17 قتيلاً في محاولة فاشلة لـ “القاعدة” لاستعادة مواقعها في لودر
دخلت المعارك المحتدمة بين الجيش اليمني ومسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة، منعطفاً خطيراً مع توسيع صنعاء دائرة الحرب على التنظيم إلى محافظات مجاورة لأبين، جنوبي البلاد، يعتقد أن العشرات من مسلحي التنظيم تسللوا إليها نتيجة الضربات المتتالية على معاقلهم في محافظة أبين في إطار عملية الحسم التي أطلقها الجيش السبت الماضي بدعم إقليمي ودولي؛ فيما تصاعدت حدة المواجهات بين مسلحي التنظيم وقوات الجيش التي تحاول اقتحام مدينتي زنجبار وجعار وتحريرهما من سيطرة المسلحين .
وشهدت مدينة لودر أمس الأربعاء مواجهات بين قوات الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية من جهة ومسلحي القاعدة من جهة أخرى، بعد محاولة المسلحين شن هجمات ارتدادية لاستعادة السيطرة على جبل يسوف بعد ساعات سيطرة الجيش على هذا الموقع الاستراتيجي، ما أدى إلى مقتل اثنين من مقاتلي اللجان الشعبية و15 من مسلحي القاعدة .
وأكد الناطق الرسمي باسم اللجان الشعبية علي عيدة ل “الخليج” أن مسلحي التنظيم شنوا فجر الأربعاء هجوماً مباغتاً على مواقع الحماية التابعة للجان الشعبية في جبل يسوف، وكذلك في منطقة المثلث جنوب مدينة لودر، في محاولة لاستعادة المواقع التي دحروا منها، فتصدى لهم مقاتلو اللجان وسط مواجهات أسفرت عن مقتل اثنين من مسلحي اللجان وإصابة آخرين، وأسفرت كذلك عن مقتل 15 مسلحاً وإصابة آخرين .
وقال إن قوات الجيش من قوات اللواء 111 والحرس الجمهوري قصفت مواقع القاعدة بالمدفعية والكاتيوشا، بعدما تجمع العشرات منهم في مناطق أمعين والمنياسة، ما أدى إلى تدمير تحصينات للمسلحين وآلية عسكرية كانت بحوزتهم مشيراً إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية تعد حالياً لتمشيط هذه المناطق من جيوب مسلحي القاعدة .
وشنت مقاتلات تابعة لسلاح الجو اليمني غارات على معاقل للمسلحين في محاور لورد وجعار وزنجبار . وأكد الناطق الرسمي للجان الشعبية في لودر أن الطيران الحربي قصف معاقل المسلحين في جبلي أم هيدان وعكد بضواحي مدينة لودر، ما أدى إلى تدميرها ومقتل أو جرح عدد غير محدود من المسلحين . كما استهدفت الغارات الجوية كذلك مواقع للمسلحين في منطقة شقرة الواقعة إلى الشرق من مدينة جعار بعدما تمركز مسلحون من أنصار الشريعة في مدرسة حكومية .
وقصفت قوات الجيش المرابطة في ضواحي مدينة زنجبار معاقل المسلحين بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، وأكد قادة في التنظيم استمرار الطائرات الحربية اليمنية والأمريكية والسعودية في قصف العديد من مناطق المدينة .
وفي محور زنجبار أكد عسكريون ل “الخليج” أن قوات الجيش أحرزت تقدماً باتجاه المدينة الخاضعة لسيطرة القاعدة من الناحية الشرقية بعد مواجهات أوقعت قتلى وجرحى فيما تستعد قوات الجيش إلى التقدم نحو منطقة الجوز التي تعد نقطة التقاء بين مدينتي جعار وزنجبار وسط قصف كثيف على مناطق متفرقة من المدينة بما في ذلك الغارات الجوية .
وقال سكان ووجهاء إن مئات المدنيين في هذه المناطق نزحوا باتجاه مناطق مجاورة، خصوصاً بعد النداء الذي وجهته قيادة الجيش للأهالي بتجنب البقاء في مناطق يتمركز فيها مسلحو التنظيم الأصولي . وشوهد عشرات السكان يفرون باتجاه جبال يافع هرباً من نيران الجيش ومسلحي القاعدة، خصوصاً بعد إقفال الجيش سائر الطرق التي تربط المدينة بالمناطق المجاورة .
ودارت معارك عنيفة بين الجانبين في منطقتي الحرور والحصن القريبتان من مركز المدينة أمس أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الجانبين .
وتواجه قوات الجيش مقاومة عنيفة من مسلحي القاعدة في ضواحي مدينة جعار بعد تدفق المئات من المسلحين إلى هذه المدينة ذات التضاريس الجبلية ما اضطر الجيش إلى الاستعانة بسلاح الجو لتدمير معاقل المسلحين وفتح الطريق لقوات الجيش باتجاه وسط المدينة الخاضعة لسيطرة المسلحين .
المصدر : الخليج – ابوبكر عبدالله