أخبار وتقارير

مخاوف من انفجار الشارع اليمني ضد الرياض .. مصدر في الرئاسة ينفي اعتزام هادي زيارة دول الخليج

يمنات – متابعات : نفى مصدر مسئول في مكتب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي صحة الأنباء التي تحدثت عن اعتذار دول الخليج عن استقبال هادي، وشدد على أن هذه المعلومات لا اساس لها من الصحة، في حين تسبب استمرار إغلاق السفارة السعودية بصنعاء إلى حدوث أزمة دينية إثر حرمان اليمنيين من أداء العمرة والحج لهذا العام.

ونقلت صحيفة " القدس العربي " عن المصدر قوله " إن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لم يفكر مطلقا بالسفر إلى خارج اليمن في الوقت الراهن، سواء إلى دول الخلج أو إلى غيرها، رغم أنه تلقى العديد من الدعوات لزيارة بعض الدول الخليجية'.

وأوضح أن 'هادي كان يعتزم زيارة إحدى الدول الخليجية الأسبوع الماضي غير أنه ألغى رحلته في آخر لحظة، بسبب الأوضاع داخل اليمن'، في إشارة إلى أن الأوضاع غير المستقرة في اليمن السياسية والأمنية ربما تطلبت منه عدم مغادرة اليمن في الوقت الراهن.

ووصف هذه الأنباء بـ(نوع من أنواع التثبيط) للخطوات التي تحققت على صعيد تنفيذ المبادرة الخليجية، التي تبنتها المملكة العربية السعودية وأيدتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وأشار إلى أن العلاقات اليمنية السعودية جيدة في الوقت الراهن ولا تشوبها أي شائبة، ولا صحة لما ذكرته الأنباء من أن الرياض منزعجة من الدور الأمريكي في اليمن، طالما والولايات المتحدة الداعم الرئيس للمبادرة الخليجية.

وتعمقت العلاقات اليمنية السعودية خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير، واستعادت الرياض تبعية صنعاء لها، إثر لعب السعودية دوار دبلوماسيا بارزا في إحداث التغيير السياسي في اليمن عبر البوابة السياسية، إثر تبنيها للمبادرة الخليجية وحشد الدول الصديقة لها نحو دعم هذه المبادرة ونجحت في تحويل (الثورة اليمنية) إلى (أزمة سياسية)، للحيلولة دون تصدير هذه الثورة إلى دول الجوار لليمن والحد من تأثيرها.

وأرجع العديد من المراقبين تكهنات توتر العلاقات بين اليمن والسعودية إلى استمرار اغلاق القسم القنصلي في السفارة السعودية بصنعاء وكذا القنصلية السعودية في عدن، على خلفية اختطاف نائب القنصل السعودي بعدن عبد الله الخالدي قبل ثلاثة اشهر من قبل تنظيم القاعدة.

وتسبب إغلاق القنصليات السعودية في اليمن في حرمان عشرات الآلاف من اليمنيين من اداء مناسك العمرة والحج لهذا العام، إثر توقف المعاملات المتعلقة بهذا الصدد من أجل الحصول على تأشيرات الدخول للأراضي السعودية، والتي كان من المقرر أن تبدأ المعاملات للعمرة والحج الشهر الماضي، حسب البرنامج الزمني المتبع سنويا لهذا الغرض.

وأثار توقف منح التأشيرات لليمنيين من أجل أداء مناسك العمرة والحج إلى تصاعد موجة سخط واسعة لدى اليمنيين وفي مقدمتهم الذين كانوا يعتزمون أداء العمرة والحج لهذا العام، وخرج الكثير منهم في مظاهرات بشوارع المدن اليمنية للمطالبة بالتحرك الدبلوماسي السريع لحل هذه المشكلة.

مشكلة توقف منح التأشيرات وصلت حد مطالبة بعض الكتاب اليمنيين بـ(تدويل مكة) حتى لا تظل المشاعر المقدسة ضحية للأهواء السياسية، وفقا للكاتبة الصحافية الناصرية سامية الأغبري التي اثارت الموضوع وحظيت كتابتها باهتمام شعبي واسع.

في غضون ذلك ذكر وزير الصناعة والتجارة اليمني الدكتور سعدالدين بن طالب أن السلطات السعودية تفرض شروطا معقدة على الصادرات اليمنية من المنتجات الزراعية نحو السعودية، في حين أن السلطات اليمنية تعطي تسهيلات كثيرة للمنتجات السعودية بمختلف انواعها، في إشارة إلى عدم المعاملة بالمثل وهو ما يتسبب في خسارة الكثير من التجار اليمنيين الذين تتلف منتجاتهم الزراعية في المنافذ الحدودية بين اليمن والسعودية.

وظلت العلاقات الاقتصادية بين اليمن والسعودية غير متكافئة والتبادل التجاري بينهما مصاب دائما بالاختلال، إثر عدم المعاملة بالمثل وهو ما كان يثير حفيظة الكثير من التجار اليمنيين الذين حاولوا خلال السنوات الماضية تلبية كافة الاشتراطات والمطالب السعودية بشأن عملية تصدير المنتجات اليمنية للاسواق السعودية.

ويخشى الكثير من المراقبين للشأن اليمني من 'احتمالية انفجار الشارع اليمني ضد الرياض إثر هذه المواقف السعودية تجاه اليمنيين وهي ما قد تخلق أزمة شعبية يكون لها ما بعدها، وتكون عواقبها وخيمة على السعودية، وفي مقدمة ذلك احتمالية اضطرار الكثير من اليمنيين إلى التسلل إلى الأراضي السعودية بطرق غير شرعية بذريعة أداء مناسك العمرة والحج وهو ما قد يحرج السلطات السعودية في التعامل مع هذه القضية خلال الفترة القادمة'.

" القدس العربي"


زر الذهاب إلى الأعلى