أرشيف

سكرتير القطاع الطلابي للاشتراكي يتحدث لـ”الشارع” عن البيان الأول لثورة الشباب

  – هاني الجنيد سكرتير القطاع الطلابي للحزب الاشتراكي يتحدث لـ “الشارع” عن قصة البيان الأول لثورة الشباب

  • صحيفة “الشارع” الأسبوعية- العدد 222

تحدث هاني الجنيد, الناشط الشبابي في الثورة السلمية, سكرتير أول القطاع الطلابي للحزب الاشتراكي اليمني في جامعة صنعاء, عن سيرة أول بيان لثورة التغيير, إذ أوضح أن البداية كانت في 14 يناير, وهو يوم فرار الرئيس التونسي إلى السعودية.

 

 

وقال هاني لصحيفة “الشارع”: “مساء ذلك اليوم اتصل بي سكرتير أول لمنظمة الطلابية للحزب الاشتراكي اليمني في كلية الهندسة, الرفيق إبراهيم الأزرقي, وقال لي أن عدداً من الرفاق مجتمعون في غرفة الرفيق بسام الحداد في شارع 16, مع الرفيق ميزار الجنيد, لمناقشة القيام بثورة كثورة تونس وقال أنهم يريدون حضوري كوني سكرتير أول المنظمة الطلابية للحزب الاشتراكي اليمني في جامعة صنعاء, لنتخذ القرار”.

 

 

كان الوقت متأخراً وكان هاني لا يملك إيجار سيارة تقله إلى مكان الاجتماع, فأعتذر لإبراهيم, وأبلغه موافقته المبدئية على كل ما سيخرج به الاجتماع من قرارات, واتفق هاني و إبراهيم على الخطوط العريضة  للبيان, الذي سيدعو اليمنيين للثورة ضد نظام صالح.

 

وأفاد هاني بأنه اتفق مع إبراهيم بعد نقاش دام 5 دقائق في التلفون, على البدء بالمظاهرات من يوم 16 يناير.

 

 

في الـ 10 من صباح اليوم التالي, التقى هاني ورفاقه أمام السفارة التونسية تلبية لدعوة وجهتها الناشطات وميض شاكر, وأمل الباشا, وبلقيس اللهبي، إضافة إلى الصحفي نبيل سبيع, للاعتصام أمام  سفارة تونس مساندة للثورة التونسية حضر رفاق إبراهيم في الاجتماع, فيما اعتذر إبراهيم عن الحضور لانشغاله في تأدية اختبار في الجامعة.

 

 

يستدرك هاني الجنيد: “بعد أن انتهى الشباب من كتابة البيان الذي حمل اسم “بيان الثورة” قام أحد الرفاق، واسمه عصام شبيط، بأخذه وطباعته ليلاً، وفي الصباح توجه مجموعة من الرفاق لتوزيعه أمام جامعة صنعاء الجديدة والقديمة، فيما قام عصام بتوزيعه في شارع هائل”.

 

 

لم يكن قد تم الاتفاق على توزيع البيان يومها، لهذا يقول هاني: “وعندما جئت أعاتب عصام على هذا العمل، قال لي: يا رفيق الثورة لا تنتظر، وأخبرني أن أحد أصحاب البوافي قال له، بعد أن قرأ البيان: هذه ثورة يا بني أيري”.

 

 

حضر هاني الجنيد الاعتصام أمام السفارة، حيث ووجه وبقية المعتصمين بقمع من قبل قوات الأمن، قبل أن يغادروا مكان الاعتصام ظهراً. واتفق الشباب وقت الانصراف هناك، على الالتقاء اليوم التالي أمام جامعة صنعاء الجديدة، للبدء بالثورة.

 

 

عاد هاني برفقة ريان الشيباني إلى منزل النائب أحمد سيف حاشد، وهناك وجد البيان في بريده الالكتروني.

 

 

وأخرج البيان، وتولى مراجعته، وإعادة صياغته، هو ريان ونبيل عبد الحفيظ، ثم قام ريان، كونه يمتلك قائمة بريدية بعناوين وسائل الإعلام، بتوزيعه إلكترونياً.

 

 

لم تتفاعل وسائل الإعلام مع البيان باستثناء صحيفة “النداء” التي نشرته بالنص، وموقع “الاشتراكي نت” نشره بعد يومين، لأن القائمين على الموقع اعتبروا هاني ورفاقه “مجانين” كذلك تفاعلت مع البيان صحيفتا “الشارع”، و”الأولى”.

 

 

يقول الجنيد: “اجتمعنا عصراً في منزل النائب حاشد، كان موجوداً ميزار وفخر العزب وريان والنائب حاشد وصادق غانم وآخرون لا تحضرني أسماءهم الآن، وتناقشنا حول الموضوع باستفاضة”.

 

 

وتابع: “ذهبنا بعد العشاء إلى منزل توكل كرمان، حيث اجتمعنا معها وقدمت مقترحاً يقول إنه علينا إذا أردنا أن نخدع رجال الأمن الذين سيكون قد تأكد لهم أن زين العابدين لن يعود إلى تونس، وبالتالي يسمحون لنا بالمظاهرة ضده، علينا أن نقوم بنشر الدعوات على أساس أن مظاهرتنا ستكون غداً تأييداً للثورة التونسية، فيما هي بالأصح ثورة ضد نظام صالح”.

 

 

وأضاف: “فعلاً قمنا بصياغة الدعوات وتوجيهها حسب الاتفاق، وقمنا بإرسالها عبر الإيميلات والتليفونات، وعبر مجموع الحزب الاشتراكي في “فيسبوك” ونشرناها أيضاً عبر حوائطنا الشخصية في “فيسبوك” إضافة إلى قيامنا بطباعة أكثر من 3000 دعوة بقصاصات ورقية صغيرة تكفل النائب أحمد سيف حاشد بدفع تكاليف طباعتها، وقام بتوزيعها طلاب الاشتراكي عند حدود الساعة الـ 7 والنصف من سباح الـ 16 من يناير، على طلاب جامعة صنعاء الجديدة والقديمة، الذين طلبناهم بالانضمام للمظاهرة التي سوف تنطلق بعد ساعتين من أمام بوابة الجامعة الجديدة نحو السفارة التونسية”.

 

 

هكذا استطاعت الخلية الأولى لثورة الشباب تضليل أجهزة الأمن بخطتهم، وتمكنوا من الخروج في مسيرة شارك فيها نحو 150 شاباً من الطلاب، بينهم ناشطون وأساتذة جامعيون، وهتفوا برحيل الرئيس علي عبد الله صالح مع جميع أفراد أسرته الذين يغتصبون حكم البلاد منذ 33 عاماً.

 

 

تولى الشاب سميح الوجيه، أحد شباب الحزب الاشتراكي، الذي يمتلك صوتاً جهورياً وقوياًَ، ويتمتع بموهبة في ابتداع الهتافات الحماسية، ترديد الهتافات والشعارات، التي كان من بينها: “أين دستور الوحدة أصبحنا ملك الأسرة”، و” يا عصابة الفساد أرحلوا من البلاد”، و” يا رئيس البلاد ارحل أنت والأولاد”. بين الحين والآخر، كان يردد الشباب: “إذا الشعب يوماً أراد الحياة..”، إلى جانب الكثير من الهتافات التي كان يبتدعها سميح الوجيه، وعمر القاضي وآخرون.

 

 

وفي المظاهرة، رفعت لا فتات تؤيد الثورة التونسية، ولا فتات أخرى تطالب بإنهاء حكم الأسرة في اليمن، وتطالب علي صالح وأسرته بالرحيل، واللحاق بنظيره بن علي في السعودية.

 

 

رافق المسيرة عدد من الأطقم العسكرية المدججة بالجنود والسلاح, وكانت تتبع الأمن العام والأمن المركزي، إضافة على الكثير من المخبرين، وصلت المسيرة إلى أمام السفارة التونسية، حيث مكثت هناك أكثر من ساعة وهي تردد الهتافات المؤيدة للثورة التونسية، والمطالبة برحيل نظام صالح بعدها، غادرت المسيرة دون أن تحدث أي اعتداءات، كما حدث في اليوم السابق، 15 يناير.

 

 

وقال هاني الجنيد إنه رفع، أثناء المسيرة، عدد صحيفة “الأولى” الذي صدر ذلك اليوم بمانشيت عريض “ليلة هروب الرئيس”. وأوضح أن الدكتور جميل عون أعطاه صحيفة “الأولى” وطلب منه أن يرفعها، بسبب مانشيتها. كان هاني يمر، برفقة الصحفي هلال الجمرة، على أصحاب الباصات وهو يقول لهم: “لا تخافوا انضموا لنا.. الرئيس هرب، وشوفوا الخبر هنا” وهو يشير إلى صحيفة “الأولى” فكان بعضهم يضحك، والبعض الآخر يسخر منه، طبقاً لروايته.

 

 

ومنذ ذلك اليوم، يقول هاني: “ونحن نخرج بشكل يومي للمطالبة بإسقاط النظام، وكان معنا طلاب وشباب التنظيم الناصري، وعلى رأسهم فخر العزب، ومحفوظ القاسمي، وشهاب الشرعبي، وشاذلي البريهي، ومن التجمع اليمني للإصلاح كان يحضر هشام المسوري، إضافة على محمد المقبلي، والكثير من الطلاب والشباب المستقلين إضافة على عمال وناشطين”.

 

 

وبمناسبة مرور عام على انطلاق ثورة الشباب، تعيد صحيفة “الشارع” نشر نص البيان الأول للثورة كما ورد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان الثورة

يتابع الشارع اليمني ومعه أحرار العالم اليوم الثورة السلمية التونسية التي أطاحت بالنظام الدكتاتوري المتسلط في تونس وأثبتت أن إرادة الشعوب لا تقهر.

يا شباب اليمن الأحرار:

إن تاريخ شعبنا في التصدي للاستبداد والطغيان تاريخ حي وناصع ومثال للاقتداء، ونحن اليوم أمام مشهد يستدعي منا التحرك العاجل للإطاحة بالنظام العسقبلي المتسلط على رقابنا منذ 33 عاماً، متمسكين بخيار النضال السلمي الديمقراطي للانتصار لإرادتنا وتحمل تبعات هذا الخيار الأجدى للتخلص من الطغيان.

يا شباب اليمن الأحرار:

إننا إذ نحيي بإكبار وإجلال رمز البطولة والثورة التونسية شهيد الحرية والديمقراطية العربية البطل محمد البوعزيزي، ندعو الشباب العربي وفي مقدمتهم الشباب اليمني، إلى أن يستلهم مضامين الثورة من تجربة الشعب التونسي الذي قدم نموذجاً  حياً للعالم في الانتصار لحقه في الحرية وكرامة العيش،

إن مراكب التغيير قادمة لا محالة، وعلى زعماء التسلط والاستبداد أن يستجيبوا لنداء العقل وقوانين المنطق، وأن يسلموا سلطة الشعب للشعب، وأن يرحلوا قبل فوات الأوان.

وبهذا الصدد نحذر النظام من استخدام العنف في وجه الثورة السلمية وإراقة دماء الأبرياء والمنافحين عن الحق، وفي مقدمة ذلك الحراك المدني السلمي لأبناء الجنوب، وندعو الشعب اليمني بكافة أطيافه ومؤسساته ونقاباته للاضطلاع بدوره التاريخي والانطلاق نحو استرداد الحقوق المصادرة والحفاظ على ما تبقى من الثورة والجمهورية والوحدة.

صادر عن المنظمة الطلابية للحزب الاشتراكي اليمني جامعة صنعاء 15/1/2011م

زر الذهاب إلى الأعلى