قضية اسمها اليمن

في حوث .. المشائخ يكرسون الجهل ويستخدمون الرعية في الأعمال التخريبية

يمنات – المستقلة خاص

 

 

المتوكل: الشيخ منعني من استثمار ارضي كي يسطو عليها

الوروري: الشيخ منعني من عمارتي حتى يسمح له ابناء قبيلتي بالبناء في أملاكهم

قاضينا مربوط من قبل الشيخ ينفذ أوامره ويفعل ما يريده

أينما وجدت شيخاً في اليمن وجدت عالماً من الشكوى وفضاءات من الغصص المرة، وإذا كانت الصحافة اليمنية قد أكتظت بآلاف من المناشدات التي تحمل في أعماق سطورها أنين وتنهدات الموجوعين من سياط المشائخ في الجعاشن والعدين وتهامة وكعيدنة فإن عمران والعصيمات ظلت عصية عن أعين الصحفيين وأقلامهم بفعل الخوف أحياناً وبدوافع النفاق أحياناً أخرى كونها تحت سيطرة أعتى المشيخيات في اليمن وأكثرها سيطرة ونفوذاً ومالاً بل أنها كانت في أحيان كثيرة هي الدولة وإذا استدعى الأمر فهي أقوى من الدولة… وبعد أن نشرنا آلام المواطنين من سطوة المشائخ في العدين والحديدة تواصل معنا أبناء العصيمات واتهمونا بالخوف لأننا لم ننقل معاناتهم التي لا تقل قسوة عن معانات المواطنين في إب والحديدة فزرناهم وكعادتنا ليس لدينا محاذير أو محظورات في نشر قضايا المطحونين والمقهورين في هذا الوطن وقد نشرنا شطراً من تلك الحياة المليئة بالظلم والقهر في العدد الماضي وفي هذا العدد نواصل النشر كما سردها الشاكون..

> زيارة / عبد الله حمود >

من يتابع لمشروع فيه مصلحة المنطقة فجزاءه عصابة من المسلحين الهمج يستبيحون دمه وماله

الأرض ورثها الشيخ والمنزل الجديد حق الشيخ والسيارة الحالية ملك الشيخ والقبيلي أيضاً من أملاك الشيخ

 

الشيخ اغتصبنا عشرة آلاف لبنة

في حوث نجد أن النكبة التي أصابتها في 23 أغسطس 2010 شاخصة للعيان وما تزال تداعيات تلك الليلة المشؤمة جاثمة على صدور أبنائها فالاقصاء والتهميش والسجن والملاحقة والتهديد بالفصل من الوظائق والتضييق في شؤون العبادات والحياة العامة واغلاق المدارس العلمية والمكاتب وغيرها من الممنوعات الكثيرة في حوث مازالت عنواناً للاستعباد والاستبداد فالمدينة التي جنى عليها اسمها عند مشائخ المنطقة ترزح تحت سطوة شيخ لا يرحم من يخالفه أو يشك بأنه يرفض الانصياع له وفي هذا السياق تحدث إلينا الأخ..

> سلطان محمد الوروري قائلاً: يا خبير والله المشائخ عندنا ظالمون يرمون بقبائلهم إلى حروب تحصد الكبير والصغير وعمرهم ما سعوا بالخير ولا عمرهم عرفوا الخير إن شفت أرض فهي مملوكة للشيخ وأن شفت بيت جديد فهو للشيخ وان شفت سيارة جديدة فهي ملك للشيخ وعمرهم ما خدموا أبناء قبائلهم ولكن يقتصر دورهم على إشعال الفتن بين المتخاصمين من أجل الاسترزاق وإذا حاول أحدٌ نصيحتهم يحولونه غريماً ويخلقون ضده أية مشكلة  من أجل اسكاته.

فمثلاً شيخنا أغتصب أرضنا التي لا تقل عن عشرة ألف لبنة لأنه شيخ ومدير ناحية في نفس الوقت نحن ذهبنا إليه طالبناه بها عند القاضي منصور العرجلي والقضية لها ست سنين وما أتخذ فيها أي حكم وعدة قضايا للمنطقة لم يحكم فيها من سنوات لأن القاضي مربوط من قبل الشيخ ينفذ أوامره وهو ليس له أي رأي أو قول.

أنت عارف أن الشيخ عندنا يمنع تشغيل المعدات الزراعية، ويقوم بتهديدنا إن فعلنا ذلك، وكأننا نعيش حالة حرب، هو طبعاً، لا يريدنا أن نعمل ونقضي أوقاتنا في ما يعود علينا بالخير والمنفعة، هو يريد أن يلهو الناس عن مصالحهم من أجل أن يكونوا متفرغين للأعمال التخريبية التي يجنون من ورائها أرزاقهم ويريدهم أن يكونوا معه منفذين ومنقادين لأوامره الشريرة.

يا خبير أنا كان عندي عمارة موقفة من قبل سنتين وما قدرت أعمرها إلا بعد حرب مع الشيخ لأنه منعني من اكمال البناء ومن العمارة وطلب مني أن أضبط له أصحابنا وقبيلتنا من أجل أن يتركوه يعمر في أملاكهم وإذا ما عمرش يقوم بمنع أي واحد من البناء ووصل إلى حد أن الشيخ يمنع حتى العمال من العمل في مزارعهم هكذا لأنه يشتي يمتلك الأراضي وأن يصرف هؤلاء العمال عن أعمالهم إلى الفتن مع أي فرد أو قبيلة تكون في مصلحة الشيخ.

سياسة فرق تسد واثارة الفتن

> يحيى المتوكل: تحدث بغضب فقال: المشائخ عندنا يغتصبون الأراضي العامة وليس لهم أدنى حق فيها ويظلمون الناس بأخذ حقوقهم بالقوة ومصادرتها وأنا واحد من هؤلاء المظاليم   فالمشائخ أغتصبوا أرضي بالقوة ودون وجه حق.. المشائخ عندنا يفرضون الجهل ولا يعطون للتعليم في المنطقة أي أهمية وهم قاصدون ذلك ليجعلوا الناس يستمرون في جهلهم وحتى وأن وجدت مدرسة إلا أن الأشخاص القائمين عليها يكونون مقربين من الشيخ عشان يأمرهم بجعل التعليم مجرد صورة في المنطقة ليس له أي مخرجات أو أي استفادة لتنوير عقول أبنائنا أنظر إلى أي أحد وابصروا حاله وإذا كنت تريد أن تتأكد من كلامي روح شوف المدرسة وأنظر كيف حالها وحال طلابها  لا مدرسين ولا كتب ولا حاجة.

يا خبير المشائخ في هذه المنطقة همهم الأول هو إثارة الفتن ومن با يثير فتنة في أي مكان يبشر بالدعم بكل الإمكانيات اللازمة ومنيحاول يتابع أي مشروع فيه مصلحة المنطقة يبشر بالدعم بمسلحين همجيين يلاحقونه في كل مكان ويستبيحون دمه وماله لقد أتخذ المشائخ  نظام فرق تسد حق الاحتلال البريطاني «يا خبير أنا موقف من قبل الشيخ في استثمار أموالي وحلالي وممنوع من مجرد حتى العمل فيها أو العمارة عليها لأنه يشتي يتملكها أشتي أعرف في أي شريعة أو قانون أو حتى عرف بيحصل هذا الكلام ويتم اغتصاب أموال الناس بالباطل..

 يا أخي الرسول صلى الله عليه وسلم قال : كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه فأين المشائخ من هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تجرم ما يفعلونه بل وتعتبره من أكبر الكبائر لكن ما بيدنا حيلة وإذا غريمك الشيخ والقاضي من عاد تشارع

أسعار سياحية في سوق مليء بالقمامة

ولكي تتأكد من اهمال المنطقة من قبل المشائخ أنظر لهذا السوق الذي تراه أمامك وشوف كيف القمامة متراكمة عليه وإحنا يا خبير نشتري ونعرض بضائعنا ونأكل ونشرب في هذا السوق تعمق في هذا السوق وشوف المواد الغذائية وتاريخها وشوف الأسعار عندنا كيف تختلف عن أي منطقة من اليمن فأسعارنا خيالية وسياحية وإذا أحد يشتي يفعل خير ويضبط هذا التلاعب والفشل ويحاول ينظم ما يقدرش لأن المشائخ واقفون له بالمرصاد لأنهم أصلاً قاصدون أن يعيش الناس في الوضع المتخلف والحالة الرديئة فهم ليسوا  عاجزين عن الضبط والتنظيم، ولكنهم يتعمدون الاهمال.

عند المشائخ حقنا مثل يقول: ما للسيد إلا جربها ومغرمها.. يعني أن الشخص يمتلك جربته فقط وما يخص الجربة من المراهق ملك للشيخ ولا يحق لصاحب الجربة التصرف فيها….. أنظر كيف أوصلونا إلى قمة الاستعباد.

أيضاً المشائخ عندنا ما ينفذوش حتى حكم الله بمعنى إذا أحد قتل يهرب عند الشيخ ينجيه وإذا صدر حكم من المحكمة يدين المجرم بجريمته يحميه الشيخ ويمنعهم من الوصول إليه بأي حالٍ من الأحوال لأنه تابع له.

وداع حزين

أخيراً غادرنا المنطقة ولكننا عوضنا ما افتقدنا عند قدومنا اليها حيث غادرنا في عصر اليوم الثالث للزيارة واستمتعنا بجمال طبيعة وديان وجبال المنطقة التي كانت الخضرة تكسوها من جميع الاتجاهات لتعطيها أبهى صورة لجمال فقد جزء من معانيه بسبب سوء أعمال كثير من المأجورين للمشائخ والتابعين لهم.

غادرنا المنطقة عائدين إلى صنعاء  وفي اعماق قلوبنا جروح دامية مما شاهدناه في هذه المنطقة المكلومة والمجروحة بيد أن بعض أبنائها طامحون لتغيير الواقع وإخراجه من قبضة المشائخ ووضع الحلول لجراحاتهم  العميقة التي ما زالت تنزف بغزارة فهم مصرون على مساعدة منطقتهم وتحسين وضعها تعليمياً ومعيشياً وإنقاذها من سطوة المشائخ الظالمين الذين احرموا  أبناءها من أبسط حقوقهم وأملين أن نزورها مرة أخرى وقد تحررت من المآسي وسيطرة المشائخ وتخلص أبنائها البسطاء الذين أحسسنا برغبتهم في عيش كريم مليء بالحرية والديمقراطية من قبضة المشائخ الفتاكة، وما أريد قوله في ختام هذا .. “أما آن لليل أن ينجلي.. أما آن للقيد أن ينكسر.

زر الذهاب إلى الأعلى