أرشيف

في حجة: شاب يقتل حبيبته بعد زواجها من آخـر وينتحر

كثيراً من الأحيان تندلع النيران في القلوب العاشقة فتحدث أضراراً بالغة الأثر لا تدع للحياة أملاً فيها ولا لتلك الأرواح الغارقة في أعماق أعماق الوله والغرام صبراً يقيها شر وقائع الحياة ومعوقاتها والقبول بها كقدرٍ مكتوب.. !!

عند العشاق كلمة الحب هي الفاصلة ووحدها يستجاب لها والحب هو القاضي في محاكم الغرام وهو الوحيد من يتولى إصدار الأحكام الأشد قساوة في عالم القلوب.. والتي يتم تنفيذها بالحرف الواحد دون قيد أو شرط.. كما هو الحال لدى شاب وفتاة في محافظة حجة التي تكثر فيها الحوادث النادرة من هذا النوع ولا أدري لماذا حجة بالذات؟!

في العدد قبل الماضي كتبنا عن شابٍ وشابة غادرا الحياة بسبب العادات والتقاليد التي أحرمت قلبيهما من الارتباط.. وما أن نشرت الصحيفة في الأسواق حتى تفاجأت بقصة مشابهة لسابقتها ولكنها بطريقة أخرى..

شاب ٌعمره في الـ 19عاماً قاده الحب إلى وضع سيء جداً لحياته بعد أن سقاه الدهر كأس الذل بفراق من جعلها كل العمر واتخذ منها معبداً يقدس فيه العشق وهي الأخرى ابنة الـ18 عاماً سلكت ذات القالب الغرامي المتجذر في أعماق أعماق قلبيهما.. فأصبح كلٌ منهما لا يرى بزوغ الفجر وتجلي النهار إلا بذكريات الأمس التي نسجوها سابقاً مع بعضهما.. لقد جعل منهما الحب قلبين في جسد واحد يتطلعان إلى الشراكة العمرية في بيت واحد ستتحدث حيطانه عنهما وتصبح السعادة شيئاً ملموساً داخل جدران البيت السعيد المنتظر..

تقدم الشاب إلى أسرة حبيبته المصون لطلب يدها منهم إلا أنه قوبل بالرفض التام من قبلهم وذهبت كل محاولاته معهم سدى وبدون فائدة.. فما كان من أسرة الفتاة إلا أن أجبرتها على الزواج من إنسان آخر لم تفتح له قلبها أبداً  وزفت إليه وهي كارهة.. ثلاثة أشهر تماماً وهي في بيت من لا تحب ولا تريده شريكاً لها.. لقد قبلت بالقدر الذي اختارته لها أسرتها وعينها من نافذة المنزل تسرق نظرات الحبيب وتتلمس ذكرياته بالطرقات.. هي تعلم جيداً أنه لا ينام ولا يعرف للحياة طعماً بعدأن ذهبت بها الأقدار إلى منزل غير منزله.. وفراش غير فراشه وقلب غير قلبه.. هو أيضاً يعلم جيداً أنها في منزل هذا الشريك المستعمر لأرض غير أرضه تشرب الماء ناراً من يده وتأكل الطعام جمراً من مائدته وتضاجعه على فراش هو في الأصل قطعة من الجحيم.. لقد طال الصبر لثلاثة أشهر دون أن ترتضي نفسه ونفسها بما هو مكتوب لهما.. فجعل كلٌ منهما الآخر شاغله الوحيد وحينها أصدر الغرام حكماً وعمدته محاكم القلوب بالنهاية الحتمية وبكل أنفة وعزة اتجه الشاب إلى شريكته التي أصبحت زوجة لغيره وفي طريقها استوقفها وتحدث معها ولا علم لنا فيما دار بينهما من حديث غير أن ما نعرفه أنه أطلق رصاصات من بندقيته صوب حبيبته التي غادرت الحياة على إثرها ومن ثم وضع البندقية نفسها في صدره الذي رحب بالرصاصات القاتلة فمات هو الآخر مفارقاً الحياة مع حبيبته تاركين وراء ظهريهما أناساً لا يعرفون ماذا يعني العشق الخالص والحب الخالد..!! ووحدها تبقى الذكريات كتاباً تسطره الحياة بطريقتها.

زر الذهاب إلى الأعلى