أرشيف

هل حصل عمرو دياب على 750 ألف دولار في حفلة رأس السنة؟

 اتصلت “إيلاف” بعدد من متعهدي الحفلات في الإمارات، الذين أكدوا أن المبلغ الذي تقاضاه الفنان عمرو دياب في تلك الحفلة لم يتجاوز 150 ألف دولار، خاصة وأن الحفل من تنظيم شركة روتانا، التي أصبحت تحسب كل صغيرة قبل الكبيرة في حساباتها، ولا تخطو أي خطوة من دون أن تضمن الربح الأكيد أو تغطية التكاليف الحقيقية لذلك.

ما يؤكد عدم حقيقة الرقم المعلن، والبالغ 750 ألف دولار، أننا لو أخذنا الحسابات بشكل (الحسابات العربية البسيطة) فإننا نجد أنه قبل أن يطل عمرو دياب على المسرح، فهناك مجموعة من الملتزمات التي يجب سدادها، أولها أجرة حجز وإقامة الحفل، ثم حجوزات وتذاكر عمرو دياب وفرقته الموسيقية، ثم تكاليف هندسة الإضاءة والصوت، ما عدا المشروب والأكل، الذي سيقدم في ليلتها، إلى جانب المصروفات الأخرى وغيرها الكثير من الأمور.

علاوة على ذلك، يدفعنا تساؤل، ما هو سعر التذكرة التي يمكن أن يدفعه الجمهور لحضور الحفل؟، والذي في الغالب لن يزيد على الألف دولار ولن يقلّ عن 500 دولار، مما يشير إلى أن هناك مصروفات أخرى كثيرة تحتاج السداد قبل إعطاء أجر مبالغ فيه بهذه الصورة لعمرو دياب، من جهة أخرى ما هو المكسب والربح المادي، الذي يمكن أن تحققه روتانا بعد كل تلك المصروفات من أجور العاملين والموظفين. ونستطيع القول إن كل الدلائل وتشير إلى أن المبلغ المطروح مبالغ فيه جدًا لعمرو دياب، خاصة وأن الحفلة تجارية، وهدفها الربح الخالص.

الآمر الآخر، الذي يؤكد عدم ارتفاع أجور الفنانين إلى هذا الحد، خاصة المصريون منهم، هو أن عددًا كبيرًا من الفنانين المصريين اتجهوا بعد ثورة 25 يناير إلى اللجوء إلى البرامج التلفزيونية بعد فقدانهم الحفلات، وكذلك الشعبية، وحب الجماهير التي انشغلت بأمور أخرى أكثر أهمية من الفن والغناء، أي إن هؤلاء الفنانين فقدوا قدرًا كبيرًا من شهرتهم وشعبيتهم الجماهيرية بعد الثورة، خاصة هؤلاء الفنانين الذين كانوا يرتبطون بعلاقات قوية ووثيقة مع وزير الإعلام وحاشية نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ويمكن القول إنهم “احترقوا” جماهيريًا. هذا إضافة إلى أن عدد الحفلات التي تعقد على مدار العام قد تقلص بشكل كبير، كما انخفضت أجور كل الفنانين بشكل ملحوظ بعد الثورة، وتغير وضعهم في المجتمع بشكل كبير، وتكاد تكون الحفلات الغنائية قد أصبحت “عملة نادرة”.

هذا وقد اتصلت “إيلاف” بالإعلامي سعود الدوسري في تلفزيون “ام بي سي”، الذي أشار إلى أن هذا المبلغ “750 ألف دولار” الذي يروّج له إعلاميًا، وبأن عمرو دياب قد تقاضاه نظير إحياء حفل رأس السنة الميلادية 2012 في دبي أخيرًا هو عار من الصحة ومبالغ فيه بشكل مضاعف، لافتًا إلى أن عمرو دياب لم يحصل في هذا الحفل على أكثر من 150 ألف دولار.

في سياق متصل أكد متعهد حفلات آخر، له صلة مع روتانا، وعلى إطلاع على بعض العقود المبرمة مع الفنانين فيها، لـ”إيلاف”، أن ربما عمرو دياب أو ماجد المهندس أو شيرين، الذين أقاموا حفلهما في دبي في الليلة نفسها في فندق غراند الحبتور، ربما لم يتقاضوا مبالغ عن هذه الحفلات، بسبب أن عقودهم تنصّ على وجود حفلة أو حفلتين تقدّم لروتانا مجاناً، مقابل عملية الإنتاج والتسويق من قبل الشركة، وهي الصيغة الجديدة التي إتبعتها روتانا مع مطربيها، والتي رفضها البعض، وخضع إليها البعض الآخر.

ولكي نصل إلى مصداقية أكبر، فقد قمنا بالإتصال بأحد المسؤولين في روتانا مكتب دبي، وسألناه هل من المعقول أن يتقاضى عمرو دياب مبلغ 750 ألف دولار؟، ولكنه رفض الإدلاء بأي تصريح حول أجور الفنانين الحقيقية، قائلاً إنه سيتأكد من الأمر، ويعاود الإتصال بنا، لكنه لم يفعل، ولم يرد على الإتصالات الأخرى التي أجريناها لاحقًا، فأرسلنا إليه رسالة نصية، ولم يلتفت إلى الأمر، رغم أنه هو المسؤول عن الحفلات، ولكن يبدو أنه لا يحب التصريح كمسؤول أو صاحب قرار في روتانا.

هذا وقد علمت “إيلاف” من متعهدي حفلات في الإمارات والخليج بعض الأجور الحقيقية، التي يتقاضاها مطربو الوطن العربي أصحاب الشعبية الكبيرة والجماهرية العربية المختلفة، وهي كالآتي، بحسب هؤلاء المتعهدين:

الفنان تامر حسني 110 – 140 ألف دولار، الفنانة أحلام 110 – 120 ألف دولار، الفنان حسين الجسمي 110 – 120 ألف دولار، الفنانة نوال الكويتية 90 – 100 ألف دولار، الفنان ماجد المهندس 90 – 110، الفنانة شيرين 70 – 80 ألف دولار، الفنانة ديانا حداد 45 – 65 ألف دولار، الفنانة أسماء المنور، ويارا من 50 – 65 ألف دولار، الفنانة نوال الزغبي 45 ألف دولار، منى أمرشا من 40 – 55 ألف دولار.   

 

المصدر : إيلاف

زر الذهاب إلى الأعلى