أرشيف

عبدالرحمن الجفري: الإصلاح يدرب ميليشيات في معسكر محمد علي محسن بحضرموت وأخرى تتم خلف” جبل شمسان” في عدن

يسير عبدالرحمن الجفري في عامه الـ 69 وما زال يتمتع بصحة جيدة، رغم أنه أجرى عدداً من العمليات الجراحية. باكراً بدأ نشاطه السياسي وتعرف عن قرب علي حياة المنفى، إذ عاش جزءاً كبيراً من حياته منفياً خارج البلاد. يتمتع بقدر كبير من الدماثة وقدر أكبر من الود غير المفتعل.

هو شخصية مثيرة للجدل، ويتمتع بحيوية سياسية وذهن صاف ومنذ ما بعد الوحدة تمكن الرجل من تسجيل حضوراً شخصياً وسياسياً لافتا رغم أنه يرأس حزب صغير. زرناه الأحد قبل الماضي إلى منزله في العاصمة المصرية القاهرة. كعادته استقبلنا بترحب ومشاعر ود صادقة ومن صالة جلوسه الطلة على النيل أجرينا هذا الحوار الذي يتحدث فيه عن التطورات التي تعيشها البلاد.

حمود منصر ونايف حسان

  • نبدأ من  الإنتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في فبراير.. مارأيك بها؟

– نرحب بكم في القاهرة ، وأشكركم على هذه المبادرة، في حقيقة الأمر ليست هناك إنتخابات . من قال أن لدينا انتخابات ؟! هذا تزييف لوعي الناس، هذا شبيه بإستفتاء. الإنتخابات يكون فيها تنافس، هذا اولا، ثانيا ؛ لا شك أن هناك مخاوف من إجراء هذا النوع من الإستفتاء، وإن سميتموه إنتخابات فأنتم أحرار، أعتقد أن هناك أطراف كثيرة ستحاول إفشال عملية الإستفتاء هذه، التي تسمونها انتخابات ، بعض هذه الأطراف معها حق ، وبعضها مناكفات، الذين معهم حق هم الذين لا يعتقدون أن هذه انتخابات حقيقية، والذين يدركون أن أصواتهم تحصيل حاصل في هذه العملية؛ إن ذهب هذا الناخب أو ذاك للإنتخابات سيفوز الأخ عبد ربه منصور هادي، وإن لم يذهبوا سيفوز. المسألة محسومة، وهناك قد تكون مناكفات من بعض الأطراف التي في السلطة. قد تكون بعض هذه الأطراف لا تريد أن يحصل الأخ عبد ربه منصور على عدد كبير من الأصوات.

في الجنوب هناك أغلبية ساحقة ترى عدم خوض هذه العملية التي سميت إنتخابات، هناك في الجنوب ايضا قيادات في السلطة تود أن تثبت لقيادتها في صنعاء أنها قادرة على ان تسير الإنتخابات في الجنوب، هذا النوع من المماحكة أعتقد أنه لا يساعد في إجراء إنتخابات، ولا في استتباب أمن، ولا في المضي نحو بناء مستقبل أفضل، بالعكس هو يزيد الجراح. أيضا؛ إخواننا في الإصلاح يريدون أن تتم ” الإنتخابات” في الجنوب، لأنهم يريدون أن يثبتوا أنهم قوة، وأن بإمكانهم أن يسيروا “الإنتخابات”.

  • ما البديل عن هذه الإنتخابات؟

– يا أخي ( كان بإمكان) مجلس النواب ينتخب ويخلصونا؛ إذا أرادوا ذلك . دستوريا؛ كل مايجري الآن خطأ، وما دام الأمر كذلك كان بالإمكان يتم إعلان دستوري لإلغاء هذا الدستور. لماذا هذا الإصرار على هذا الخطأ؟! خطأ حتى في الاسم؛ تقول انتخابات وهي ليست إنتخابات ، هذا تزييف لوعي الناس، الإنسان العادي عندنا يادوب فهم الإنتخابات، نقوم نقول له إن هذه كمان انتخابات؟!

  • تمت عمليات تحريض واسعة في الجنوب ضد أبناء الشمال البسطاء الذين يعملون هناك كعمال أو أصحاب محلات، ومع ذلك لم يتخذ أي منكم، القادة السياسيين للجنوب، موقفا واضحا لإدانة عملية التحريض؟

التحريض أمر مؤسف، وأنا ضده بشكل كامل، ونحن كان لنا موقف مبكر منه، لا يجوز التعبئة والتحريض، ونحن ضد الإساءة لأي إنسان في أي مكان كان، في الشمال أو في الجنوب، في الشرق، أو في الغرب، مسألة التعرض لأي أخ ينتمي للمحافظات الشمالية، أو الاعتداء عليه، جريمة لا يجب أن تمر، وهي مستنكرة من جانبنا بوضوح، وبلا تحفظ، أيا كان القائم بها.

  • للأسف يبدو أن عملية التحريض الآن وصلت إلى اشتباكات مع عناصر تجمع الإصلاح في عدن، وهذا مؤشر خطير؟

يا أخوة هناك إشكالية كبيرة دعونا نطرحها بوضوح وصراحة مطلقة ، وهي أن حزب الإصلاح يعمل على تدريب ميليشيات مسلحة في معسكرات في مناطق في الجنوب.

للأسف الأخوة في الإصلاح يتجهون إلى إقامة معسكرات تدريب في الجنوب. يسيرون أشخاصا من تعز، وإب، ومناطق أخرى، الى معسكرات تدريب في الجنوب، يتم هذا بدون ثمن سياسي. وهذا، في نظري، هو في منتهى الخطأ السياسي. هناك إحتقان في الجنوب، وأرى إن هذا لا يزيد الإحتقان، ويزيد الشق في النفوس. حزب الإصلاح حزب كبير وقوي، وله وجوده في الشمال والجنوب، ونحن لا ننكر هذا، لكن لم يكن لازم لهذا..

  • ( مقاطعا) مامدى صحة هذا الكلام؟

– هذا كلام عبد الرحمن الجفري الذي تعرفه. نعم هذا صحيح، ولا ينكر اخواننا في الإصلاح ذلك، أنا فاتحت زملاء من الإصلاح بمحبة، قلت : تدربون لمن؟! من الذي من الذي تريدون أن تقاتلوه، أو تقتلوه؟!

(مقاطعا) وأنا فاتحت زملاء في الإصلاح بمحبة أيضا ونفوا هذا الكلام.

أنا أعترفوا لي . أنا أقول لك هذا الكلام وأنا مسؤول عنه، وأنا صادق في كلامي.

  • الإصلاح يدرب ميليشيات وفي معسكرات في الجنوب..؟!
  • – نعم يدربون ميليشيات في معسكرات. أنا أتحدث عن معلومات، وليس عن إشاعات شارع، هذا كلام مؤكد، وهذا الأمر يضاعف الإحتقان وعملية التحريض الحاصلة في الجنوب، هذا كلام خطير ولا نوده، لإن الإصلاح كلهم أهلنا سواء كانوا من الشمال أو من الجنوب.. يقول الناس هناك إن الإصلاح يريد، وبقية القوى، أن يفرض عليهم الإنتخابات بالقوة.. وهناك طرح في الجنوب يقول إنه إذا مرت الانتخابات في الجنوب. فهذا يعني إضعافا للقضية الجنوبية.
  • الا ترى أن هذه المخاوف من الإصلاح مخاوف مبالغ فيها؛ خصوصا وأن عددا من قيادات الإصلاح نفوا هذه الإتهامات المتعلقة بإتجاههم نحو إقامة معسكرات تدريب للمليشيات تتبعه في الجنوب؟

نحترم إخواننا في الإصلاح، ونحن في الرابطة لا نكن عداء ولا خصومة لأحد، لكني أكلمك عن واقع .

  • ماهي هذه الوقائع؟

إنهم أستقدموا أشخاصا على أتوبيسات.. الموضوع ليس سرا ويتم عيني عينك. الموضوع لا يتم تحت الأرض، بل عليها.

  • أتوبيسات نقلت أشخاصا يتم تدريبهم كميليشيات في معسكرات الجنوب؟

لا هذا شيء آخر، الذين أعدوهم ونقلوهم ليسوا ميليشيات. أنا لم أقل ذلك، الذين استقدموهم إلى الجنوب ناس عاديون، وليسوا ميليشيات، لكن هناك تدريبات للإصلاح عيني عينك، ونعرفها ونعرف أماكنها، بعضها تتم في معسكرات.

  • أين بالضبط؟
  • – في حضرموت في معسكر الأخ محمد علي محسن، هناك تدريبات. ولا ينكر أحد من أخواننا في الإصلاح، انا واجهت بعضهم ولم ينكروا.
  • هل هناك تدريبات مشابهة في عدن؟
  • – في عدن هناك تدريبات تمت في جبل يقع خلف “جبل شمسان “.

دعني أكون صريحا معك ؛ هناك من يرى أن مايقال الآن عن الإصلاح ، وعن قيادات في الحزب الإشتراكي، هدفه تشويه الإصلاح والإشتراكي، كونهما يمثلان تكتلا حقيقيا وكبيرا يعيق مشاريع قادة الحراك..

هذا غير صحيح. أنا تحدثت معك عن وقائع مؤكدة، وأنا ضد أية حملات تشويه ضد أي طرف كان. الأخوة في الإصلاح والإشتراكي أصدقائي. مخاوف الناس حقيقية في الجنوب، وبإمكانكم أنتم أن تنزلوا وتسمعوا من الناس.

  • هناك مخاوف من تفجر مواجهات بين الإصلاح، وقوى الحراك، والتطورات، التي تمت الأيام الماضية، على شكل إعتداء على مخيم الإعتصام في عدن، تضاعف من هذه المخاطر..

( مقاطعا) بالضبط هذا مانخافه..

  • (مقاطعا) كيف يمكن إمتصاص حالة الإحتقان الحاصلة اليوم ؟ يرى عدد من الجنوبيين إن تجمع الإصلاح هو المهدد الحقيقي لقضيتهم، إن كان لديهم قضية..

( مقاطعا) هناك قضية، وهي قضية واضحة ونحن نعترف بها، والعالم كله يعترف بها. هناك قضية في الجنوب ، وهي قضية سياسية بامتياز. حقيقة ما جرى في الجنوب منذ 1994 وحتى اليوم، لا يقبله لا عقل ولا دين، ولا وطن، ولا شيء. وما يجري اليوم في الجنوب هو استفزاز يزيد الاحتقان.

خيارات استمرار الوحدة

  • كيف يمكن للإصلاح، بما يمثله من قوة ، أن يسهم في حل القضية الجنوبية؟ ولا ننسى أنه كان للإصلاح، ضمن تكتل أحزاب اللقاء المشترك، موقف لحل القضية الجنوبية ..

أنا لم أسمع موقفا حقيقيا للمشترك كله تجاه القضية الجنوبية هناك فقط مواقف معلقة منذ الوثيقة التي شخصنت القضية وأظهرتها وكأن علي عبد الله صالح إذا ذهب أنتهى كل شيء، وهذا غي صحيح، كان يفترض بنا كأحزاب أن نوجه نقدنا ورفضنا للنظام ككل، النظام كإدارة ودولة، وعلى رأسها علي عبد الله صالح، الذي يفترض أن يكون أول من يذهب، الأمر الثاني أنهم ( المشترك) جاءوا الى القضية الجنوبية وعالجوها على استحياء. قالوا إما دولة بسيطة، أو حكم محلي، أو مش عارف أيش ! أنتم أحزاب يجب أن تكون لكم رؤية واضحة.

  • ( مقاطعا) هم طرحوا رؤيتهم، وقالوا أنها تحتاج إلى حوار وطني..

( مقاطعا)  أيش من رؤية؟ أنت كحزب كبير ومؤثر، ماذا ترى الحل للقضية الجنوبية؟

  • (مقاطعا) قالوا أن الحل يجب أن يتم عبر الوصول الى حوار وطني..

(مقاطعا) هذا ليس حلا، هذه آلية لنقاش الحلول.

  • أعتقد أنه ليس هناك طرف طرح، في هذه المرحلة، حلا كاملا للقضية الجنوبية ..

( مقاطعا) هذا كلام غير دقيق. هناك حلول طرحت، لكن للأسف أنتم يا اعلاميون، تشوفوا الكبار، ونحن تعتبرونا صغارا لا تشوفونا، ونحن كبار بإذن الله وبمواقفنا، نحن طرحنا حلا لمعظم المسائل، وبالتفصيل، طرحنا حلا للإصلاح الشامل بالتفصيل ضمن 450 صفحة، عام 2005، ثم حلا للقضية الجنوبية بتفصيل .. لماذا لا يمكن ان اطرح الحل إلا في الحوار ؟! المفروض أني أناقش الحل في الحوار، أناقش مشروعي للحل في الحوار، أناقش رؤيتي للحل في الحوار، مالذي يمنعني من أعلان رؤيتي للحل ؟! هل هي سر؟! يا إخواننا نحن في عصر الشفافية، أسرار في التكتيك، لكن في رؤيتك ليس هناك اسرار.

الحوار هو مكان لنقاش تلك الرؤى، أما الكلام المبهم فهو الذي يزيد الإحتقان ( في الجنوب). يفترض أن يكون للمشترك رؤية تفصيلية بدلا عن الآراء الغيمية والهلامية. القضية الجنوبية مزمنة، والمشترك قدم 3 عناوين، وليست حلولا لها، وهذه العناوين غير معروفة تفاصيلها.. الآن هم قوى تحكم، ويفترض أن تكون موحدة الرأي، وإذا استمرت بتلك الآراء والحلول الغيمية، وهي في الحكم فهذا امر سيضاعف المأزق، كأن يفترض أن يكون لهم رؤية تفصيلية بشكل أكبر، أي رأي، أو موقف غيمي سيفسر بسوء نية، والواقع أن الذين يضعون آراء غيمية هم سيئو نية، كيف تتصور آراء الناس في الجنوب؛ عندما تجد قوى تحكم وتقدم 3 آراء هلامية؟

تقع العناوين المطروحة للحلول من قبلكم، وزملائكم في قادة العمل السياسي الجنوبي، مابين فك الارتباط، والفيدرالية، لكن المجموعة الإقليمية والدولية طرحت أن يكون حل القضية في ضوء المبادرة الخليجية. ومؤخرا أكدت الدول الإقليمية، والدول الكبرى، إنها مع حل هذه القضية ” شريطة أن يكون تحت سقف الوحدة اليمنية”..

هناك قضايا كثير في بلادنا ، منها القضية الجنوبية، منها قضية الحوثي، منها قضية القاعدة، ولا يمكن أن تطرح هذه القضايا في سلة واحدة، لأن أسبابها مختلفة، والرؤى التي ستطرح لحلها يجب أن تكون مختلفة، قضية الجنوب هي قضية بلد كان فيه دولة، ومنذ قيام الوحدة أعلنا، يوم 22 مايو، أن الوحدة تمت على استعجال، وكان يفترض أن تتم قبلها مصالحة ووحدة وطنية في الجنوب. في الشمال كان هناك المؤتمر الشعبي العام، بغض النضر عما يمكن أن نقوله عنه، إلا إنه كان يضم كل الأطراف من أقصى اليمين الى اقصى اليسار، بينما الجنوب جاء الى الوحدة كطرف واحد، هذا أولا، ثانيا: ماحصل بعد حرب 94..

هناك مؤتمر عقد، مؤخرا، في بيروت، تحت عنوان ” اليمن الذي نريد”، حضره حوالي 85 شخصا، أغلبهم من الشمال، وهذا شيء طبيعي. تقريبا كان 90 في المائة منهم من الشمال، لكنهم قالوا كلاما رائعا عن القضية الجنوبية، أنا شخصيا لم أكن أتوقعه. هم طالبوا الشمال، بكل قواه، وبالذات التي شاركت في حرب 94، بأن يقدم اعتذارا صريحا وواضحا للجنوب، طالبوا بحل القضية الجنوبية، وقالوا إن ذلك يجب أن يرتبط بالقوى الجنوبية. على القوى التي شاركت في الحرب أن تقدم إعتذارا علنيا للجنوب.

إذن حل القضية الجنوبية لا بد أن نناقشه جميعنا، نحن في الرابطة طرحنا رأينا بوضوح، طرحناه في صنعاء، وهو يتمثل في فيدرالية على إقليمين( بين شمال وجنوب)، وطرحنا كيف تكون هذه الفيدرالية، وكيف ( يتم توزيع) الثروات. وتضمن رأينا أن يكون في كل اقليم فيدراليات فرعية، وهذا كان كلاما جديدا، قلنا بأن يتم بعد ذلك استفتاء بعد 3 الى 5 سنين.

  • على أي أساس يطرح الإستفتاء؟

نطرح الفيدرالية إما أن يوافقوا عليها، أو يقرروا أن يذهبوا الى دولة مستقلة. هذا حق، هذا حقهم ( أبناء الجنوب). نحن طرحنا رأينا هذا، ونحن نعتقد أنه لو أخذ برأينا هذا، ونحن نعتقد أنه لو أخذ برأينا هذا، ونحن نعتقد أنه أخذ برأينا من زمان، لم نكن اليوم في هذه المشكلة. لكن للأسف تم تجاهل هذا الموضوع من قبل القوى الأخرى في الشمال، من قبل السلطة ، وكلهم أصبحوا اليوم في السلطة ، ماعدا نحن الذين بقينا الحزب المعارض الوحيد من الأحزاب الرسمية، كله تجاهل للقضية الجنوبية، نعم هناك دعاوى لفك الارتباط، نعم فك الارتباط بوضوح، رغم اني ضد حتى سماعها لأنها تعني عودة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل 22 مايو1990،كسلطة.

اليوم الوقت يمر، والأمور تحتقن أكثر، وسيأتي وقت قريب ستكون الفدرالية،  بأي نوع ، مرفوضة في الجنوب ، قلنا من زمان عندما طرحنا عام 2008، مشروع الوحدة ضمن  5 أقاليم، وشتمونا، وقلت أنا لعلي عبد الله صالح سيأتي يوم تلهث خلف ما نطرح ولن تجده، وهذا الذي نحن فيه اليوم، نشعر نحن، في رابطة أبناء اليمن، أن معظم الناس في الجنوب يرفضون رأينا، أنا أقر لك هنا بذلك، ومافيش حزب سيقر لك أن رأيه مرفوض، رغم أننا في الرابطة نرى أن رأينا هو الصحيح، لكن معظم الجنوب يرى اليوم أن هذا غير صحيح.

  • ( مقاطعا) يريدون ماهو أبعد من ذلك..

(مقاطعا) بالضبط، يريدون دولة مستقلة، هذا واضح، وأنا انسان صريح وصادق، نحن نقول لهم يا أخوة دعونا ننطلق من فلسفة بسيطة جدا: هذا البلد جرب دولتين شموليتين، فنفر الناس منهما، واتجهوا الى الوحدة ، جربوا واحدة ضمن دولة بسيطة ، فنفر معظم أهل الجنوب من الوحدة، فيما نفر معظم اهل الشمال من النظام، الناس نفروا من شيء جربوه، طيب يا أخوة جربوا وحدة فدرالية، ثم انفروا أو اقبلوا، أما أ ن تنفروا من شيء لم تجربوه، فمنطقيا مش صح، هذا ما سنطرحه نحن في رابطة ابناء اليمن.

للأسف، وأنا سأكرر ذلك، نحن لم نجد من اخواننا في المنظومة السياسية، التي كانت معارضة وسلطة، رأيا واضحا حتى اليوم.

الخلافات داخل الأطراف الجنوبية


* هناك خلافات داخل الأطراف الجنوبية نفسها، هناك من يحاول احتكار تمثيل الجنوب وهناك خلافات واسعة تجلت في مؤتمري بروكسل والقاهرة، حيث انعقد الأول بقيادة علي سالم البيض ، وانعقد الثاني بقيادة علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس..

نعم هناك خلافات خلافات في الشمال. وخلافات في الجنوب، وخلافات في كل حزب، هذه مسألة لا يجب أن يراهن عليها أحد أنصح كل من يريد حلا حقيقيا للقضية الجنوبية، الا يراهن على شيء كهذا، هؤلاء المختلفون هم متفقون على الرؤى، اما متفقون على فدرالية، أنا اختلفت معهم في مؤتمر القاهرة برغم انهم نادوا بنفس ما نادينا به في الرابطة، رفضنا حضور مؤتمر القاهرة، لأننا اختلفنا معهم على اسلوب إدارة الغير، أسلوب الطريقة القديمة : أنا ادير كل شيء، وأنتم تعالوا ضيوف.

  • أنت دعوت الى عقد مؤتمر موسع لأبناء الجنوب، يتولى الجميع الترتيب، وكررت موقفك هذا في اللقاء الموسع الذي جمعكم، مؤخرا، في تركبا، بعلي سالم البيض، وقيل انكم اتفقتم على ذلك، ما الذي خرجتم به من لقاء تركيا؟

أجتمعنا 8 أشخاص في تركيا، حاول بعض الأخوة أن يذهبوا الى الأستاذ علي سالم البيض لإقناعة بالمشاركة في مؤتمر القاهرة، بدعوى ضرورة أن يتوحد الناس في مؤتمر، كان هؤلاء الإخوة عندي هنا( في القاهرة) فقالوا إنهم سيذهبون الى البيض، وقلت لهم اذا احتجتم أن أحضر، ورأيتم أن أعين، فأنا مستعد، اتصلوا بي وسأحضر، وفعلا أتصلوا بي وذهبت. حينها؛ أقتنع الأخ علي سالم البيض بكل ماطرحناه، أقتنع بضرورة التنوع، وبضرورة أن يكون هناك إطار عام يجمع الجميع، وانه في أي اطار عام يجمع الجميع، وانه في أي اطار موحد، أو جبهوي، يجب أن يكون هناك تنوع في الرؤى، لا يمنع التعاون والتنسيق بين الناس، لكن الأخوة هنا قد استعجلوا على مؤتمر هم رتبوا وحضروا له، الله يهنيهم، ونحن رفضنا، لأننا أن المؤتمر يجب أن يحضره الطيف الجنوبي كله، أو الرئيسيون في الطيف الجنوبي، ويجب أن يشارك الجميع في التحظير له.

  • هل تواصلتم كأطراف جنوبية، بعد لقاء تركيا؟ وما الذي يعيق الترتيب لعقد مؤتمر عام واسعا طبقا لما طرحتم؟

التواصل مستمر، وما يعيق عقد مؤتمر عام واسع هو ماقلت لك: الترتيبات.  لا تعتقدوا أن الخلاف على رؤى. الخلاف كان حول كيفية إدارة المسألة، لأن إدارة ترتيبات أي مؤتمر هي أساس ية في نظرنا، لأنها تعطينا وجهة نظر عن العقليات كيف ستدير..إذا لم نقبل بعضنا في التحضير. بحيث تشارك كل الأطراف في التحضير.. نحن كرابطة ليس لدينا مشكلة، لأنه لا أحد يستطيع أن يتجاهلنا، وسنشارك في التحضير لأي مؤتمر، لكننا نريد أن نشارك جميع الأطراف الأخرى من الألف الى الياء، أما أن يتولى طرف أو أطراف التحضير، ثم يدعوا الناس للحضور..!

  • (مقاطعا) الحاصل أن هناك أيضا خلافا حول الرؤى بينكم، طرحك أنت مختلف عما يطرحه البيض ، أو ما يطرحه علي ناصر والعطاس، البيض متمسك بفك الإرتباط..

(مقاطعا) الخلاف في الرؤى لا يعني عدم التعامل.  أنا أقول لك، وأقولها للجميع: الخلاف لم يكن حول الرؤى، نحن لم نناقش الرؤى حتى تختلف عليها.

  • دعني أكون صريحا معك؛ قوى تختلف على إدارة مؤتمر، كيف تستطيع تفق على مشروع..؟

لم نختلف على ادارة المؤتمر. كلامي كان دقيقا. نحن لم نصل إلى مؤتمر كي نختلف على إدارته. لم نختلف على من يدبر ومن لا يدير، أبدا، نحن أختلفنا على الكيفية. الموضوع يتعلق بالعقلية .. أنا ادعوا الناس للمشاركة في الترتيب .. يتعلق الموضوع بضرورة استيعاب الجميع، وجعلهم يشاركون بشكل فعلي في عملية الترتيب، أما مسألة إدارة المؤتمر فهي سهلة، ويمكن لأي شخص أن يقوم بهذه المهمة، وكما قلت لك فنحن لم نصل اليها كي نختلف حولها.

  • لكن الآن الموقف الدولي يقف على النقيض لمطالبكم. السفير الامريكي في صنعاء، وبقية سفراء الدول الأوروبية ، أكدوا انهم مع حل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة.

صحيح غير ان المواقف السياسية ليست ثابتة،  كما أن الخيار اليمني مؤثر، العالم يبحث عن مصالحة، ولا يهمه عواطفنا مع الوحدة، أو عدم وحدة، لا يهمهم عواطف الذين مع الوحدة، ولا يهمهم عواطف الذين مع الانفصال. المسألة حسابات مصالح. إذا كانت الوحدة ستحقق مصالحهم سيقفون معها، وإذا كان انفصال الجنوب سيحقق مصالحهم سيقفون معه.

  • من الواضح أن هناك أيضا خلافات قائمة اليوم بين الجنوبيين حول من يمثل الجنوب، برأيك من يمثل الجنوب؟

شعب الجنوب هو من يمثل نفسه ، لكن هناك قوى تمثلهم ، من يمثل الشمال؟

تمثيل الشمال ليس واضحا كخلاف على تمثيل . في الجنوب هناك خلاف ظاهر حول مسألة التمثيل، وهناك مشكلة في ما يتعلق بمسألة تمثيل الجنوب، فهناك شخصيات جنوبية تحاول الظهور كممثل للجنوب، فيما هناك أحزاب كبيرة، كالإصلاح والأشتراكي، تقف على النقيض، ويجري استبعادها رغم ثقلها الشعبي في الجنوب.

  • هل تريد أن تقول أن الإصلاح لا علاقة له بالقضية الجنوبية؟

(نضحك)

لا..

لا يدعي أحد، ولا من حق أحد أن يدعي أنه يمثل الجنوب، أو يمثل الشمال. الأمر نسبي . قد يفوز حزب في الانتخابات، ويكون ممثلا لمن انتخبوه. لكنه يتصرف ايضا كخادم لمن انتخبوه، هذه القاعدة، ومن يقول انه يمثل الجنوب. أو الشمال، قبل الانتخابات، فهذا كلام فاضي .

  • مؤخرا أعلن علي سالم البيض عزمه القيام بمساع وإتصالات دولية بشأن القضية الجنوبية .. هل هناك تواصل بينكم؟ وهل تبذلون انتم ايضا مساعي في الخارج من أجل ذات القضية؟
  • – نعم التواصل مستمر بيننا جميعا، ونحن نجري اتصالات مع اطراف خارجية بشأن القضية الجنوبية.

خصوصية القضية الجنوبية تقتضي أن يعالجها أبناء الجنوب

  • ما المانع أن تشارك جميع هذه الأطراف والقوى الجنوبية في المؤتمر الوطني الذي دعا له المشترك؟

أولا كان الغرض أن تتفق القوى الجنوبية على كيفية غدارة القضية. وليس على الرؤية نفسها، وقد قلت لهم ؛ إما نتفق على رؤية نتوصل لها بعد نقاش وحوار، أو نختلف في الرؤى ، وهذا لا يعيب بل يثري، ونشكل هيئة تنسيقية عليا هي التي تقود وتنسق بين الرؤى المختلفة.

  • هل هذا يعني أنكم تشترطون قبل الذهاب إلى مؤتمر الحوار، أن تضل القضية الجنوبية في إطار الشخصيات الجنوبية..؟

نحن لم نقرر حتى الآن الذهاب الى مؤتمر الحوار، مازال الموضوع يناقش. ونحن كحزب لم نصل الى قرار في هذا الموضوع.

  • لكن كيف يمكنكم عند مناقشتكم للقضية الجنوبية، أن تبرروا لأعضائكم في قواكم السياسية من أبناء الشمال، إن هذه القضية خاصة بكم، وليس مسموحا لهم الأشتراك في نقاشها.

نحن في الرابطة وهذا أحمد ربي عليه، لم تصدر عنا رؤية الا بإتفاق كافة قيادة الرابطة، ونصفها شمالية، عندما تبنينا الفيدرالية على إقليمين، نوقش الموضوع، وأنا كنت غائبا، كنت عملت عملية لظهري، الحمد لله نحن ليس لدينا مشكلة في هذا الموضوع. أنا أستطيع أن أتفهم ماتقولون، لكن أسألكم: هل القضية الجنوبية لها خصوصية أم لا؟

لها خصوصبة.

دعونا نقول بوضوح أن القضية الجنوبية ليست قضية مظالم ولا حقوق، بل هي قضية سياسية لها خصوصية، لهذا فمعالجتها لها خصوصية، علينا أن نفهم هذا الكلام. وطالما نحن متفقون أن هذه القضية سياسية ولها خصوصية، فعلينا أن نقبل أن الجماعات الجنوبية في الحزب، أي حزب، هم الذين يعالجون القضية الجنوبية بإتفاق مع زملائهم.

  • هذا الأمر قد لا يحدث مشكلة عندكم في الرابطة، لكنها ستحدث مشاكل في الاشتراكي ، والإصلاح، الأول يتبنى توجهات أممية، والثاني يتبنى توجهات إسلامية..وما تطرحون يضع هذين الحزبين في حرج أمام قواعدهما في المحافظات الشمالية والجنوبية.

أولا أنا لا أعتقد بأن الحزب الإشتراكي مازال يتبنى قضية أممية. وأنتم أدرى( نضحك). أعتقد أن الأخوة في الإشتراكي قد تركوا الأممية. ولم يعودوا لا ماركسيين، ولا شيوعيين..

  • ( مقاطعا) نحن نرى الاشتراكي حزبا وطنيا كبيرا..

(مقاطعا) أنا لا أذكر ذلك ، أنا أتحدث عن الأممية وعن اللا أممية ياأستاذ ( نضحك). معك حق نحن لا نمنع أن يعالج الاخوة في الاشتراكي القضية بطريقتهم، والأخوة في الإصلاح يعالجونها بطريقتهم، نحن يهمنا ان نعرف تصورهم للحل.

  • لو طرح المشترك رؤية لحل القضية الجنوبية، وقدمها في مؤتمر الحوار الوطني، الن تتهموه حينها، بأنه صادر ىراء الآخرين، وحاول أن يفرض رؤيته عليكم؟ المشترك دعا الجميع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار.

( مقاطعا) هم لم يدعوا أحدا، لا تحملوهم فوق ما يطيقون، ليس المشترك هو من دعا للحوار. من قال هذا الكلام؟!

  • دعوا لذلك، وهذا وارد ضمن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية..

هم قالوا إنهم اجبروا على هذه المبادرة، فهم أجبروا على هذا، هنا سنختلف، هذه البابوية: أنتم دعوتم، أنتم لم تدعوا أحدا.

  • قد يكون المشترك قد أجبر على بعض البنود في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، لكن قضية الحوار..

(مقاطعا) هم لم يدعوا أحدا، أنت قبل قليل قلتها بشكل لا ارادي .. نحن الأربااااااب، وظهر في حديثكم كما لو انهم دعونا، وتكرموا علينا بالدعوة، هذا لم يحصل منهم اولا . ثانيا؛ نحن لم نتهم أي انسان أتى برؤية مهما اختلف معنا . المفروض انت تأتي زيك زيي في الحوار، ولا تأتي الى الحوار بأعتبارك بابا.

صحيح.

  • لكن كلا مك هذا يعني انك تفضلت علي بالدعوة؟

 شوفوا هذه اشكالية كبيرة في العقلية ، وهي نفس الأشكالية التي أختلفنا حولها مع زملائنا هنا ، هي مشكلة الإدارة، انت ستحضر الحوار زي ما أنا سأحضره. إن قررنا نحن حضور هذا الحوار. رأيك انا سأحترمه حتى لو كان مختلفا تماما، وبشكل جذري مع كل ما أقوله هذأ رأيك وأنا مش جاي عشان أصادر رأيك بل كي أدافع عن رأيي

  • هل تشعرون أنكم لو حضرتم مؤتمر الحوار الوطني ستجدون حلولا او رؤى جاهزة ستفرض عليكم؟

– لن يفرض علينا أحد شيئا ولن نقبل أن يفرض علينا أحد شيئا.

  • (مقاطعا) هل لديكم مؤشرات تقول أن هناك رؤى جاهزة ستطرح في المؤتمر؟

نحن لدينا رؤية جاهزة ومن حقي أن يكون عندي رؤيا جاهزة وأتمنى أن يكون لديكم رؤية جاهزة تعلنونها للناس قبل المؤتمر.

نقلا عن صحيفة الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى