أدب وفن

صفوان القباطي:آيــــــة السـحـر

 يمنات – المستقلة خاص



أين من ليل ملتقانا نَوَارَى

أين ليلى وأين مُلْك العذارى

أين مِنَّا يا سكرة الوجد ليلٌ

كان يختال في كؤوس السَهَارى

آية السِّحر رممِّي ألف دنيا

هدَّها الوعد لهفة وانتظارا

وابعثيني من دورة الموت طفلاً

وأَعيدي لِلَيْليَ الإعتبارا

***

الصبابات بعثرتني طويلاً

نثرتني وطيّرتني غُبَارا

فاجمعيني من كل غور سحيق

لملميني فقد سئمتُ انهيارا

إنَّ للسِّحر قدرة سخِّريها

لانتشالي وجنِّبيني الدمارا

***

أفتدرين يا ابنة السِّحر ماذا

يصنع الحب في قلوب الحيارى

آه لو تعلمين مكنون سرِّي

وتَفُضِّي ما خلف صمتي توارى

لغة الدمع لم تعد تحتويني

دَثِّرِينِي فقد شبعتُ اندثارا

واحة الشوق كم بها هام شعري

رافعِاً راية الدموع شعارا

كوكبان طرتُ في فضاءِ القوافي

وصنَعتُ من كل حرف مدارا

أيها الهاجس الذي لم تزرني

ها أنا صِرْتُ للشجون مزارا

قدس أقداس مهبط الوحي قلبي

نَسْل نُبْلِي من يُولَدُون كبارا

لا تخافي يا أبجديات بَوْحي

ليس بيني وبين فجركِ ثأرا

هذه الأرض كلها لا تسعني

فامنحيني في صفحة الشمس دارا

صبِّريني على الأسى ساعديني

فلقد ضقتُ حيلة واصطبارا

واغفري لي ما أسلفتهُ الليالي

ربما في طُوَاكِ آنسْتُ نارا

***

يا ابنة السحر طال مشوار وجدي

والأماني والذكريات السكارى

طال مسراي والطريق طويلٌ

أقلق المنتهى وأعيا المسارا

قرِّبي بين وجهتي ودموعي

فمدى الشوق مُتْلِفَّ لا يُجَارَا

رحلة الحلم باعدتني كثيراً

سلكت بي نحو الضياع قِفَارا

صلبت في دمي مسيح التسامي

فمددت كف الغريق اضطرارا

أَنتِ أدرى بسر أسرار وَضْعِي

ولكِ الأمر فاحْسِنِي الإختيارا

***

أين ألقاك. يا حطام انكساري

تعب الدرب حيرة وانكسارا

يبحر الليل فوق أمواج تَيْهي

فتلوحين في غيومي فَنَارا

أتمنى.. فتستحيلُ المَراسي

وأُلاقي دون البحار بحارا

***

يا ضياعي اللذيد.. يكفيك عشقاً

نرجسياً أما اكتفيتِ اختبارا

سوف تأتيكِ أمنياتي اليتامى

وستدرين كيف كان انتحارا

غير أَنِّي أخشى تقولين عفواً

وتسوقين لي العزاء اعتذارا

زر الذهاب إلى الأعلى