أرشيف

خلافات بساحة التغيير بصنعاء

أثارت الخلافات بين شباب الثورة السلمية في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، التي ظهرت مؤخرا على شكل اشتباكات بالأيدي والعصي بين شباب تكتل أحزاب اللقاء المشترك وحزب الإصلاح تحديدا، وبين الشباب المحسوبين على جماعة الحوثي، تساؤلات عن حقيقة ما يجري داخل ساحة التغيير، وعما إذا كان الانقسام يهدد وحدة شباب الثورة.

ورأى ناشطون من شباب الثورة بصنعاء أن الخلاف بين المكونات الثورية شيء طبيعي، لكن بعضهم يعزو تطور الخلاف إلى الصدام والاشتباك إلى محاولة الاستحواذ على الساحة بالقوة، ولتنفيذ أجندة خاصة معارضة لاتفاق التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وما نتج عنها.

وفي حديث للجزيرة نت قال حبيب العريقي، عضو اللجنة التنظيمية للثورة السلمية، “إن هناك من يعمل على قيادة ثورة مضادة ضد الثورة”، وفي اعتقاده أن “ثمة من يحاول تحقيق مكاسب سياسية على حساب شباب الثورة من خلال افتعال صراع داخل ساحة التغيير”.

وأكد العريقي -المنتمي لحزب الإصلاح- أن “الخلاف السياسي بين أحزاب المشترك التي وقعت على المبادرة الخليجية، وبين جماعة الحوثي الذين يرفضونها، انعكس ميدانيا وتحوّل إلى اشتباكان بالأيدي”.

وأوضح أن “المشكلة بدأت مع قيام شباب الصمود -المحسوبين على تيار الحوثي- بإنشاء منصة ثانية في ساحة التغيير بصنعاء، بعد فشلهم في السيطرة على المنصة الرئيسية” التي قال إنها مفتوحة أمامهم.

ولفت أيضا إلى أن “اللجنة التنظيمية للثورة فيها كل الأطياف السياسية وفيها ممثل للحوثيين، كما يوجد ثلاثة آخرون باللجنة محسوبون على توجه الحوثي”، مؤكدا أنه لا يوجد إقصاء أو استبعاد لأحد داخل ساحة التغيير بصنعاء”.

إدارة الخلاف


ورأى العريقي ضرورة الاتفاق على كيفية إدارة الخلاف بين الأحزاب والتيارات السياسية بعيدا عن العنف، واعتبر أن المبادرة الخليجية لم تحقق طموح شباب الثورة في التغيير، وأن العمل السياسي للأحزاب يختلف عن العمل الثوري الذي يدعو إلى التغيير السريع والشامل.

في المقابل قال خالد المداني، المشرف على شباب الصمود من المحسوبين على جماعة الحوثي بساحة التغيير بصنعاء، إن المشكلة بدأت مع محاولة شباب مسيرة الحياة الصعود إلى منصة ساحة التغيير وإلقاء بيان رافض للمبادرة الخليجية وحكومة الوفاق، وتعرضهم للاعتداء والضرب.

وأضاف أن التوتر زاد عند محاولة شباب الصمود بناء منصة ثانية بساحة التغيير، فتعرضوا للاعتداء وتخريب المنصة، وحسب المداني فإن “الاعتداء والهجوم المنظم جرى التخطيط له من حزب الإصلاح”.

ورأى المداني أن “الذي يخلق التوتر بين شباب الثورة هو الذي يريد تكميم أفواه الآخرين، وما يمارس في الواقع أسوأ مما كان يمارس في نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح“.

وبشأن مخاوف الانقسام بين شباب الثورة والمكونات الثورية، قال إن “وحدة الصف ليست صنما يعبد، ولا قيمة لوحدة الصف إذا كانت من أجل تأييد المبادرة الخليجية”.

وأكد أن “شباب الصمود يرفضون المبادرة الخليجية جملة وتفصيلا وما نتج عنها من تسوية سياسية أضرت بأهداف الثورة”، وأشار إلى أن شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” بات ممنوعا ترديده من فوق منصة ساحة التغيير”.

صراع


إلى ذلك رأى الباحث عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات بصنعاء أن ما يدور في ساحة التغيير “شيء طبيعي ومتوقع، وهو صراع بين جهتين ذات توجهين مختلفين، الأولى يمثلها نشطاء أحزاب المشترك، التي أصبحت جزءا من السلطة، والجهة الثانية يمثلون جماعة الحوثي الرافضة للمبادرة الخليجية”.

وقال في حديث للجزيرة نت إن الحوثيين فشلوا في وراثة النظام، عبر سد الفراغ الذي حدث بفعل الثورة، ومن جهة أخرى لم يستطيعوا الدخول في شراكة سياسية مع أحزاب المشترك، فهم أولا يرفضون المبادرة الخليجية، وثانيا يسعون إلى المناصفة مع أحزاب المشترك في حال دخولهم بالسلطة، باعتبارهم قوة عسكرية”.

وبشأن رؤيته لمستقبل العلاقة بين الحوثيين وأحزاب المشترك، قال إن موقف جماعة الحوثي الرافض للمبادرة الخليجية، يفرض عليهم تأسيس حزب سياسي بحيث يقود معارضة سياسية للسلطة الحالية التي تشارك بها أحزاب المشترك.

ورأى أن الخيار الثاني الذي قد يلجأ إليه الحوثيون هو ممارسة العنف عبر تفجير ساحات التغيير بالعنف أو القيام بعمليات اغتيال، أو تفجير الأوضاع عسكريا في العاصمة صنعاء والمحافظات التي يتواجدون بها، ولكن هذا الاتجاه سيقدم نهاية مأساوية لتيار الحوثي، على حد قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى