عربية ودولية

المرشح الرئاسي شفيق: الاخوان يعيدون مصر الى “عصور الظلام”

 

(رويترز) – طالب المرشح الرئاسي المصري أحمد شفيق المواطنين يوم الأحد بانتخابه قائلا إنه يمثل الدولة المدنية في حين تمثل جماعة الاخوان المسلمين -التي سيواجه مرشح حزبها الحرية والعدالة في جولة الإعادة- الانتقام والطائفية.

وقبل أسبوعين من جولة الإعادة قال شفيق في مؤتمر صحفي صعد فيه هجماته على جماعة الإخوان المسلمين "أنا أمثل الدولة المدنية… الإخوان يمثلون الدولة الطائفية الاخوانية."

وأضاف "أنا أمثل المصالحة الوطنية والإخوان يمثلون الانتقام."

كما اتهم الإخوان بأنهم يعيدون البلاد إلى "عصور الظلام" ويهددون حقوق المرأة والمسيحيين وغيرهم من المواطنين.

ويواجه شفيق في الإعادة محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذي قال عبر حملته الانتخابية إنه سيعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية إذا انتخب وإن بقايا النظام السابق سيداسون بالأقدام.

وتوضح تصريحات شفيق وهي أول خطاب يوجهه للناخبين منذ أكثر من أسبوع عمق الانقسام الذي آل إليه السباق منذ الجولة الأولى التي أجريت الشهر الماضي والتي خاضها 13 مرشحا.

وقال شفيق إنه مرشح الاستقرار والأمن ووعد الشباب بتحقيق العدالة الاجتماعية التي طالب بها المحتجون في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي.

وأضاف شفيق الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد مبارك مخاطبا الشباب "سوف أحقق العدالة الاجتماعية التي تنشدونها."

لكن بالنسبة لكتلة المصريين التي انتخبت المرشحين الوسطيين في الجولة الأولى لا تعد نتيجة مرحلة الإعادة أيا كانت مريحة لهم. ويخشى كثيرون منهم من إعطاء السلطة لإسلامي محافظ كما يخشون تسليمها لرجل خلفيته عسكرية مثل مبارك.

وكان شفيق قائدا للقوات الجوية مثل مبارك.

وستجرى جولة الإعادة يومي 16 و17 يونيو حزيران الحالي وتعلن النتيجة يوم 21 يونيو.

ومع إعلان أن شفيق سيخوض جولة الإعادة تصاعد العنف وتعرضت مقرات انتخابية له لهجمات بينها إشعال النار في مقره بالقاهرة الأسبوع الماضي. وزادت احتجاجات الشوارع ضد خوضه الإعادة وكذلك ضد منافسه مرسي.

وبدا أن الهدف من المؤتمر الصحفي لشفيق (70 عاما) والذي عقد في فندق خمسة نجوم في ضواحي القاهرة حيث الوجود الأمني كثيف تهدئة مخاوف الليبراليين والمسيحيين والنساء من عودة النظام القديم.

وقال "أنا أمثل التقدم للأمام وهم (الإخوان) يمثلون الرجوع إلى الخلف." وقال إن الإخوان كانوا شركاء لنظام مبارك وإنهم نسقوا مع حزبه -الذي حل بحكم محكمة- عند الترشح للانتخابات التشريعية قبل الانتفاضة قاصدين ألا يتعرض رموز الحزب الوطني المرشحين للهزيمة.

وشدد على أنه يرفض المخاوف من أن يؤدي انتخابه إلى إعادة إنتاج النظام القديم قائلا إن تغييرا كبيرا شهدته مصر بعد إسقاط مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط العام الماضي.

وأضاف أنه سمع نداء التغيير "وسوف ألبي النداء."

ووصف الإخوان بأنهم "كذابون" ويريدون اختراق جميع مؤسسات الدولة مذكرا بوعدهم السابق بأنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة.

كما قال إن الجماعة ستكون حاكم مصر الفعلي إذا انتخب مرسي.

وقال "حين ينتخب الدكتور محمد مرسي من الذي سوف يحكم مصر؟ من سيكون حاكم مصر الحقيقي المرشد أم (نائبه الأول) خيرت الشاطر؟" هل سيكون رئيس مصر هو الرئيس المنتخب أم الرئيس من وراء ستار؟"

وأضاف مقارنا نفسه بمرشح حزب الحرية والعدالة "الناس لن تنتخب رئيس صوريا يحركه الاخرون."

وبعد الجولة الأولى انتقد شفيق الإخوان لكن تصريحاته يوم الاحد حملت أشد الهجمات على الجماعة إلى الآن. وعقد المؤتمر الصحفي مع بدء تصويت المصريين في الخارج في جولة الإعادة.

وكان مرسي (60 عاما) قد قدم نفسه كمرشح "الثورة" في مؤتمر صحفي عقده السبت وقال إن منافسه سيعيد بناء نظام مبارك.

وكان قال أيضا إن للمسيحيين نفس حقوق المسلمين وإنه لن يتدخل في لباس النساء ولن يلزم المسلمات بارتداء الحجاب.

ويعارض مرشحان سابقان بارزان هما حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح "الفلول" بشدة ومنهم شفيق. وتعهد صباحي وأبو الفتوح بحماية الإنجازات التي حققتها انتفاضة العام الماضي.

وكان المرشحان حصلا على نحو 40 في المئة من الأصوات بالمقارنة بأقل من 25 في المئة لكل من مرسي وشفيق. وهذا يعني أن ناخبي الوسط سيكونون حاسمين في جولة الإعادة.

وكان 46 في المئة من الناخبين وعددهم أكثر من 50 مليونا أدلوا بأصواتهم.

ولم يسع شفيق للاجتماع مع صباحي أو أبو الفتوح لكنه ركز يوم الاحد على مخاطبة أصوات غير الإسلاميين وغير الموالين لمبارك. كما قال إنه يمد يده للجميع حتى من يختلفون معه في كل شيء.

وقال عن الإخوان "أنا أمثل مصر.. كل مصر. هم يمثلون فئة مغلقة علي نفسها لا تقبل أحدا من خارجها." وأضاف "أنا أمثل الحوار والتسامح ويمثل الإخوان الإقصاء والإبعاد."

وكان شفيق قال إن مبارك مثله الأعلى لكنه قال يوم الاحد إنه لن يعيد بناء النظام القديم. وقال إنه لا عودة إلى حالة الطواريء أو ملاحقة المعارضين السياسيين. كما قال إنه سيحارب الفساد.

وكرر القول إن له خبرة في الإدارة وإن مرسي ليس لديه مثلها. كما قال "أنا تاريخي واضح ومعلن للجميع يوما بيوم وتاريخ مرشحهم لا يعرفه أحد."

وأضاف "أنا أمثل الاستقرار وهم يمثلون الفوضي وتعطيل مصالح الناس" في إشارة إلى مظاهرات الاحتجاج التي تغلق الطرق والتي يتضرر منها بعض المصريين.

(شارك في التغطية إدموند بلير وعمر فهمي – تحرير أحمد حسن)

من ياسمين صالح ومحمد عبد اللاه

زر الذهاب إلى الأعلى