فضاء حر

يهددون باعتقالي بسبب سخريتي لا لكوني عضواً في خلية التجسس!

للمرة الثانية يتم اتهامي بالتجسس, المرة الأولى كانت في عام 2008 م عندما كنت في جولة مع الصحفي الهولندي الأمريكي " وليم ماركس " بهدف عمل تحقيقات حول حرب صعده والحراك الجنوبي, وكنا على موعد للقاء السيد عبدالملك الحوثي وتم اعتراضنا في الطريق واعتقلنا الأمن السياسي ونقلنا مباشرة الى السجن واطلق سراح الصحفي خلال نصف ساعة وتم ترحيله مباشرة بينما استمر اعتقالي دون محاكمة لخمسة أشهر في سجن الأمن السياسي الرئيسي بصنعاء, وجهت لي تهمة التجسس ضد النظام لصالح المخابرات الغربية فقلت للمحقق أن من كنت معه صحفي فقال بل جاسوس خطير يهدف الى الإضرار بمصالح اليمن فقلت له لا علم لي بذلك فقال هذا ما ضرنا كيمنيين نتعامل ببساطة مع الآخرين, ثم سألته وانا معصوب العينين مقيد اليدين اعاني من سوء التغذية : يا فندم اذا كان هذا جاسوس لماذا اطلقتم سراحه خلال نصف ساعة واعتقلتموني انا وانا مجرد مرافق له ولا علم لي بما يحيكه ضد الوطن ؟ عندها سكت الضابط وكأنه فوجئ بالسؤال .

والغريب أن توجه لي اليوم تهمة تجسس للمحور الآخر, هكذا هي عادت الأنظمة الأمنية, تستخدم تلك التهم لمحاربة وتشويه الخصوم السياسيين .

 اليمن بلاد العجائب والغرائب, تصدر التصريحات عن خلايا تجسس منذ سنوات ولا نشاهد معتقلين ولا نعرف حتى اسماءهم من مصادر رسمية, تروج الاشاعات ضد ايران منذ بداية حروب صعده ولم يقدم متهم واحد للمحاكمة العلنية في محكمة عادية, ولاحقاً خرجت وثائق ويكي ليكس الأمريكية لتثبت ان كل تلك التهم أكاذيب .
 
اتهمنا الإخوان بالعمالة للأمن القومي عندما كنا في الساحات , ثم اتهمونا بأننا من أتباع بقايا النظام بعد عودتهم الى السلطة, ثم انتقلوا الى اتهامنا بالعمالة لإيران,  تهم لا يمكن الجمع بينها, حاولوا أيضاً زرع الفتنة بين الحراكيين عبر تقريب البعض منهم وتلميعه, وتشويه من يرفض المبادرة بالتبعية لإيران .
 
المقالات اللاذعة بالنسبة لهم تقارير, الكاتب الحر عميل, المغرد خارج السرب السعودي الأمريكي مشكوك في ولاءه للوطن, تلك وسائلهم الجديدة لمحاربة الخصوم السياسيين فهنيئاً لحزب الاصلاح مطبخهم الإعلامي .
 
 الآلة الإعلامية للإخوان في اليمن هائلة لكنها والحمد لله مصابة بغباء فطري مستفحل ومستعصي لا علاج له, اتهموني بالعمالة لإيران وعندما سخرت من اتهامهم وانزل بعض المشاركات في الفيس بوك أتهكم على اتهامهم وافتح المجال لمن يرغب للانضمام للخلية أن يبعث اسمه وإيميله وتفاعل الشباب بخفة دم غير عادية وتندروا بالكثير من التعليقات على تلك التهم وتضامن معنا الكاتب الكبير عبدالكريم الرازحي بمقال ساخر جداً عن التجسس الإيراني .
 
 أزعجتهم الحملة جداً وأظهرت غبائهم الفطري فسربوا خبر صدور تعليمات باعتقالي فور وصولي اليمن لكن بتهمة السخرية من الاتهامات الرسمية ضد ايران متناسين التهمة الأصلية وهي التجسس .
 
على العموم اشكر اخواني في المطبخ التابع للإخوان على تخفيف التهمة من تجسس الى سخرية واعتقد انهم تأثروا برمضان وبقدوم العيد .
 
بدلا من اعتقال مروج تلك الاكاذيب يهددون باعتقال من يسخر منها, يريدون تخويفي متناسين أنني وبعض زملائي في الخلية أمثال الكاتبين محمد المقالح وعبدالكريم الخيواني أصحاب سوابق سياسية, أننا سجنا وتعرضنا للتعذيب من النظام في الوقت الذي كانوا جزء منه .
 
لن تخيفني تهديداتهم بالاعتقال سواء كانت صحيحة او مجرد اشاعة, فانا عائد قريباً وسأعلن تاريخ عودتي والرحلة التي ستقللني الى اليمن, كما اعلنت مسبقاً اني مسافر ايران وانزلت صورة الفيزا الإيرانية وأنا لا زلت في اليمن, نحن واثقين من انفسنا لذلك نسخر منهم, وهم كاذبون لذلك يتخبطون وتتعدد تهمهم ويرتفع وينخفض سقفها ووسائلهم الإعلامية تفقد مصداقيتها المتبقية . 
 
صحيفة الأولى
زر الذهاب إلى الأعلى