أرشيف

امين عام الحراك الجنوبي : من يطالبون بمقاطعة الانتخابات هم قلة من الحراك والرئيس الناجح هو عبدربه منصور هادي

رغم التعقيد الذي تبدو عليه آلية المبادرة الخليجية خصوصاً مع وجود عراقيل وعقبات في طريق تنفيذها يرى البعض أنها ستجهض المبادرة الخليجية في اليمن، إلا أن هناك من يرى أن سير تنفيذ آلية المبادرة ماضٍ في طريقه وإن وجدت بعض التحديات أمامها، لكنها قادرة على تجاوز كل ما يعترضها.
وحتى ذلك الحين يبقى المشهد السياسي في اليمن محل ترقب الجميع، لاسيما وأنه بدأت تظهر بعض الملامح التي تنبئ بتطورات قد تكون خطيرة.. من جهة قانون الحصانة للرئيس وأعوانه والانتخابات الرئاسية ودعوات لمقاطعتها.. ومن جهة ثانية الثورة الشبابية والقضية الجنوبية والجماعات المسلحة التي بدأت تتمدد في كثير من مديريات الوطن.
حول ذلك كله يتحدث السياسي البارز العميد/ عبدالله الناخبي ـ أمين عام الحراك الجنوبي ـ في قراءته للمشهد السياسي في اليمن والذي التقته “أخبار اليوم” وأجرت معه هذا الحوار:

 

                              حاوره/ علي الصبيحي

× مرحباً بك سيادة العميد.. جمعكم لقاء بالسفير الفرنسي في منتصف شهر يناير الجاري بعدن ما هي أبرز القضايا المطروحة فيه؟.
ـ شكراً لكم أولاً: اللقاء مع السفير الفرنسي أتى امتداداً للقاء الأول الذي عقدناه في عدن تاريخ 6/12/2011م العام الماضي مع سفراء بعثة الاتحاد الأوروبي وقد ناقشنا فيه القضايا التي لم يتم التطرق لها في اللقاء الأول، وهناك زيارات أخرى سوف تتبع للسفير الفرنسي.. وحقيقة فرنسا تلعب دوراً كبيراً لمساعدة اليمن ونحن طرحنا وجهة نظرنا فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة في اليمن ومنها القضية الجنوبية.

– برأيك هل دعم المجتمع الدولي ثورة الشباب في اليمن؟
أنا أرى أن المجتمعين الدولي والإقليمي لم يعاملا ثورة اليمن كما تم التعامل مع الثورة في ليبيا أو في مصر وتونس، والفترة الزمنية التي حسم فيها الموقف في تونس كانت 18 يوماً وفي مصر 25 يوماً، حتى أن المجتمع الدولي لم يتدارك اتخاذ موقف واضح تجاه الثورتين، لكنه اتخذ موقعاً واضحاً في ثورة ليبيا، ونحن كنا نتوقع أن يتخذ موقفاً مماثلاً مثل الذي اتخذه الآن مع سوريا، إلا أننا رأينا أن المجتمع الدولي فيما يتعلق بثورة اليمن أتى فقط ليوافق على المبادرة الخليجية ومعنى ذلك أنه لا يوجد لدى المجتمع الدولي رؤية ولا برنامجاً ولا موقفاً محدداً من ثورة اليمن، وكل ما قام به هو قرار مجلس الأمن برقم 2014 للموافقة على المبادرة الخليجية، لكننا نعتبر ذلك أفضل من لا شيء وندعوهم لأن تكون عندهم جدية في محاسبة علي عبدالله صالح ونزع الحصانة منه ومصادرة أمواله وتقديمه لمحكمة العدل الدولية إذا لم ينصع لتنفيذ آلية المبادرة الخليجية، ومن الضروري تغليب مصلحة الشعب والوطن.

* لكن هناك من يرى أن المبادرة الخليجية أفشلت الثورة في اليمن ما رأيك أنت؟
– بالعكس إن المبادرة وضعتنا أمام خيار سياسي وهذا الخيار يلعبه السياسيون وسيأتي بنتائج طيبة، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقتنا بدول الجوار وهو أيضاً سيضمن لنا وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الثوار وسيعمل على تخفيف حدة الصراع داخل اليمن وسيقوم بفكفكة القوى العسكرية “الحرس الجمهوري والأمن المركزي” هذا إلى جانب أن المسار الثوري مستمر والشباب متواجدون ونحن نسير في خطين متوازيين، الجانب السياسي والجانب الثوري وندعو الشباب إلى أن يواصلوا التصعيد الثوري ويعتبروا ما تحقق على صعيد الجانب السياسي نصراً للثورة.

× إلى أي مدى وصل تنفيذ المبادرة الخليجية وخصوصاً في الجانب الأمني؟
اللجنة الأمنية والعسكرية بدأت تمارس مهامها، والمبادرة في نظري تمثل الجانب السياسي الذي وجد في اليمن بعد اتفاق 23/11/ في جدة، إلا أن هناك عراقيل تواجه تنفيذ المبادرة منها موقف علي عبدالله صالح وموقف أعضاء مجلس النواب بما فيهم الراعي والبركاني، الذين يماطلون في إعطاء تزكية لعبدربه منصور هادي كمرشح توافقي بموافقة المعارضة والمؤتمر ويأتي هذا التلكأ نتيجة استشعارهم أن اختيار عبدربه منصور سينجح وأنه سيكون ليس من صالحهم ذلك.. من جهة أخرى هناك عقبات أخرى تقف عائقاً أمام المبادرة منها ما يجري في محافظة أبين من قبل الجماعات المسلحة وأيضاً في مديرية عزان وكذلك رداع بمحافظة البيضاء وهو مخطط متعمد لإفشال المبادرة الخليجية وقد تكون هناك محاولات لنقله إلى محافظات أخرى.

* مقاطعاً: لكن أليس هناك بند في المبادرة الخليجية التزم بموجبه الموقعون عليها بتنفيذ آليتها؟.
× نعم يوجد بند في الاتفاقية يلزم الأطراف بتنفيذ آلية المبادرة وزيارة بن عمر الأخيرة إلى صنعاء دليل على متابعة سير التنفيذ بعد ظهور بعض ملامح التنصل وعدم الإيفاء ونحن ندعو القائمين على الإشراف على المبادرة الخليجية بأن يضغطوا على الرئيس صالح وحزبه بألا يتدخلوا في مهام النائب وأن ينصاعوا لتنفيذ آلية المبادرة وهي فرصة للرئيس صالح للخروج من المخرج الذي وضعوه له وهو حقيقة مخرج منح لصالح أكثر مما يستحق وكان مخرجاً مريراً وقاسياً ومؤلماً لليمن وللشعب ولكنه أخف الأضرار ويجنب اليمن تضحيات أخرى.. لذلك على مجلس الأمن أن يتخذ عقوبات ضد من يحاول التنصل من تنفيذ آلية المبادرة.

* هل سيؤثر ذلك على سير المبادرة الخليجية وعلى العملية السياسية في اليمن؟
– أولاً من وجهة نظري إن قانون الحصانة غير عادل وهو باطل وبالنسبة لنا مؤلم ومرير لأن كتاب الله عز وجل وكل الشرائع السماوية نصت على أن القاتل يجب أن يُقتل، وأيضاً كل الأعراف الدولية والإنسانية لا تعفي المجرمين، لكنني أعتبر أن قانون الحصانة لصالح هو الغمن الذي سيكون عزاؤنا فيه نحن اليمنيين لخروج علي عبدالله صالح وأيضاً من أجل تقليل التكلفة والفاتورة التي سيدفعها الشعب لخروج صالح بهذا الأسلوب وما دام أن ذلك من أجل المصلحة العليا للوطن وللشعب وفي رأيي الشخصي علينا أن نتقبل ذلك، وعلى أبناء اليمن أن يفهموا بأن قانون الحصانة ليس قرآناً، فلا يوجد شيء ثابت في الأرض غير كتاب الله والثورات تلغي الدساتير وتلغي مجالس النواب ومن حق الثوار في المستقبل إذا تصعدت الإجراءات الثورية أن يطالبوا بإلغاء هذا القانون، كما أنه لا أحد يستطيع أن يلغي حق أولياء الدم في المطالبة بقتلة أبناءهم، نعم سيلغى بقانون آخر في حالة أن تتهيأ الظروف ويتم تنفيذ آلية المبادرة الخليجية وتقوى الثورة، المهم هو أن يفهم الشعب أنه لا يجب إعطاء أي مبرر لصالح وزبانيته للتنصل من اتفاقية المبادرة الخليجية.

× فيما يخص الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 21 فبراير المقبل.. هل ستشهد ضعفاً في المشاركة خصوصاً وأن هناك دعوات لمقاطعتها؟.
ـ الانتخابات الرئاسية هي نتيجة من نتائج المبادرة الخليجية وقد تم الاتفاق على رئيس توافقي وهي عبارة عن نقل إدارة الشعب اليمني من علي عبدالله صالح إلى عبدربه منصور هادي وأنا أتوقع أن الانتخابات ستنجح في حالة يستعجل مجلس النواب بإقرار المرشح ويتيح العمل للجنة العليا واللجان على مستوى المحافظات وتكون الانتخابات هي تحصيل حاصل، لأن الرئيس الناجح هو عبدربه منصور هادي سواء كانت الأصوات قليلة أو كثيرة والغرض منها تبديل رئيس برئيس وهي تعطي شرعية للرئيس الجديد، وأنا اعتقد أنا هذا هو تحقيق للهدف الأول من أهداف الثورة، وعلى السلطة التسليم بذلك.

× مقاطعاً: فما الذي يميز هذه الانتخابات عن سابقتها التي كان يفوز فيها نفس الرئيس؟.
ـ ما يميز هذه الانتخابات عن تلك التي كانت في عهد النظام السابق أنها وضعت كمخرج لإنقاذ اليمن، بعكس تلك التي كانت في عهد صالح والتي كان يتم فيها استغلال المال العام والجيش والأمن وتحشد فيها الحشود من أجل انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح ويبقى النظام السابق على فساده.. لذلك أنا أقول للذين يدعون لمقاطعة الانتخابات أن هذا ليس قراراً صائباً وهو خطأ وأعطيك مثلاً في انتخابات 97م، الحزب الاشتراكي قاطع الانتخابات، لأن علي عبدالله صالح لم يعترف بالقضية الجنوبية واليوم من ينادون بمقاطعة الانتخابات هم مجموعة قليلة من الحراك الجنوبي، لأنهم يعتقدون أن قضية الجنوب ستلغى فيما إذا صعد الرئيس بهذه الطريقة، وأنا أقول لهم إن الوقت والزمان والظروف تغيرت واختلفت، لأن هذه الانتخابات ستأتي برئيس جديد وستقتلع علي عبدالله صالح الذي لم يعترف بقضية الجنوب.
أما على صعيد الشباب الثوار فهم رفعوا شعار رحيل الرئيس والآن هذا الهدف سيتحقق بالانتخابات، فما دام أن علي عبدالله صالح سيرحل بفعل ثوري فأنا أرى أن نحول هذه الانتخابات من رئاسية إلى فعل ثوري ويشترك كل الثوار في الإدلاء بأصواتهم لعبدربه منصور من أجل أن يفقد علي عبدالله صالح شرعيته أمام الرأي العام المحلي والعالمي، حتى وإن أصر أولئك الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات فلن يؤثر ذلك عليها، لأن الشعب اليمن ليس متفاعلاً مع المقاطعة، كما أن الكثير من أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً أدركوا أنه المخرج الوحيد وأن خروج علي عبدالله صالح بهذه الطريقة أفضل من طرق أخرى قد تكلف اليمن الكثير.

* ما رأيك في ترشيح عبدربه منصور هادي كرئيس توافقي؟!.
– أنا شخصياً أرى أن عبدربه منصور هادي مؤهل لأن يكون رئيساً للجمهورية وما دام أنه الرجل الذي سيتوافق عليه الجميع في المعارضة والسلطة أرى أيضاً أن على الثوار أن يوافقوا لينال عبدربه منصور شرعية الرئيس، لأنه سيكون أنسب شخص قادر على تنفيذ مهام ومبادئ الثورة إذا ما فهم الثوار ذلك وأعطوه شرعية الرئيس، فإنه سيكون أحد مساعدي الثورة.

* مقاطعاً: ما الذي يجعلك متيقناً من ذلك؟!.
– الذي يجعلني متيقناً هو أن أهداف الثورة أهداف وطنية وتعني بناء الوطن وتهدف لخدمة الشعب وهي أهداف متعلقة بتصفية الفساد من مفاصل الدولة وتسعى إلى تحسين أحوال الناس معيشياً وإلى الحياة المدنية وخلق علاقة جديدة بدول الجوار.

* مقاطعاً: عفواً هذه أهداف الثورة ما علاقة عبدربه منصور بها؟!
– أي رئيس مخلص لوطنه لا أعتقد أنه يرفض هذه المبادئ ومن وجهة نظري إن عبدربه منصور سيشرفه أن ينفذ ويحقق هذه الأهداف.
* لكن هناك من يقول أن عبدربه منصور يواجه ضغوطات وأنه ظل خلال فترة حكم علي عبدالله صالح مهمشاً؟
– من وجهة نظري أعتقد أن عبدربه منصور هُمش وكلنا نعرف الظروف التي كانت تحيط بعبدربه والجميع يعرف أين كان يقع الحرس الجمهوري وأين كان الجرس الخاص والأمن المركزي وأن من كان يتحكم بالبلاد ومواردها هو علي عبدالله صالح وعائلته حتى وإن كان لعبدربه منصور صوت في ذلك الوقت لن يكون له أي أثر مثله مثل الإخوة الجنوبيين الذين كانوا في مناصب وكان علي عبدالله صالح يقبل بمشاركتهم لكنه لم يكن يعطيهم أي صلاحيات.. لكن اليوم في تقديري أن عبدربه منصور سيتحرر من كل القيود ومن كل الضغوطات، لأن الموقف الذي يشرف شخصيته ويكون فيه ناجحاً هو أن يتبنى أهداف الثورة والشعب، فعبدربه منصور لا يشرفه أن يدافع عن فاسد، كما أنه لا يتشرف بأن يحافظ على شخص نهب ممتلكات الدولة بالبلطجة وسياسة العصابات.

* سيد ناخبي.. ملف القضية الجنوبية إلى أين يمضي؟!
– ملف القضية الجنوبية هو ملف حقيقي وقضيته سياسية بامتياز ونحن نناضل من أجلها منذ سنين، لكن بعد قيام الثورة الشبابية المباركة رأينا أن ننضم إليها ونساندها من أجل أن تنتصر وتسقط النظام وبعد ذلك سنقدم رؤيتنا حول القضية الجنوبية، وقد بدأت تتشكل بعض الملامح في مؤتمر القاهرة الأول والثاني على أساس قيام دولة اتحادية بين إقليم صنعاء وإقليم عدن، وتكون شراكة بين الشمال والجنوب في المؤسسات المركزية مثل الرئاسة – وزارة الداخلية- وزارة الدفاع- مجلسا الشورى والنواب ونحن نريد من إخواننا في الشمال أن يبادلونا نفس الشعور والفكرة، على الأقل أن يرحبوا بالرؤية ويكون لديهم انطباع بأننا فتشنا عن الأسلوب الذي سيحافظ على الوحدة لمدة أطول، وعلى إخواننا في الجنوب أن يفهموا بأننا تنازلنا عن القضية لأجل التضحيات والدماء وللشعب الذي خرج في الشمال والجنوب ينادي بالدولة المدنية ونحن على ثقة بأنه إذا تفهم كل منا الآخر سنبني بإذن الله دولة مدنية ونؤسس معاً يمناً قوياً.

* لكن هناك من يقول إن الناخبي انسلخ عن الحراك الجنوبي وثورته التحررية بعد أن تنازل عن قضية الجنوب وأعلن ولاءه للثورة؟!
– في الحقيقة هناك آراء تطرح حولي من إخواننا وأنا أعذرهم ولم أتبن أي رد، لكنني أقول لرفاقنا في الجنوب إن انضمامنا للثورة هو للحفاظ على الحراك الجنوبي وعلى قضيته وسمعته، واعتبرنا أن الحراك خرج سلمياً ضد علي عبدالله صالح ونظامه واعتبرنا الثورة هي امتداد متطور للحراك الجنوبي، فما المانع من انضمامنا للثورة التي تريد إسقاط النظام الذي دمر الجنوب وبعد أن تنتصر الثورة نقدم رؤيتنا المتكاملة وأنا واثق بأن العقول الجديدة التي ستأتي بعد سقوط النظام ستكون عقولاً متفتحة ومتفهمة لما حصل لشعب الجنوب.

* مقاطعاً: لكن البعض يرى أن الوقت حينها يكون قد تأخر للنظر بشأن قضية الجنوب؟!
– على مدى 4 سنوات مضت ونحن في الشارع نطالب سلمياً بقضية الجنوب وهذه السنة الخامسة، ولو لم تقم الثورة الشبابية ضد النظام ربما كنا سنضيف سنوات أخرى، لأن النظام لم يكن لينصاع لإرادة الشعب الجنوبي كما هو حاصل اليوم مع الشعب اليمني شمالاً وجنوباً الذي خرج مطالباً بإسقاطه ومن منظوري إن الثورة الشبابية هي التي قربت الحل والفرج للقضية الجنوبية وما دام الشعب اليمني قام اليوم ضد الظلم والاستبداد وثار على الديكتاتورية، فمن الواجب أن نضم أصواتنا إلى صوته ومن غير المعقول أن من نقف إلى جانبه اليوم سيهمش قضيتنا غداً.. لذلك أقول إن حل القضية الجنوبية سيكون بعد انتصار الثورة.

* البعض يرى أن الناخبي الذي انضم للثورة وتنازل عن قضية الجنوب إنما هو أداة في الثورة لتمرير سياسة خاصة عبره.. بماذا ترد؟!
– على العكس تماماً.. تفكيرنا ليس من تفكير أحد ونتخذ مواقفنا باقتناع وليس بتعليمات من أحد لا في الشمال ولا في الجنوب وأنا كنت في الحراك ولا زلت فيه وعملنا معاً وكنا 4 فصائل وعقدنا لقاءً في أبين وتوحدت هذه الفصائل في 9/5/2009م وتم اختياري أميناً عاماً للحراك الجنوبي، لأنني كنت أميناً عاماً للمجلس الوطني الذي كان أكبر الفصائل في الجنوب وبدأنا نسير في خطة لعقد مؤتمر لمجلس الحراك الجنوبي لأجل ترتيب بقية الهيئات، ولكن حصلت بعض الإشكاليات، وعندما قامت الثورة ورأيت أهدافها انضممت إليها وأعمل بقناعتي وأخدم شعبي وقضيتي ووطني ورأيت أن في مناصرة الثورة شرفاً كبيراً وغاية عزيزة.

* هل الناخبي يرجو مصالح شخصية من المشاركة في الثورة؟
× يا سيدي العزيز مشاركتنا في الثورة هي عمل طوعي، والمنافع الشخصية لا مجال ولا مكان لها في الثورة، بل إننا سخرنا أولادنا وزملاءنا واستخدمنا علاقاتنا في خدمة الثورة.. لذلك موقفي من الثورة واضح لأننا رأيناها صحيحة وهذا ما جعلنا ننضم لها.

* هل صحيح أنه تم عزلك من منصب أمين عام الحراك الجنوبي وتم استبدال قاسم عسكر بدلاً عنك بإجماع قيادات الحراك بعد تنازلك عن مشروع فك الارتباط؟.
– طرح عليّ هذا السؤال من قبل، لكن أقول إنه يفترض وجود برنامج سياسي يسير عليه مجلس الحراك وتوجد لائحة تنظيمية وأن يعقد مؤتمر رسمي وهذا المؤتمر يكون هو المسؤول وهو الذي له الحق في إقالة من يريد، ولكن لم يحصل وكل الذي حصل أن مجموعة أفراد من الحراك وهم أشخاص وليس كل الحراك، هم من اتخذوا موقفاً مني بسبب لماذا الناخبي ساند الثورة؟! والموقف الذي اتخذوه يعبر عن قناعاتهم هم، والجميع في الجنوب يعرف أننا توحدنا في الحراك أربع فصائل باستثناء حركة تاج لم تتوحد وهذه مقرها في لندن ولديها عناصر في الداخل وتحاول أن تلبس عباءة الحراك وتتكلم وتعمل باسمه ونحن نقول لهم إن هذا الأسلوب لا يبني وطناً ولا يخدم القضية الجنوبية ولن يكسب ثقة الشعب ولا ثقة بقية الفصائل الثورية في الجنوب، وعلى حركة تاج أن تعلم أنه ليس لها الحق في أن تكون وصية على الجنوب وعليهم أنا يعلموا بأن كل جنوبي له الحق في المشاركة بمناقشة قضية الجنوب وتحديد موقفه وإذا اجتمعت كل فصائل الحراك باجتماع رسمي أمام كل القوى بأن خروج الناخبي وتخليه عن منصب أمين عام الحراك سيؤدي إلى توحيد الحراك وخدمة القضية فأنا أعتز وافتخر وأقبل بذلك.

* ما هي أسباب الخلافات بين قيادات ومكونات الحراك الجنوبي والتي وصلت إلى الشارع العام؟.
ـ هذه الخلافات طبيعية، والقضية الجنوبية يعتنقها كل فرد في الجنوب، لكن الثورة الشبابية وضعتنا أمام موقفين في الحراك الجنوبي الأول تأسيس دولة مدنية والحفاظ على وحدة اليمن بأسلوب دولة فيدرالية ـ والاتجاه الثاني وهم البيض وحركة تاج الذين يدعون لفك الارتباط لكن ليس هم من يقرر وإنما من يقرر هو الشعب الجنوبي عن طريق مؤتمر كامل يضم كل الجنوبيين عليها وتحتلم إلى العقل والمنطق هي التي ستكون الفاصلة وعلى الجميع تقبلها لأن القضية الجنوبية ليست دكاناً أو ملكية لأحد يطرد منها من يشاء ويبقي من يشاء، ثم إني أريد أن أسال أين تكمن مصلحة الجنوب أن نظل نحرك الشارع ونصيح ولا يستمع إلينا أحد؟ أم أن نفتح أبواب الحوار المنطقي والعقلاني ونُعرف العالم بقضيتنا، وأنا أعتقد أن تغليب العقل والمنطق هما من سيجعلان العالم يتفاعل مع قضيتنا، لذلك لا نريد التطرف والشمولية في الآراء.

* أين مبادئ الثورة من قضية أبين المغيبة اليوم سياسياً وإعلامياً وما هو تفسيرك لما يجري اليوم في أبين؟.
ـ محافظة أبين بها عدد من الكوادر والقيادات أمثال علي ناصر ـ محمد علي أحمد ـ عبدربه منصور هادي ـ محمد ناصر ـ عشال ـ عيدروس نصر ـ ناصر منصور ـ مسدوس ـ محمد الشدادي نخبة كبيرة من أبناءها كان لهم دور كبير سابقاً وحالياً، وعلي عبدالله صالح ضرب أبين من أجل أن يبرهن لهؤلاء بأنهم عاجزون عن تحرير زنجبار وحدها فكيف الجنوب كله، إضافة إلى أن أبين استخدمها النظام كورقة لابتزاز المجتمع الدولي وتخويفه بالارهاب الذي أنشأه هو عندما وجد في أبين بيئة خصبة.. لذلك أدعو أبناء أبين من القيادات والأفراد وكذلك كل الجنوبيين لإيجاد آلية اتفاق نتوحد عليها جميعاً ونكون كلنا جنوداً لخدمتها.

× بصفتك رئيس مجلس ثوري في محافظة أبين ما هو الدور الذي قمتم به تجاه مأساة أبين؟.
– أنا كرئيس مجلس ثوري أولاً أنا لم أختر هذا المنصب، إنما تم تكليفي وقبلت الفكرة حباً في خدمة أهلي في أبين وفي إطار عمل المجلس الثوري الذي هو جزء لا يتجرأ من الثورة ويسعى لتحقيق أهدافها والآن سنجسد العمل في المديريات وهذه ركائز أساسية وأدعو بقية المحافظات لتشكيل مجالس أهلية وهذه ستحقق نجاحات عندما توجد شبكة واسعة كبيرة من الثوار، ويمكن أن يكون للشباب في يوم من الأيام تنظيم بعد سقوط النظام وسيكون هو المدافع عن أهداف ومبادئ الثورة التي ستستمر إلى أن تحقق للشعب كل أهدافه، فالضامن للثورة وأهدافها واستمرارها هو الشعب، أما الحكومة ستكون منفذة فقط، أما الذي يراقب ويعاقب هو الشعب.

 

 

 

المصدر : أخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى