أخبار وتقارير

مخاوف من فشل التسوية باليمن

 

يمنات – متابعات

يخشى مراقبون وسياسيون في اليمن من أن تؤدي التباينات التي برزت بين الفرقاء السياسيين بشأن عدد من القضايا -أبرزها الجدل الدائر بشأن قوات المارينز والتدخل الامريكي في البلاد- إلى إفشال التسوية السياسية التي توصلت إليها القوى والأحزاب السياسية برعاية إقليمية ودولية.

ويشير محللون إلى ظهور توجه إستراتيجي لدى قوى موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وقوى داعمة له تسعى لإفشال مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر انعقاده في نوفمبر/تشرين الثاني القادم من خلال "خلط الأوراق".

استغلال قضايا
وبحسب رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث عبد السلام محمد فإن تلك القوى تحاول استغلال قضايا جانبية كزواج الصغيرات ومحاولة اغتيال أمين عام الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان، ودخول مشاة البحرية (المارينز) والطيران الأميركي، وقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي لحشد الخصوم بهدف عرقلة الحوار.

 

واعتبر في حديث للجزيرة نت مقاطعة جماعة الحوثي لجلسة الحوار -احتجاجاً على التدخل الأميركي باليمن- بأنها محاولة لكسب تأييد شعبي من خلال استغلال الظروف الراهنة كمبرر لعرقلة سير عمل اللجنة

التحضيرية للحوار.

ولفت رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث إلى أن الدول الراعية للمبادرة بدأت تتخوف من انهيار التوافق السياسي في البلد وتسعى عبر سفرائها في صنعاء إلى إنجاز مؤتمر الحوار الوطني تمهيدا للانتقال السلمي للسلطة من خلال انتخابات ديمقراطية.

وكان مسؤول حكومي يمني نفى وجود أي تدخل لواشنطن في الحوار، واعتبر أن مقاطعة الحوثيين الاثنين الماضي جاءت احتجاجا على حضور السفير الأميركي جيرالد فايرستاين إلى مقر اللجنة مع باقي سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية.

علاقة واشنطن
وقال راجح بادي -المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني- إن الأمر لا يقتصر على واشنطن وإن هناك عشر دول راعية للمبادرة الخليجية ينحصر دورها بمراقبة ما يحدث في الساحة "لضمان عدم التفاف أي طرف على بنود الاتفاقية".

وأكد بادي في حديث مع الجزيرة نت أن جميع الأطراف المشاركة في التوقيع على المبادرة في الرياض كان مطلبها أن يكون هناك رقيب خارجي ودولي يضمن أن تلتزم كافة الأطراف بهذا الاتفاق.

وعن تأثير الجدل الحاصل بشأن قوات المارينز على الحوار، أكد بادي أن هذا الوجود مؤقت لحماية السفارة الأميركية، وأن تلك القوة ستغادر حال استتباب الأمن لافتا إلى أن "الأمر ليس كما تم تصويره في وسائل إعلامية بأن هناك قوات كبيرة وأسلحة ثقيلة ومدرعات".

وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني إن قوة المارينز التي أرسلت إلى اليمن لا يتعدى قوامها خمسين فردا، تقوم بدور مؤقت ومحدود هو حماية الدبلوماسيين في إطار السفارة الأميركية، بعد أن اقتحمها محتجون غاضبون بسبب فيلم مسيء للإسلام.

تحضيرات الحوار
من جهته أكد نائب رئيس اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل سلطان العتواني أن الحوار سينعقد في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم كما هو مخطط له, بمشاركة ممثلين عن جميع التيارات السياسية والوطنية والاجتماعية في البلاد.

وقال في تصريح للجزيرة نت إن اللجنة ستقدم تقريرها بشأن التحضيرات الجارية أواخر الشهر الحالي للرئيس اليمني، وإن احتمالات التأجيل لانعقاد المؤتمر مرتبطة بعدة عوامل أهمها الاستقرار الأمني في البلاد.

ورداً على سؤال للجزيرة نت بشأن الأطراف المشاركة والرافضة، أشار إلى أنه سبق وأن تم التواصل مع جميع القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في الحوار، وأن كثيرا منها رد بالموافقة والبعض الآخر طلب مهلة كي يبدي رأيه لاحقا.

وأكد العتواني على أن اللجنة ستمضي في عقد مؤتمر الحوار في موعده المحدد وفق آلية المبادرة الخليجية ولم يستبعد استثناء أي طرف من الأطراف يرفض المشاركة في هذا الحوار في حال موافقة أغلبية القوى والأطراف السياسية في البلاد.

المصدر: الجزيرة نت 

زر الذهاب إلى الأعلى