أخبار وتقارير

مهاجمة “توكل” للأنسي مؤشر على خلافات داخلية في حزب الإصلاح وبداية لمرحلة تصفية الحسابات

يمنات – خاص

هاجمت القيادية في الثورة الشبابية "توكل كرمان" عبر قناة سهيل أمين عام الإصلاح عبد الوهاب الآنسي، متهمة إياه بأنه طلب منها عدم رفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" أثناء المظاهرات في بداية الثورة.

وقالت "كرمان" في برنامج "للتاريخ" الذي بتثه قناة حميد الأحمر أن الآنسي قال لها في أحد الاجتماعات التي جمعتهما في منزله بصنعاء في بداية الثورة أنه لا داعي للخروج للثورة وأن هناك طرقًا أخرى للتغيير.

 

مصادر مطلعة كشفت أن الاجتماع الذي نصح فيه الآنسي "كرمان" بعدم إعلان الثورة، هو ذاته الاجتماع الذي اعتقلت فيه "توكل" من قبل الأجهزة الأمنية بعد خروجها في وقت متأخر من منزل الآنسي.

ووفقا للمصادر فإن الآنسي طلب من توكل كرمان الحضور لمنزله بناء على طلب رئاسي لمنع "توكل كرمان" من الخروج في المسيرات الشبابية التي رفعت شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، على اعتبار أن كرمان ملتزمة تنظيميا لتجمع الإصلاح.

وأشارت المصادر أن الأنسي حذر كرمان من الانجرار وراء الشباب والمطالبة بإسقاط النظام.

وحسب المصادر فقد كان الطرف الآخر الذي جهز قوة أمنية لاعتقال "توكل"  منتظر رد الأنسي، الذي جاء سلبيا، وأن الآنسي كان يعلم أن "توكل" ستتعرض للإعتقال.

 

مصادر أخرى قالت أن السماح لـ"توكل" بمهاجمة الأنسي من قناة حميد الأحمر يأتي ردا على العناق الحار بين نجل صالح والآنسي في مأدبة إفطار رئاسية، والتي أستفزت حميد الأحمر، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن ذلك يأتي في إطار الخلافات التي نشبت بين الأحمر والآنسي، بعد رفض الأخير الضغط على الرئيس هادي لتوسيع اللجنة الفنية للحوار من قائمة حميد التي أسقطها الرئيس.

وأشارت المصادر أن توكل كرمان لم تتلقى إيعازا من الأحمر بمهاجمة الآنسي وإنما كانت على إطلاع بما يدور بين الرجلين، وأرادت في الوقت ذاته أن تصفي حساب مع الآنسي الذي كما يبدو عرفت بأنه كان يعلم بأنها ستعتقل بعد خروجها من منزله، ومن ناحية أخرى عدم وفائه بالعهود التي قطعها مقابل تأييدها للانتخابات الرئاسية المبكرة.

 

ويرى مراقبون أن مهاجمة كرمان للأنسي ولرئيس الحكومة باسندوة مؤشر على خلافات داخلية بين متنفذي تجمع الإصلاح من الشخصيات المدنية والعسكرية والدينية وقيادات أخرى بينهم توكل كرمان بدأت تشعر بأن قرار الإصلاح مختطفة من قبل هؤلاء المتنفذين الذين يسعون لمساومة الطرف الآخر على مستقبل الحزب في الأوساط الشعبية.

 

وأعتبر سياسيون أن الهجوم الذي شنته توكل كرمان هو بداية للصراعات الداخلية في تجمع الإصلاح الذي يضم توليفة من القوى التقليدية التي ترفض فكرة الدولة المدنية التي باتت مطلب جميع القوى السياسية في الساحة اليمنية.

وأن توكل كرمان بدأت تشعر بالانكسار الحاد في شعبيتها، وتحاول العودة من إلى الجماهير من باب مهاجمة قيادات الإصلاح ورئيس الوزرء باسندوة مع الاحتفاظ بشعرة معاوية مع الرئيس هادي.

زر الذهاب إلى الأعلى