أخبار وتقارير

جدل واسع باليمن حول وصول قوات مارينز امريكية لحماية سفارة واشنطن بصنعاء

 يمنات – شينخوا

تعيش اليمن جدلا واسعا حول وصول قوات من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إلى صنعاء، عقب اقتحام محتجين مقر سفارة واشنطن بصنعاء، للتنديد بفيلم أمريكي مسيء للإسلام.

وتمكن محتجون غاضبون الخميس الماضي من اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء والقيام بأعمال شغب وتخريب.

وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية مقتل 4 مدنيين، وإصابة 48 آخرين بينهم 10 من رجال الأمن في أحداث اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء.

ووصل صنعاء منذ اقتحام السفارة، 150 جنديا من قوات المارينز لحماية السفارة الامريكية وموظفيها، حسب مصادر ملاحية تحدثت لـ((شينخوا)).

وفي سياق متصل، قال مصدر بالشرطة اليمنية، ان القوات الأمريكية المتواجدة في الأراضي اليمنية حاليا تقدر بحوالي 210 جنود من قوات مشاة البحرية.

وأوضح المصدر لوكالة انباء ((شينخوا)) ان 60 جنديا من قوات المارينز يتواجدون في صنعاء لحماية السفارة الأمريكية منذ عهد النظام السابق الذي كان يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وان الوحدات التي وصلت مؤخرا الى صنعاء بسبب أحداث اقتحام السفارة تقدر بـ 150 جنديا.

وحسب المصدر الذى طلب عدم ذكر أسمه، ان هذه القوات تتخذ من فندق "شيراتون" بحي سعوان في العاصمة صنعاء والمطل من السفارة الأمريكية مقرا لها، وأثار وصول هذه الوحدات من المارينز إلى صنعاء جدلا واسعا في اليمن.

وطالب البرلمان اليمني، يوم السبت، برحيل وحدة المارينز الأمريكية التي أعلن وصولها أخيرا البلاد، مؤكدا عدم قبوله بأي تواجد أجنبي على الأراضي اليمنية تحت أي ذريعة.

واعترض شباب الثورة في اليمن على تواجد هذه القوات، وطالبوا بسرعة رحيلها من البلاد.

 

وقال ياسر الرعيني رئيس المنسقية العليا لشباب الثورة في اليمن، إن شباب الثورة يرفضون مثل هذا التواجد الأجنبي، وأنهم سيتحركون في اتجاه المطالبة بسرعة رحيل هذه القوات الأمريكية من البلاد.

وأوضح الرعيني لوكالة انباء ((شينخوا)) ان أي تواجد أجنبي في اليمن مرفوض قطعا، وان وصول قوات من المارينز لحماية السفارة الأمريكية بصنعاء مدان وبقوة.

وأضاف " نحمل الحكومة المسئولية الكاملة عن سماحها بدخول هذه القوات، وبأي عدد كان، فالحكومة ملزمة بحماية كافة السفارات".

وتابع " إذا كانت الحكومة اليمنية عاجزة عن حماية السفارات الأجنبية فنحن شباب الثورة مستعدين لحمايتها" وأكد الرعيني ان وصول وحدات من قوات المارينز صنعاء عمل غير شرعي ولا يتوافق مع قوانين الدولة اليمنية.

وكشف رئيس منسقية الثورة، عن تحركات تقوم بها المنسقية حاليا إزاء هذا التطور في الساحة اليمنية.

وفي سياق متصل يرى قانونيون يمنيون ان هذا التطور يعد مخالفا للقوانين اليمنية ويعد تدخلا في سيادة البلاد.

وقال المحامي والناشط الحقوقي اليمني غازي السامعي، إن تواجد قوات أجنبية في البلاد، يعد انتهاكا صارخا ويتعارض مع القوانين اليمنية.

وأوضح السامعي لوكالة انباء ((شينخوا)) ان دخول قوات أمريكية إلى اليمن انتهاك صارخ للسيادة اليمنية ويتعارض مع كافة القوانين، مشيرا الي ان حماية السفرات والبعثات الدبلوماسية هي من مهام وواجبات الدولة لا أن تقوم الدول بإرسال وحدات عسكرية لحماية سفارتها.

وأضاف أن ما حدث مؤخرا من دخول لقوات المارينز الأمريكية الأراضي اليمنية يدل على أن سيادة اليمن استبيحت بتواطؤ حكومي.

بدوره يرى محلل يمني ان وصول قوات من المارينز الأمريكية صنعاء سيترتب عليها آثار سلبية.

وقال المحلل السياسي اليمني غمدان اليوسفي ان أعمال تخريب وتفجيرات قد تشهدها صنعاء خلال المرحلة القادمة تحت ذريعة محاربة القوات الأمريكية.

وأوضح اليوسفي ، لوكالة انباء ((شينخوا)) ان هناك أثارا سلبية ستترتب على تواجد وحدات من قوات المارينز المكلفة بحماية سفارة واشنطن بصنعاء، والتي تعرضت للاقتحام من قبل محتجين وقيامهم بأعمال تخريب.

وأضاف " نعلم ان التواجد هو من اجل حماية السفارة، لكن بعض الأطراف ستستغل ذلك لتحقيق مآرب سياسية ومالية ".

وتابع " يمكن أن نشهد عمليات تفجيرية بصنعاء لأن الذريعة موجودة، لكن السؤال هو أين القوات اليمنية التي دربتها الحكومة الأمريكية بأموالها".

وأشار المحلل السياسي بقوله "إذا كانت أمريكا غير قادرة بأموالها التي دربت بها القوات الخاصة اليمنية لعقود أن تحمي سفارتها فيجب أن توضح لنا موقفها من تلك القوات التي لازالت واقفة إلى صفها وصف قادتها إلى الآن".

 

هذا وكان مصدر رفيع في الحكومة اليمنية أكد أن تواجد وحدة صغيرة من قوات مشاة البحرية الأمريكية لحماية موظفي سفارة واشنطن بصنعاء، يرجع إلى عهد النظام السابق في البلاد، وان تعزيز هذه الوحدة ما لا يزيد عن 50 جنديا، يأتي في ظل التطورات الأخيرة وما تسببه دخول محتجين الخميس الماضي إلى فناء السفارة والقيام بأعمال شغب وتخريب.

وقال المصدر في وقت سابق اليوم، لوكالة أنباء ((شينخوا)) " إن تواجد قوات من المارينز تواجد مؤقت وانه بمجرد انضباط الحالة الأمنية في البلاد ستغادر تلك الوحدة فورا ".

وأوضح أن مهمتها هى التأمين الشخصي لأعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية العاملة باليمن، مشيرا إلى أن حالة الانقسام القائم في المؤسستين الأمنية والعسكرية تسببت في ضعف الفاعلية في حماية السفارة الأمريكية، ومكنت عدد من المحتجين من اقتحامها، وهو الأمر الذي استدعى تعزيز حماية موظفي السفارة.

هذا وتعيش اليمن أوضاعا أمنية هشة، وتناميا في أنشطة تنظيم القاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى