حوارات

طاهر: موقف الحزب الاشتراكي مؤشراً مهماً لإتجاه جديد في الحياة السياسية

في هذا الحوار يقف المفكر والمحلل السياسي الأستاذ عبد الباري طاهر أمام تحولات مهمة وجذرية تعيد صياغة العملية السياسية بشكل أخر ومغاير لما مورس من عمل سياسي طيلة عقود مضت.

وحذر طاهر القوى السياسية من الحلول محل النظام القديم دون المضي بمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية التي يتطلع إليها الملايين من أبناء الشعب اليمني.

طاهر في هذا الحوار الذي أجرته معه صحيفة "المنتصف" في عددها الثاني ويعيد "الإشتراكي نت" نشره يقرأ في بيان الحزب الاشتراكي الأخير مؤشراً مهما في هذا الاتجاه، ومؤشراً جديدا في مسار الحياة السياسية.

‏لقاء لصحيفة "المنتصف" : حاوره محمد صالح الجرادي

‏كيف يمكننا قراءة ما جاء في بيان الحزب الاشتراكي وموقفه تجاه قضايا عدة في الراهن الوطني والسياسي؟

‏بيان الحزب الاشتراكي جاء في اللحظة التي تعيش البلاد مرحلتها الانتقالية الحاسمة. وفي الوقت الذي يظهر أن هناك قوى تريد أو تحرص على سقوط صالح، ولكن بنفس القدر تحرص على بقاء النظام. . لأنها عبر تاريخها الطويل حليفة لهذا النظام وجزء منه، وهي أيضا لا تريد أن تغير في هذا النظام، ولا تريد دولة نظام وقانون، ودولة مؤسسات. ودولة مدنية وديمقراطية وحديثة، ولا تريد دولة العصر الحديث التي ترتبط بهذا العصر، وتريد الابقاء على النظام كما هو "انا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون".

‏هؤلاء يقومون انفسهم اليوم كشركاء في العمل الثوري؟

يا أخي هم حريصون على بقاء النظام ربما اكثر من حرص على عبدالله صالح نفسه، لأنهم جزء منه ومن بنيته وايديولوجيته وتركيبته ومصالحه الضيقة جداً، ولذلك هم لا يريدون التغير. لكن هناك قوة جديدة يعبر عنها شباب الساحات. . يعبر عنها الحراك الجنوبي. . يعبر عنها الحوثيون. . تعبر عنها القوى المستقلة المدنية في كل الأحزاب الحديثة بما في ذلك شباب كثيرون جدا داخل الاصلاح والمؤتمر بكونهم قادمين من الطبقة الوسطى، من الفئات الصغيرة، والمهمشة. من القوى المدنية في الصحف والأحزاب والمجتمع المدني. . هذه كلها عندها طموح لإسقاط النظام وليس إسقاط صالح. تريد دولة مدنية حديثة وتريد الخلاص من الأطراف المعنية التي ارتكبت جرائم وشاركت في مسلسل جرائم عبر نصف القرن من القرن الماضي.

‏عفواً، هل تقول ان موقف الاشتراكي الأخير جاء من كل ما أشرت إليه؟

‏موقف الحزب الاشتراكي أراه مؤشراً لاتجاه جديد في الحياة السياسية، هذا الاتجاه سيشتد وسيقوى وسيصبح مهما جدا كما ستخلخل التحالفات القائمة الهشة في المشترك وفي لجنة الحوار وفي المجلس الوطني وتظهر تحالفات جديدة.

بيان الحزب جاء متأخرا ولكن المثل الأوروبي يقول ‌ " إن تأتى متأخراً خير من أن لا تأتى أبدا".

هل تعتقد أن الحزب الاشتراكي قال كل ما لديه أم أن هناك ما يمكن توقعه منه خلال الفترة القادمة؟

‏ما أعتقده هو أن التطورات القادمة ستخلخل التركيبة القائمة في البنيان كله وستعيد صياغة تحالفات جديدة، تحالفات قوى مع دولة النظام والقانون مع الدولة المدنية الحديثة والعصرية وتحالفات قوى أخرى تريد أن تحافظ على ولا تقل خطورة وأنانية وتدميرا عن النظام الذي خرجت منه .

‏لكنها الآن في إطار تحالفات ترفع من شعار الدولة المدنية ودولة النظام والقانون، كما هي نفسها جزء من مكونات القوى الثورية؟

‏ليست من القوى الثورية، هي في حقيقة الأمر حسبت على القوى الثورية في لحظة من اللحظات وبالتحديد لحظة (سقوط الجدار) ومذبحة الكرامة، ومذبحة الحرية، حيث أرادت هذه القوى أن تنأى بنفسها لتكون هي الوارث الشرعي والوحيد للنظام.

هي أيضا تتحدث عن طموحها للدولة المدنية ودولة النظام والقانون؟

‏حديثها عن المدنية والديمقراطية زائف، لأن مصالحها لا في الديمقراطية ولا في المدنية.. هي معادية للوحدة اليمنية، معادية للديمقراطية، معادية للتطور ومعادية في الأساس لدولة حديثة ولا تحترم حقوق الانسان ولا تعترف بالإعلان العالمي لحقوق الانسان، ولذلك تريد دولة لا تختلف قليلاً أو كثيراً عن الدولة التي أتت منها والتي كانت هي أساسها وبنيانها ، دولة صالح.

‏لكن برغم الطموح الثوري يبدو واضحاً أن هذه القوى التي أشرت إليها فاعلة على مسرح الأحداث والتطورات؟

‏هذا صحيح. . ويجوز القول إن هذه القوى أكثر الفاعلين وأقواهم، لأنهم أزاحوا رأس النظام وحلوا محله، لكنهم سيواجهون نفس المشكلة غدا أو بعد غد ، فالمطالب الشعبية ستكون موجهة إليهم أكثر مما هي موجهة إلى نظام صالح، لأنهم الآن يحلون محله، بلغته، بتعييناته، بكل عيوبه.

وللأسف. . هم يعتقدون أن المسألة انتهت، وأنه بمجرد خروج على عبدالله صالح من الحكم، يستطيعون لملمة أوراقهم وإعادة تحالفاتهم والالتفاف على طموح وإرادة الثورة.

(مقاطعاً): هذا صار واقعاً ، لقد أجهضت الثورة وتمت سرقة أحلام الشباب في التغيير؟

‏الآن هي في المدى المنظور مهيضة الجناح ، لكن هذا لا يراهن عليه كثيرا ، فهؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الساحات وتحدوا النظام بما يمتلك من القوة والجبروت هم قادرون ومعهم كل الشعب على اجتراح ثورة، ولكنها بالثورة القادمة التي ستوجه ضد النظام بكل حمولاته.

إذا ما اعتبرنا أن الحزب الاشتراكي وجه رسالة إلى شركائه في المشترك أكثر من كونها موجهة إلى قوى أخرى مقابلة.. هناك من قال إن الشريك الأكبر وهو الإصلاح "أكثر المعنيين بتلك الرسائل.. ما الذي تتوقعه من طرف `الإصلاح تجاه بيان الاشتراكي؟

‏في تقديري أن حزب الاصلاح الآن لم يعد كتلة مصمتة، هو جزء من الحياة العامة، جزء من التفكير السياسي ولذلك ما يمكن توقعه هنا أن العناصر التي هي جزء من النظام القديم، جزء من التركيبة القبلية، جزء من التفكير الديني السياسي الضيق الأفق، ستقف ضد الثورة وهى الآن الواقفة ضد الثورة ، وتعمل كلى استفلال نفوذها في الجيش وفى القبيلة وفي التجارة ضد الشباب وهناك جناح كبير من الاصلاح وخاصة من الطبقة الوسطى والفئات الصغيرة والمثقفين والمتعلمين يقفون إلى جانب الثورة ، لأن هؤلاء مصلحتهم في قيام دولة مدنية حديثة، دولة نظام وقانون.. هذا ما يمكن أن يحدث في إطار توقعاتي بإمكانية حدوث خلخلة في التركيبة الراهنة والتي لن تقتصر على حزب الاصلاح ولكن ستشمل وستمتد إلى مختلف الأحزاب.

‏تعني اصطفافات جديدة خارج الاصطفاف الحزبي؟

‏تماما، ستخرج قوى جديدة من الأحزاب: من المؤتمر والاشتراكي والاصلاح والبعث والناصري وكل الأحزاب الحديثة وبالأساس شباب الساحات، وستعمل هذه القوى على تكوين اتجاه مختلف ومغاير عن هذا القائم، لأن هذا القائم هو أن النظام انقسم على نفسه ، نظام مع الثورة وضدها في آن واحد.

‏عفوا . . ما الذي بالتحديد سيدفع إلى هكذا اصطفافات جديدة؟

‏عندما تجد هذه القوى نفسها في موضع الخصم بالنسبة للقوى التي حلت محل النظام القديم، وفي الوقت الذي تطرح قضايا حاسمة في الحوار القادم على صعيد دستور جديد ، ومشروع بناء دولة مدنية وعندما ستكون القوى التي تضع اليوم نفسها بديلاً للنظام القديم، ضد كل هذا، بمقدار ما كان صالح نفسه ضدها.

‏ في جانب كبير من بيان الاشتراكي تم طرح القضية الجنوبية كقضية معضلة في إصلاح المسار الوطني والسياسي ، وقال صراحة يتجاهل الشركاء وحكومة الوفاق لمعالجات جذرية ينبغي أن تكون في الأولوية وفي صدارة المعالجات؟

‏ الحزب الاشتراكي لو لم يعلن مثل هذا البيان، كان يعني موته نهائيا، ولذلك هو الآن بدأ خلاصه من الموت لتلمس طريقه إلى المسقبل وهي بداية طيبة ومشجعة.. لكن ما نتمناه هو أن القوى الحديثة في الا‏صلاح وفى الناصري ، وفي المؤتمر الشعبي والبعث الاشتراكي أن تستلهم التحولات القادمة لدولة ديمقراطية مدنية وحديثة دولة المواطنة المتساوية واحترام الحريات وحقوق الانسان ، لأن اليمن لا يمكن أن يبقى ككيان بدون هذه الدولة المنشودة التي تضمن مصالح اليمنيين شمالا وجنوبا.

كيف تصاغ هذه الدولة؟

هذا شيء يلتقى عنده الناس ويتحاورون ، ولكن ليس هناك من يستطيع أن يفرض الصيغة القديمة التي شكلت كارثة لليمن في حرب 94م‏، فلابد من الخلاص منها ومن كل أدواتها.

‏كيف؟

‏يا أخى، كل القوى النافذة التي أسهمت في كارثة حرب 94م، وشاركت فيها ودمرت وحدة البلاد وآمالها لبناء دولة، لابد أن تكون الآن خارج الحلبة، وهي قوى معروفة في القبيلة وفي العسكرة وفى الإسلام السياسي.. ولذلك لا يمكن إعادة بناء اليمن في ظل وجود هذه القوى على رأس الحكم.

‏لكنها في جانب تواجدها في الساحات تبذل جهداً في سبيل طمأنة الجنوب وتخصص جمعة "للقضية الجنوبية"؟

‏هذا لا معنى له، بدون الاعتذار للجنوب وإعلان هذا الاعتذار عن الفتوى بالحرب، والتخلي عن الفرع، الجنوب تم تدميره، دولة وكيانا وهوية، يا أخي كانت هناك دولة قل عليها ما شئت، باطشة، ظالمة أو…، ولكن كان لها وظيفة اجتماعية وتقوم بدور الرعاية الاجتماعية ولديها مصالح ولدى الناس ممتلكات وبيوت ومرتبات.

لقد تم التعامل مع الجنوب ما لم يتعامل به بريمر في العراق . وهنا أجزم أنه لا يمكن إعادة صياغة وثيقة للمستقبل وبناء جديد بدون الخلاص من هذه الجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب والاعتذار عنها.

‏(مقاطعا): دعنا نخوض في ما هو قائم الآن في مناطق الجنوب هناك تصدير للعنف والفوضى، من يقف وراء ذلك؟

‏بالضبط ، هذا حاصل تماما، واعتقد أن ما حصل في الجنوب من دمار وتخريب و"قاعدة" و"أنصار شريعة" وعسكرة المدن ، وضرب المنصورة وإصرار على العسكرة وراءها قوى تشعر أنها لن تبقي على مصالحها ومواقعها في الحكم بدون هذه الفتن . وهو تفكيرها أساساً في الحكم، كما أنها لا ترى مصالحها في دولة اتحادية ومواطنة متساوية. بل تعتقد أنها تمتلك (بصيرة) على هذه البلاد وأن لديها شرعية بذلك مع أنها قد ماتت وشبعت موتاً.

‏اللافت أن الحراك الجنوبي صار هدفاً لقوى تخوض في العمل الثوري وفي الشراكة السياسية وتعمد إلى فتح جبهات لتشويهه؟

‏هذا مؤسف. وهذه القوى تعتقد أن بقاءها ‏يكمن في تدمير النسيج اليمني تدمير الحراك في الجنوب ، تدمير الثورة السلمية في الشمال، خلافات وفتن داخلية، تطرح قضايا مذهبية وطائفية، سنة، شيعة. وروافض. وما إلى ذلك من هذه اللغة القبيحة، هذه القوى هي الآن تتمسك بإرثها في الماضي، وتريد أن تتخلص من صالح وتبقي على نظامه ، كما أشرت سابقاً، ولكن الآن عدوها الحقيقي في الشمال والجنوب وبخاصة في الجنوب تعاديها كونها هي الأساس في فضح طبيعة حكمها، لإننا كما نعرف انها حكمت بمنطق الفرع والأصل وأن الجنوب فيد وغنيمة وسبية .

الجنوب الآن تمرد على هذه اللغة ويقدم نفسه بصيغة مختلفة..

‏بالنسبة للحكومة.. نود رؤيتكم حول سير الأداء في هذه المرحلة الانتقالية وأداء هذه الحكومة الوفاقية؟

حتى الآن، هذه الدولة لم تعمل شيئا يراهن عليه باستثناء خروج علي عبدالله صالح من الحكم وبعض القرارات في الوحدات العسكرية المحدودة الأثر، لا جديد، النظام كما هو، الفساد كما هو، الاستبداد كما هو، شباب الساحات يقمعون وتشن عليهم حملات تشهير وحروب.

مِن مَن؟

‏من أطراف تريد أن تكون في السلطة وفي المعارضة وفي الساحات، بل إن هذه الأطراف تقود مواجهة يومية مع الحراك في الجنوب مع الساحات وفي صعدة، وهي تحل الآن تدريجيا محل النظام القديم بأدوات قمعه، وبنفس تفكيره وأساليبه.

‏بالإشارة إلى حروبها مع الساحات لم تعد هناك ساحات كما يذهب البعض، لقد تم إضعافها وإجهاض حركها؟

هذا قد يحدث، لأن هذه القوى ما إن بدأ يلوح أمامها الأفق، قدمت نفسها على أنها لا تختلف عن طبيعة نظام صالح وأنها جزء، لا يتجزأ منه، وهنا أتصور أن المهمة قائمة أمام الشباب اليمني، وأمام القوى الحديثة لمواجهة هذه القوى ومن الان.

‏هل تعتقد الحاجة الى ساحات في إطار المهمة الجديدة؟

‏لا اعتقد ، ولكن من المهم أن تنتقل الساحات إلى فضاءات أخرى، الميادين العامة، المساجد، الأسواق، إلى تجمعات الناس، إلى قلوبهم وضمائرهم، إلى مناهج التعليم إلى الجامعات، وإلى الاعلام الذي لايزال يعمل على النمط القديم ولم يقدم حتى الآن أية مبادرة للتغيير، فخطبة الجمعة، مثلاً يعاد نشرها في نشرة الأخبار، يا أخي بثها في برنامج، أي برنامج.

انتقل معك إلى الترتيبات الراهنة لعملية الحوار، عبر لجان التواصل، وفعاليات أخرى تسير على طريق الحوار الوطني المرتقب.. كيف تقرأ إمكانية نجاح هذه الخطوات في ضوء المشكلات والتداعيات السياسية والأمنية وغيرها؟

‏الحوار في هذا الوضع المأزوم لا يؤدي إلى نتيجة، اعتقد المطلوب الآن ، وبالأخص من الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوه أن يعالجوا قضايا الناس . يا أخي الآن، يتم تجنيد عشرين ألف جندي، فيما لا تدفع الدولة أجور عمال النظافة!! هؤلاء العمال الذين تدفع لهم الأنظمة الديمقراطية في بلاد أوروبا وغيرها من البلدان المتقدمة مرتبات تفوق مرتبات الوزراء، لأنهم ينظفون أوساخ البلد، جيش.. لماذا جيش؟ نحن الآن في مرحلة يحلم اليمنيون بالخلاص من قضايا الجيش عبر إعادة بنائه على أسس وطنية حديثة وإمكانات نوعية كبيرة وكيفية أقل وكفاءة أكبر ، يحمي الأمن والاستقرار لا أن يعسكر في الشوارع ويحتل الجبال والمدن، كما عبر عنه الشاعر الزبيري "والجيش يحتل البلاد وماله في غير اكواخ الفقير مقام" هذا الجيش أسوأ من جيش الامام ، جيش يعسكر في البلد، وينهب الأراضي، ويتاجر في السلاح، الآن معظم المشاكل والأحداث التي تحدث نكتشف أن المشاركين فيها ضباط كبار ومسؤولون في الجيش.

‏(مقاطعا): حكومة الوفاق تقول إنها أنجزت الكثير من هيكلة الجيش وإنها في طريقها لاستكمال ما تبقى من الهيكلة.. ما تعليقكم؟

‏هذا وهم . فالجيش لايزال موجودا في تعز، وفي صنعاء . ولايزال مصدر الخلل ومصدر الفضيحة والمشاكل، هذا الجيش في أساسه بني على أساس قبلي، وللأسف ان علي عبدالله صالح وضع الدولة اليمنية تحت أقدام القبيلة، هذه القبيلة التي وضع اليمن تحت أقدامها، تريد أن تظل قدمها على رقبة هذا الشعب وبالتالي لكى يبنى الجيش لابد من صياغة بناء مختلفة من الألف إلى الياء، صياغة على أساس المعرفة والكفاءة وعلى أساس المشاركة الوطنية بحيث يكون جيشا للوطن ولحماية الوطن وليس لحكم البلاد، ولنهب الأراضي والمتاجرة بالديزل والنفط والسلاح.. وكلام حكومة الوفاق عن هيكلة الجيش كلام فارغ لا معنى له، الحكومة يجب أن تعتني بهموم وقضايا الناس قبل كل شيء، البلد الآن يتحول في بلدان الخليج إلى بلد متسول وهو يمتلك من الخيرات والكرامة ما يؤهله ليكون أحسن دولة في المنطقة ولكن هذا النوع من الحكم والحاكمين هو أساس دمار البلد ، هذه القوى الفاسدة التي حكمت على مدى خمسين سنة لابد من الخلاص منها وإتاحة الفرصة للكفاءات الوطنية، للشباب، للمرأة، للحراك، للساحات، للحوثيين في صعدة، للمعارضة السياسية في الخارج في المشاركة في الحكم.

منذ أسبوع مضى، قدمت استقالتك من رئاسة "هيئة الكتاب العامة" احتجاجا على قانون المؤلف.. هل هناك أسباب أخرى أدت إلى تقديمك الاستقالة؟

الاستقالة واضحة بشأن قانون حماية المؤلف والواقع أن هذا القانون يعبر عن العقلية السائدة التي هي امتداد للماضي ولا علاقة لها بالعصر ولا بثقافة هذا العصر .

ومسألة حماية الملكية الفكرية هي مسألة دولية وقضية من أهم قضايا العولمة، كما هي قضية صراع بين الأمريكان والصين وبين الهند وجنوب افريقيا، وبقية بلدان العالم الذي يصنع ويخترع ويقدم منتجات هائلة جداً.

اليمن ، كما نعرف، ليست في المتن، هي في الهامش ولكي يراد منها الدخول إلى منظمة التجارة العالمية أن تسن قوانين تضمن هذه الحقوق، والذي حدث هو تحويل هذا القانون إلى جلوزة والى مواد سالبة للحرية وقامعة للعقل وبدلا من حمايته للإبداع وحمايته للفكر تحول إلى أداة قمع وإلى أداة جلوزة.

 

المصدر: صحيفة المنتصف


زر الذهاب إلى الأعلى