تنتج اصلاحات سياسية سريعة, اما الاصلاحات الاقتصادية فإنها تحتاج الى وقت وامكانات مادية كبيرة واستقرار يمكن ان يفرمل الفساد بشكل اسرع وكسر ابواب الاحتكار في مدى قصير, ولكن التغلب على المشكلة الاقتصادية يكون على 3 مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة.

وتوقع عقد مؤتمرا بدعم من “اشقائنا في الخليج وبقية المنظمات الدولية المانحة والأصدقاء في العام المقبل للبحث في الاسهامات الممكنة في تمويل خطة التنمية الخمسية  2011 – .2012

ووصف السفير د.شيخ الربيع العربي بالثورات على ثورات الأنظمة الجمهورية التي فشلت في الاحتفاظ بروح الثورة فأعادت مجتمعاتها إلى نقطة البداية من حيث الفساد والتوريث والتسلط والحواشي مع اضمحلال شعار العدالة, مؤكدا ان أجندة الربيع العربي لم تقفل بعد, حيث إن الجيل الجديد يريد أن يصنع مستقبله بمفاهيم معاصرة حيث تمر المنطقة بعملية تحول كبيرة وان ثورة الشباب تستهدف الأفضل.

وفيما يلي تفاصيل الحوار سؤالا وجوابا:

 شوقي محمود – الكويت

*  كيف ترون دور الكويت في العمل على استقرار اليمن وخروجه من أزمته التي استمرت اكثر من 10 شهور ومازالت مستمرة?

  في البدء اسمح لي أن اسجل شكري الجزيل لصحيفة »السياسة« والعميد الأستاذ احمد الجار الله والقائمين عليها لكونها تفرد مساحات واسعة للشأن اليمني وتعرض لكل وجهات النظر وفي ذلك دليل على حرص الكويت على الشان اليمني وهذا جزء من كل في إطار موقف الكويت من التطورات السياسية والأمنية في الجمهورية اليمنية.

وهو الموقف الذي يمكن قراءته من زاوية العلاقة المباشرة بين الدولتين وفي اطار الموقف الخليجي ككل وفي الحالتين كان الموقف منسجما مع سمعته كل الوفود اليمنية الرسمية وغير الرسمية التي التقت القيادات السياسية والبرلمانية والحكومية الكويتية. حيث أكدت حرص الكويت على اهمية الاستقرار والسلام الاجتماعي والتنمية في اليمن,  وعلى ان حل المشكلات اليمنية يقع في المقام الأول على ابنائه,  سلطة ومعارضة.

هذا مع دعوة كل الاطراف الى تقديم التنازلات المتبادلة لما فيه مصلحة بلدهم عبر السير بالمبادرة الخليجية حتى النهاية لأنها خارطة طريق مدعومة إقليميا ودوليا للخروج من تعقيدات المشهد اليمني ولحقن دماء ابنائه ولتحاشي الوقوع في محظور الحرب الأهلية وهو ذات الموقف الذي تمسكت به الكويت في اطار المبادرة الخليجية الجماعية المقدمة من دول الخليج الست, التي تبناها مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير والتي وقعها في نهاية المطاف جميع ذوي العلاقة في اليمن من السلطة والمعارضة.

المبادرة الخليجية

*  هل يمكن القول ان توقيع المبادرة الخليجية انهى حقبة من الصراع في اليمن?

  سؤالكم فيه الأجابة, نعم فقد شكل توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية محددة الأزمان والفعاليات انعطافا هاما في تطورات الأوضاع في اليمن بعد اكثر من عشرة أشهر من المتغيرات والتطورات الدرامية, المدفوعة بثورات الشباب.وكما يبدو فان الأطراف السياسية كانت تبحث عن حل معقول ومقبول وإن كان ينطوي على تنازلات متبادله وعلى استعداد مشوب بالحذر للدخول في معالجات للوضع شديد التشابك.

وقد اتخذت خطوات مهمه في طريق الحل خاصة مع تولي الاخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية صلاحيات الرئيس وتشكيل حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية والبدء بخطوات سحب القوات النظامية والجماعات المسلحة من الشوارع والمؤسسات العامة والتمركزات خارج المعسكرات التقليدية او في منشأت ومباني خاصة وحكومية لكل قوات المتصارعين. وكذلك البدء بإزالة المتاريس والخنادق وفتح الطرقات والشوارع بدءا من العاصمة صنعاء ومدينة تعز وبالتأكيد ستشمل بقية المناطق.وكان من نتائجها تخفيف التوترات وتهيئة الظروف لعودة من هجروا منازلهم وبدأت المحلات التجارية تفتح ابوابها وتجري المساعي بهمة لمعالجة الأنقطاعات الحادة لبعض الخدمات كالكهرباء والوقود والغاز ولاتزال امام هذه الهيئات سلسلة طويلة من المهام لتطبيع الحياة وعودتها الى ما كانت عليه قبل هذه التطورات.

ملفات حادة

*  الى اين يسير القطار اليمني الآن?

  في واقع الأمر هذا سؤال معقد ليس لليمن وحدها بل لكل بلدان مايسمى ب¯ “الربيع العربي” وبعض من هم خارج هذا الربيع, ولكنني بطبعي متفائل بالرغم من كثرة التحديات امام السلطة اليمنية الجديدة لاسيما على صعيد الأمن حيث تقف امامها مشكلات حادة مثل مشكلة القاعدة وتطورات الأحداث في صعده بين السلفيين والحوثيين والملف الجنوبي والأعقد من كل هذا جميعا الملف الأقتصادي.

وبمقدار الثقة بالقيادة اليمنية الجديدة ونواياها الطيبة والحريصه على الوطن فان هذه الظروف وهذه التحديات تقتضي تكاتف القوى اليمنية في الداخل ومؤازرة الجيران ولاسيما دول الخليج العربي والمجتمع الدولي اذ ان معظمها تحديات تتعدى اهدافها اليمن وبالتالي نتطلع الى استمرار الشراكة اليمنية الخليجية والدولية الراهنة حتى تصفية الملفات كافة.

القاعدة والسلفيين والحوثيين

*  تطرقتم الى مشكلات مازال اليمن يواجهها حتى الان مثل القاعدة والملف الجنوبي ومايحدث بين السلفيين والحوثيين في صعده, هل من توضيح اكثر?

  كما تعلمون القاعدة تنظيم فوق قومي وله رؤية فيما ينبغي ان يكون عليه الحكم في الدول الأسلامية وعنده معركته الخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية وهي معركة نشأت في ظروف ومناطق اخرى, وكان لبعض شباب بلداننا العربية ومنها اليمن في ذلك الوقت والمكان دور معروف وبعد أن تغيرت الظروف,  والتحالفات ورثنا هذه التركة, وانقلب السحر على الساحر.

ومنذ ذلك الحين وهم يعبثون في امن دولنا واتفقوا اخيرا على ان يكون مقر تنظيمهم الخاص بالجزيرة العربية في اليمن مستفيدين من الجغرافية الصعبة فيها والتداخلات بين الدين والقبيلة والسياسة ولتوفر السلاح في اليمن اضافة الى شح امكانيات الدولة اللازمة للحد من الأنشطة الأرهابية,  ووجدوا في الفراغ الأمني الأخير وانشغال الدول ببعضها فرصتهم ليفرضوا حقائق جديدة على الأرض بالاستيلاء على جزء كبير من محافظة ابين بما فيها عاصمتها التي لاتبعد عن مدينة عدن اكثر من 40كم واعلنوا امارة انصار الشريعة الأسلامية وهي مكون من مكونات تنظيم القاعدة.

واشكالية التعاطي مع القاعدة ليست يمنية خالصة فقط,  ولكنها مشكلة اقليمية ودولية وقد حذا زملاؤهم من دول عربية اخرى سلوك الطريق الأخرى للمشاركة طريق الديمقراطية بأن يعيدوا تقييم موقفهم بروح نقدية واستخلاص مدى استفادة الأمة الأسلامية كلها من وراء هذا السلوك العنفي وبأمكانهم ان يسلكوا الطريق الآخر وهو تنظيم انفسهم في حزب سياسي يسعون عبره لأقناع الناس بصحة ما يعتقدونه بدلا من فرض ذلك فرضا على مسلمين مؤمنين وان اختلف معهم في قناعاتهم السياسية.

وهذا الأمر ايضا يسري على اخواننا السلفيين والحوثيين, اذ لافائدة من اخراج اليمن من مرحلة الصراع السياسي الى مرحلة الصراع الديني وان بوسعهم ان يعملوا تحت مظلة الدستور في اطار سياسي تحت اي مسمى تنظيمي يناسبهم وان يقنعوا الاخرين بصحة رؤاهم,  وعندما يحظون بأصوات اغلبية الناس من حقهم قانونا ودستورا ان يعكسون قناعاتهم تلك في اطار القوانين المنظمة للحياة في بلدهم.

الانفصال

*  وماذا عن الملف الجنوبي ومايتردد عن احتمال الأنفصال مع الشمال?

  الملف الجنوبي يمكن ان يقال فيه انه السهل الممتنع, فمن جهة الجنوبيين كانوا سباقين إلى الوحدة ومن اجلها قدموا تنازلات كثيرة ويشعرون بالتعرض للخديعة,  اذ بعد أربع سنوات تم اقصاؤهم بالقوة,  ومنذ ذلك الحين والمواقف في الجنوب متباينة منهم من يرفع جهارا نهارا شعار الأنفصال, ومنهم من يدعو الى الفيدرالية, ومنهم من يتبنى الأستمرار في مشروع الوحدة, لذلك هو ملف سياسي بامتياز وسيكون أحد الملفات الرئيسية في الحوار الوطني المقبل الذي سينطلق بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستجرى في 21 فبراير 2012م والمرشح فيها توافقيا السيد عبدربه منصور هادي.

الملف الاقتصادي

*  نأتي الى ملف اهم وهو الملف الاقتصادي, فماذا تقول عنه وخاصة انك متخصص في الاقتصاد وشغلت منصب وزير الصناعة والتجارة من 2003 إلى 2007م وقبل ذلك وكيلا للمجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والنفطية والاستثمار في اليمن لمدة أربع عشرة سنة وقبلها استاذا في الاقتصاد في الجامعة?

  كما اسلفت,  هذا الملف هو الاعقد لدى دول كل الربيع العربي فبالتأكيد كانت المشكلات الاقتصادية في ظروف الفساد والبطالة والفقر أحد محركات هذه الثورات الشعبية ويتوقع الثائرون على النظم القائمة الكثير وان مجرد نجاح هذه الثورات سيقود الى تحسين حياتهم المعيشية وخلق فرص عمل لهم ووقف التدهور في مستويات المعيشة لدى فئات كثيرة هُمشت اقتصاديا في السابق وإلى التخلص من الفساد بكل صنوفه الذي كان طافحا وما اتصل به من احتكار وممارسات احتكارية.

ولانريد ان نحبط المعنويات, حيث يمكن للثورات ان تنتج اصلاحات سياسية سريعه اما الاصلاحات الاقتصادية فانها تحتاج الى وقت والى امكانيات مادية كبيرة والى استقرار,  يمكن ان يفرمل الفساد بشكل اسرع ويمكن ان تكسر ابواب الاحتكار في مدى قصير, لكن ان تستقطب استثمارات جديدة وان يتم انتاج الموارد المالية اللازمة لخلق فرص عمل ولمساعدة الفئات الفقيرة معيشيا سواء بدعم او ايصال الخدمات اليها او ادخالها في برامج التشغيل,  بمعنى ان تحصل على قروض سواء بالاقراض المباشر لمهن خاصة بهم او ايجاد مشاريع عامه لتشغيلهم, فكل هذا يحتاج الى موارد كبيرة غالبا ليست متاحة وان كانت فليست بالقدر الكاف.

واجمالا التغلب على المشكلة الاقتصادية ممكن ولكن على مراحل,  منها مرحلة قصيرة المدى وفيها تكون الوظيفة الاساسية للدولة اعادة الانشطة الاقتصادية الى مستواها السابق,  ثم حشد كل الموارد الممكنة التي تحسن مستويات المعيشة وتكبح التضخم وتوجهها الى المصادر التي تساهم في خلق فرص عمل وتوفير السلع والخدمات.

اما المرحلة المتوسطة فهي اعادة تهيئة مناخات الاستثمار والبيئة الاستثمارية في اطار نظم واضحة شفافة ونظيفة تؤمن تدفق الاستثمارات وتمويل فرص النمو والعمل.

اما بالنسبة للمرحلة طويلة المدى فلابد من رؤية ستراتيجية لاعادة تحديد وظائف الدولة الاقتصادية ووظائف القطاع الخاص والمساهم والتعاوني بحيث يتسم الاقتصاد بالتعددية مثله في ذلك مثل التعدد في السياسة والفكر والدين.

  كم يحتاج اليمن من مبالغ للخروج من ازمته الاقتصادية وما المبالغ التي حصل عليها من مجموعة اصدقاء اليمن?

  ليست المشكلة الاقتصادية فقط مشكلة مالية بل هي اوسع من ذلك  وفي مؤتمر لندن للمانحين حددت الفجوة التمويلية ب¯7,5 مليار دولار بالنسبة للخطة الخمسية 2006 ¯ 2010, وتم في هذا المؤتمر الالتزام بقرابة 5 مليارات دولار, تقريبا ثلثها دخل حيز التنفيذ, وثلثها الاخر في اطار التفاهمات وما تبقى رهن السير بالجزئين السابقين وتبقى التزامات لاحقة.

اما بالنسبة لخطة التنمية الخمسية 2011 ¯ 2015م فالفجوة اعلى قليلا من تلك السابقة وبفعل الظروف التي يعيشها اليمن فقد تاجل بحث هذا الامر ونتوقع في العام المقبل وبدعم من اشقائنا في الخليج وبقية المنظمات الدولية المانحة والاصدقاء الاخرون ان ينظم مؤتمرا لهذا الغرض للبحث في الاسهامات الممكنة في تمويل هذا العجز.

قوة “الخليجي”

*  اليمن عضو في مؤسسات منظومة مجلس التعاون, كيف قراتم نتائج الدورة ال¯ 32 للقادة وفكرة تحويله من تعاون الى اتحاد?

  الله يحفظهم ويبارك فيهم قادة مجلس التعاون, هذه امنية ليست فقط لشعوب دول المجلس لكنها امنية كل العرب, ففي الاتحاد قوة سواء كانت سياسية او امنية او اقتصادية وكل فعل ايجابي ينعكس على بقية الدول الاعضاء والعكس صحيح.واليمن حريصة بحكم الجغرافية والتاريخ وكل الروابط على ان يكون الخليج قويا وموحدا فذلك يعزز امن اليمن ويخفف من صعوباته.

تضامن

*  قراتم المشهد مبكرا واصدرتم بيانا تتضامن فيه مع حق الشباب في التظاهر السلمي وتدين فيه الاعتداءات عليهم, وضرورة تبني مطالبهم وحقهم في التعبير السلمي عنها, لماذا اتخذت هذا الموقف بالرغم من انك سفير ومازلت تشغل هذا المنصب?

  هذا يعيدنا الى ذات السؤال في نفس اليوم الذي اعلنت فيه هذا البيان المقتضب والمكثف عندها كان ردي ولازال انني سفير للجمهورية اليمنية التي يمنحني دستورها وقانونها الديبلوماسي حق التعبير عن رأيي في الشان الداخلي وما دفعني الى اخرا ج رأيي الى العلن ذلك المشهد غير الانساني وغير الاخوي وغير المسؤول الذي حوصر فيه الشباب العزل ببناء اسمنتي واطلاق النار عليهم من فوق العمارات بدم بارد متناسين تحت ضغط مطالب الشباب السلمية والمشروعة انهم ابناءنا وان الدستور يعطيهم هذا الحق فكان لابد ان يتخذ الوطنيون موقف يفرمل مثل هذا التهور,  حيث قاد هذا التهور الى انشقاق السلطة بكل مكوناتها الحزبية والبرلمانية والعسكرية والحكومية.

  *هل تلقيت اي رسالة عتاب من الخارجية او الحكومة او الرئاسة في اليمن بشان هذا البيان?

  للامانة لم اتلق اي شيء, لاعتاب شفويا ولاكتابيا, بل اني ارسلت النص الى وزير الخارجية والرئاسة اليمنية وعندما احالوه على القانونيين قالوا لهم ان هذا الموقف ينسجم مع الدستور والقانون وبالتالي لم يسالونني عنه وهذا محسوب لهم وليس عليهم.

ثورات على ثورات

*  ما قرأتك الموضوعية للربيع العربي?

  من الصعب جدا ان نوصف قراءاتنا بالموضوعية, فهي في نهاية المطاف تبقى شخصية ولكننا سنعمل على قاعدة الاجتهاد فان اصبنا فلنا اجران وان جانبنا الصواب فلنا اجر واحد.

وبالتالي اقول انها ثورات على ثورات بمعنى ان ثورات الربيع العربي قد تركزت في البلدان التي قامت انظمتها الجمهورية على ثورات, وهذا يشير الى ان الثورات السابقة قد فشلت في الاحتفاظ بروح الثورة فاعادت مجتمعاتها الى نقطة البداية, حيث الفساد والتوريث والتسلط والحواشي هي العناوين البارزة للانظمة السياسية في تلك الدول.

وفي جانب الاقتصاد نجد ان شعار العدالة اضمحل وعاد الوضع الى الاحتكار والتميز الطبقي والمهمشين,  وتركز الثروة وتخلي الدولة عن مسؤولياتها الاقتصادية بما يسمى “الخصخصة”, فكانت ان بذرت بذلك بذور الثورات الجديدة. والاستنتاج الثاني ان الانظمة العسكرية قد اظهرت الفشل الذريع واهدرت طاقات هائلة بطريقتها المتشددة في التعامل مع قوى المجتمع.

والاستخلاص الثالث ان مدخلات الثورة غير مخرجاتها, فثورة الربيع العربي رفعت شعارات الدولة المدنية والنظم البرلمانية وتشبيب القيادة, وتطهير مراكز الاستبداد والفساد, ولكن حتى جاءت النتائج بمؤشرات جديدة اخرى والواضح ان البداية معروفة فيما لا احد يعلم النهاية.

والاستنتاج الرابع, ان اجندة الربيع العربي لم تقفل بعد.اما الخامس :فان النهايات لم تكن موحدة كما كانت البدايات واحدة.

ان الجيل الجديد يريد ان يصنع مستقبله بمفاهيم معاصرة ويكفي ان وسائل عمل هذا الجيل معاصرة ومختلفة عن الاجيال الماضية,  اذ لعبت تكنولوجيا المعلومات الدور الرئيسي في التنظيم والتعبئة لتلك الثورات على خلاف العمل التقليدي السابق.

وبالتالي فاننا امام جيل عربي جديد يختلف الى حد كبير عن الجيل السابق في طريق التفكير والعمل والتعاطي مع التطورات ورغم كل المخاوف فاعتقد ان المنطقة تمر بعملية تحول كبيرة وان ثورة الشباب تستهدف الافضل.

تكريم كرمان

  عن رؤيته لحصول اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام في ظل الظروف التي تمر بها اليمن اجاب السفير د.شيخ:

  سعدنا كثيرا بهذه الجائزة الرفيعة والمستحقة للناشطة توكل كرمان, حيث انها بالرغم من صغر سنها قد قامت بدور كبير في الدفاع عن قضايا المرأة وفي قيادة حركة الشباب الثورية في اليمن, وهذا في النهاية هو تكريم للمرأة اليمنية والعربية في التطورات المعاصرة, كما يرفع من دور المرأة ومكانتها في التطورات المستقبلية وفي الثورات العربية الراهنة.

صورة الرئيس الشرفي

  لاحظت »السياسة« وجود صورة الرئيس علي عبدالله صالح في مكتب السفير اليمني الدكتورخالد راجح شيخ فسالته عن سبب ذلك فاجاب : مازال علي عبدالله صالح رئيسا شرفيا لليمن حتى الانتخابات الرئاسية المبكرة.

المصدر: صحيفة ” السياسة ” الكويتية 

زر الذهاب إلى الأعلى