قضية اسمها اليمن

أزمة الكهرباء والمياه..عذاب لا يحتمله صيف ورمضان عدن

يمنات:

منذ 3 أشهر ولساعات مستمرة وطويلة في اليوم الواحد إلى ردود الأفعال شعبية غاضبة تزامنت مع الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك بعد ان كانت مؤسسة كهرباء عدن وعدت مشتركيها في وقت سابق بحل هذه الإشكالية مع بداية دخول الشهر الكريم غير أن عدم ايفائها بوعدها دفع عدد من المواطنين للخروج الشوارع وتنظيم احتجاجات شعبية رافقتها أعمال الفوضى وقطع الطرقات العامة مطالبين بالتدخل العاجل من قبل مسئولين في الدولة.

"الأولى" أجرت الاستطلاع الميداني لأراء شريحة مواطنين عدن عن تزايد المعاناة النفسية والصعوبات التي أضحت تعيشها آلاف العائلات بسبب تفاقم الانقطاعات المستمرة لمصادر المياه والكهرباء وهي أراء عبرت بمجملها عن استياء وغضب وسخط لازال يخيم على المدينة .

استطلاع: جهاد محسن:

الكثير من العائلات في عدن مازالت تقضي جل أوقاتها وأمسياتها الرمضانية على ضوء الشموع والفوانيس وبطاريات المصابيح المشحونة وتقوم بإعداد وجبات الإفطار والسحور بأوضاع مرتبكة بسبب أإشكاليات الانقطاعات المستمرة التي صارت كابوساً يتصدر هموم ومنغصات المواطنين الذين وصل بهم الحال إلي عدم احتمال هذا الوضع خاصتاً في الصيف وطقوس شهر رمضان.

الكهرباء حرمتنا من مباهج استقبال الشهر الكريم

تقول ألمواطنة أم هاني شرف(ربة منزل) ان أوضاع الكهرباء المتردية ومسلسل انقطاعاتها المتكررة،تشكل حاليا بالنسبة لربات البيوت الهم الابراز الذي يعيقهن عن توفير المتطلبات وتحضير وجبات الافطار لأفراد عائلاتهن، وهي مشكلة افسدت على جميع العائلات مباهج الفرحة باستقبال الشهر الكريم، وحرمتا من لحظات الاستمتاع بأجواء امسياته الروحانية.

وتضيف للأسف مؤسسة الكهرباء مازالت تتغنى بالوعود الكاذبة ولم تلمس منها أي شي ايجابي حتى الحظة يبشر بانتهاء الانقطاعات ووقف العذابات المستمرة بظل سخونة الصيف الذي بلغ درجة حرارته 48 ردجة مئوية خلال الأسابيع الأخيرة.

 وتتحدث فاطمة شاهد عبد الحميد طالبة جامعية قائلة بصراحة لم ألمس هذا الموسم أجواء دخول شهر رمضان بخلاف كل عام حيث كنت أنتظره أنا وعائلتي بفارغ الصبر وسط التهليل والترانيم الدينية التي كنا نرددها بفرحة عامرة ونحن نستقبل أول أيام رمضان بالمغفرة والصلاة والدعاء والسبب في ذلك إن هلال رمضان هل علينا هذا العام ونحن نقطن بين الظلام الدامس وفي ظل أوضاع اجتماعية أنعدم فيها عوامل الاستقرار والأمن والأمان وتضيف لقد سلبتنا الانقطاعات المستمرة للكهرباء فرحتنا في استقبال هذا الشهر العظيم وجعلتنا نفطر أول أيامه على ضوء الشموع والفوانيس ونعد موائد الفطور والسحور وسط سخونة الحر .

لا توجد بلدان تورد الكهرباء لمواطنيها بنظام الورديات

المواطن جواد جميل سعيد (موظف)يتحدث قائلاً استمرار عملية انقطاع الكهرباء خلال شهر رمضان وعلى نفس المنوال المتكرر الذي أعتدنا عليه بالتعايش معه على مضض خلال الأيام العادية سوف يزيد من غضب الناس ويضاعف معاناتهم لكونهم سيكونون صياماً وغير قادرين بساعات انقطاع متواصلة تفسد عليهم أجواء صومهم.

 ويردف ساخرا مخجل جداً وتظل انقطاع التيار مبرمجاً على نظام الورديات ساعتين بساعتين بينما في كل بلدان العالم أصبحت قضية الكهرباء من القضايا الثانوية وفي بلادنا مازالت تعتبر الكهرباء مشكلة أساسية ومعضلة حقيقية يكتوي بها كل المواطنين خصوصاً سكان المناطق الساحلية ولم نسمع أن حكومة العالم تقوم بتوليد الكهرباء لمواطنيها بالمدن الرئيسية بنظام الورديات كما يحدث في عدن

الدولة تتحمل العذاب الذي نعيشه في عدن

ويتطرق فهد الحسني معلم إلى أوقات الضيق الذي ينتابه وعائلته مع كل ساعة تنطفي فيه الكهرباء متحدثاً بلهجة غامضة "لقد أصبحنا نعيش لحظات كئيبة في منازلنا وسط العتمة حيث تنقطع الكهرباء عنا لأقل من 12 ساعة وعلى مدى أيام متواصلة وحمل فهد أجهزة الدولة التنفيذية مسئولية مايعانية سكان المدينة حيث قال العذاب والمعاناة التي نتكبدها في عدن ليلاً ونهاراً تتحملها الدولة وعلى رأسها محافظ عدن ووزير الكهرباء باعتبارهم مسئولين أساسين من عملية الأشراف وتوفير الخدمات الإنسانية العامة وتوصيلها للمواطنين وعليهما أذا لم يتمكنا من القيام بواجبيهما أن يقدما استقالاتهما أو تتم أقالتهما نتيجة القصور في وظايفئهم.

ويضيف بحسب اعتقاده الانقطاعات المتكررة للكهرباء هي سياسة ممنهجة الغرض منها إتاحة المجال لكبار التجار المتنفذين لاحتكار السوق وبيع ما لديهم من مولدات في ظل الطلب المتزايد عليها نظراً لحاجة المواطنين للكهرباء ورغبتهم لشراء المولدات الخاصة لسبب الإقطاع المتواصل للكهرباء

لا توجد لمؤسسة الكهرباء وعود صادقة

علي حسن كرماني معلم ركز في كلامه على الوعود الذي وضعتها المؤسسة لأنها المشكلة مع ولوج أول شهر رمضان وقال منتقداً للأسف مؤسسة الكهرباء لا تملك وعوداً صادقة أو أي آلية شفافة في عملها إزاء خدمة المواطنين الذين أصبحوا يعيشون اوقاتاً صعبة ومتواصلة من الانقطاعات المستمرة التي افسدة على الصائمين راحتهم وعكرت أجواء صومهم في ظل المناخ الحار الذي تشهده عدن ويضيف في ضوء ما أعلنت عنه مؤسسة الكهرباء انه سيتم في 18 يوليو الانتهاء من تركيب المولدات الخاصة بالطاقة الكهربائية المقدرة ب60 ميجا وات, وإيصال الخدمة للمواطنين دون الانقطاع مع اول أيام الشهر الفضيل.

لقد أثبتت مؤسسة كهرباء عدن البرهان القاطع انها غير صادقة او جادة بوعودها في ظل ما تلمسه حالياً من بقاء وضع الكهرباء كما هو عليه دون أي تحسن والذي أزداد حدتا هذا العام أضعاف ما كان عليه في السنوات السابقة.

الإنقطاعات كبدت المواطنين خسائر مادية ومعنوية كثيفة

 ويقول بسام محمد البان "ناشط حقوقي" مازلنا نعاني منذ سنوات في محافظة عدن من مشكلة انقطاع الكهرباء سيما مع ولوج فصل الصيف وهذا الموسم ازداد حدة الانقطاعات بطريقة متكررة لأكثر من 10 ساعات في اليوم الواحد وعرضت أملاكنا وأجهزتنا المنزلية الى أعطال والى خسائر مادية أو معنوية كبيرة.

لو كان لدينا قضاء عادل لرفعنا شكوى ضد مؤسسة الكهرباء

ويؤكد جلال العاكي "عامل حر" انه لو كان لدى المواطنين نظام قضائي عادل لتوجهوا برفع دعاوي قضائية ضد مؤسسة الكهرباء أذا ما وصفه بإخلاء المؤسسة ببنود الاتفاقية المبرمة مع المستهلكين والتي تعهدت فيها لتوفير خدمة الكهرباء لهم مقابل التزامهم لتسديد فواتير الاستهلاك ورسوم الخدمة التي تحمل أرقام خياليه وجنونية تفوق قدرة المواطن عليها ويضيف جلال أذا كانت مؤسسة الكهرباء تلزمنا بدفع استحقاقاتها من رسوم الخدمة والاستهلاك أو تهديدنا بمصادرة عداداتنا وبفصل الكهرباء من منازلنا وتغض الطرف عن ألزام المؤسسات والمسئولين الكبار لتسديد ما عليهم من مبالغ كبيرة لأنه من حقنا نحن المواطنين وسطاء الامتناع من دفع مبالغ الاستهلاك مقابل خدمة لا وجود لها ولأكنها مازالت مستمرة لمضاعفة خسائرنا وإتلاف أجهزتنا.

انقطاع المياه مشكلة إضافية

وأمام إشكالية انقطاع الكهرباء تظهر إشكالية أخرى أكثر تعقيداً لا يزال يشكو منها المواطنون في عدن وهي إشكالية تواصل انقطاع المياه بصورة متكررة ومستمرة حتى أوقات طويلة تمتد أحياناً بأكثر من يوم أجبرهم هذا الوضع على السهر والإرهاق في انتظار الحصول على لترات من المياه صنابيرهم ليحفظونها في أواني وبراميل.وزادت منغصاتهم خلال شهر رمضان.

بدون مياه تحولت حياتنا إلى جحيم

يتساءل صالح محمد صالح لماذا تزامن انقطاع المياه بصورة متزايدة مع دخول شهر رمضان هذا زاد أيضاً من تعقيدات الحياة لدرجة أننا أصبحنا محبطين للغاية ويضيف استمرار انقطاع الكهرباء حول حياتنا إلى جحيم لا يطاق وكنا نجد في المياه الوسيلة التي تقينا حرارة الجو أما ألان نسهر طويلاً ليالي مضنية لأجل الانتظار لترات من الماء وتعبئة ما يلزمنا من استهلاكنا اليومي, ويشير صالح إلى إن بعض ألمواطني المقتدرين في عدن باتوا يجلبون"وايتات" لتعبئة خزانات المياه لأسطح منازلهم بعد أن تحول انقطاع المياة الى ازمة حقيقية دون ان نجد تبرير من السلطات الرسمية عن أسباب الانقطاع المستمر.

كل شي يمكن تقبله إلا انقطاع المياه

تقول أروى أحمد سعيد خريجة جامعة كل شي يمكنا تقبله ونصبر عليه إلا الماء أزمة المياه سببت لنا إرباكا في تنظيم أوضاعنا المنزلية وأرهقتنا كثيراً لإعداد طعامنا والدولة لازالت ملتزمة الصمت حيال المعاناة ولم تقدم مبرررات عن أسباب انقطاع المياه.

ويلفت المواطن عبد الخالق عبد الكريم بايع قات إلا أزمة انقطاع المياه بصورة مستمرة ليوميين قائلاً لا اعرف كيف أفسر صمت الأجهزة المعنية في المحافظة حيال انقطاع المياه في شهر رمضان نحن يتوجب علينا كصائمين أن نضل على طهارة دائمة ويضيف هل ستكترث السلطة المحلية حيال استمرار مشكلة انقطاع المياه أم إنما ستظل كالعادة في بمنأى عما يدور وما نعانيه.

 ويرى عبد الخالق أن انقطاع الكهرباء مع انقطاع المياه في عدن خلال شهر رمضان يولد ردت فعل عنيفة في المجتمع وستعم مظاهرات واحتجاجات وإعمال فوضه لمختلف حارات وشوارع المدينة.

"على المحافظة توضيح أسباب انقطاع المياة"

ويركز علي احمد قلعوط" عسكري متقاعد على مشكلة المياة بوصفها من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي قد تساعد على نشوء صراعات بين المواطنين والدولة كان حاجة المواطنين وعدم استغنائهم عن الماء قد تدفعهم الى كسر الأنابيب الرئيسية او القيام بحفر الآبار إمام منازلهم ويقول قلعوط على الدولة إن تفكر ملياً بان أزمة المياه وانقطاعها المتواصل في حال استمرت كما هي عليه الآن لان ذلك سوف يؤدي إلى غضب يصعب السيطرة عليه الكثير من المواطنين في عدن يجلبون البوز وهم لم يكونوا معتادين على إحضارها الى منازلهم غير أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على إحضارها بأسعار تتراوح الواحدة بين 2500-3000ريال وهذه التكلفة لا يستطيع تحملها معظم مواطنين المدينة بالإضافة إلى كثير من المواطنين ذهبوا لإحضار المياه من مواقع وأماكن غير صحية.

كفى استهتار بحية المواطنين والمرضى

وتطالب الحجة حياة سعد محسن ربة منزل القائمين على مؤسستي الكهرباء والمياه في عدن في أحساس ولو قليلاً معاناة الناس البسطاء لوضع حدٍ للإنقطاعات المتكررة لهاتين الخدمتين الضروريتين خصوصاً في شهر رمضان وقالت أن الانقطاعات مستمرة ارهقت الناس وجعلتهم يعانون أوضاع نفسية ومعنوية للإضافة أنها تسبب وفاة الكثير من الأطفال الرضع بالمستشفيات وتضيف الحجة حياة زوجي مصاب بجلطة في الدماغ ويعاني من ضغط الدم ونصحنا الأطباء أن يوفر له أوضاع نفسية وصحية في المنزل وأن نهتم بصحته لكننا نواجه صعوبة في توفير أجواء صحية لمريضنا في ظل الانقطاعات المستمرة التي نعانيها وزيادة سخونة الجو نطالب كل المسؤلين في الدولة أن يتقوا الله فينا.

وكفاهم عبثاً واستهتاراً بحياة المواطنين وأرواح المرضى.

عليهم ان يقدروا الناس في الشهر رمضان على الاقل.

المصدر صحيفة"الأولى"

زر الذهاب إلى الأعلى