قضية اسمها اليمن

عيد الأضحى نابض بالحياة في اليمن رغم صعوبة الظروف الاقتصادية

يمنات – متابعات

يصرّ فؤاد حسين، وهو موظف حكومي وأب لطفلين، على شراء أضحية العيد هذا العام، رغم ارتفاع الأسعار.

فبعد أن توجه حسين، 32 عاما، إلى أحد الأسواق المحلية لشراء خروف ذات المنشأ اليمني، وعاد خالي اليدين بسبب تضاعف سعره عن العام الماضي، قرر شراء الأضحية المستوردة بالتقسيط على راتبه.

وقال للشرفة "لا أستطيع أنا وأطفالي أن نتخيل أن يأتي العيد ونحن بدون أضحية".

وتشهد أسواق بيع الأضاحي هذا العام في اليمن إقبالا كبيرا مع اقتراب عيد الأضحى، مما خلق موجة ارتفاع في الأسعار حيث تترواح نسبة الزيادة من 40 إلى 70 في المائة، بحسب مركز الإعلام الاقتصادي.

وقال مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، في حديث للشرفة "إن الارتفاع الجنوني لأسعار الأضحية أو المواشي المحلية جعل الكثير من الفقراء يتجهون نحو شراء المستورد الذي عادة هو غير مرغوب مثل المحلي، لكن الناس حرصوا على الاقتداء بالسنة النبوية والتمسك بعاداتهم، خصوصا الأسر الفقيرة التي لا يدخل بيتها اللحم إلا في المناسبات أو في الأعياد".

ويتراوح سعر الأضحية المحلية بين 30 و50 ألف ريال (140 – 233 دولار أميركي)، في حين لا يتجاوز سعر أكبر أضحية مستوردة 25 ألف ريال (116 دولار)، وفق محمد الحبيشي، أحد الباعة في سوق الماشية بصنعاء.

كعك العيد مظهر يصعب تجاوزه

من جانبها، تحدثت نجيبة حداد، وكيلة وزارة الثقافة، للشرفة عن عادات عيد الأضحى وحرص ربات البيوت على إعداد كعك العيد كمظهر أساسي من مظاهر العيد لاستقبال الزوار من الأقارب والأصدقاء.

وقالت حداد "إن صناعة الكعك في البيوت تظل مظهرا متميزا رغم منافسة المصانع والمعامل على صناعته، ويظل هو المطلوب في كل مناطق اليمن".

وأضافت "الكعك يتربع على مائدة المكسرات والزبيب واللوز التي تقدم للضيوف والزائرين على مدى أيام العيد".

ولفتت حداد إلى حرص العائلات اليمنية على تبادل الزيارات كون عيد الأضحى هو "مناسبة للتسامح وإشاعة روح المحبة وتعميق ما هو موصول ووصل ما هو مقطوع بين الناس"، على حد قولها.

وقالت "الكل يسلم ويعانق الكل ويتمنى لهم أفضل الأمنيات سواء بمعرفة سابقة أو لا، وذلك يتجلى خاصة بعد أداء صلاة العيد وفي الشوارع".

الاحتفال بالعيد في صنعاء

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، الدكتور حمود العودي، للشرفة إن الاحتفال يبدأ عشية يوم العيد بإشعال الأطفال للنيران في الأرياف وإحراق إطارات السيارات في المدن، مضيفا "هذه عادة قد تضر بالبيئة ولكنها انتقلت من الأرياف حيث كان الصغار يجمعون الحطب لوضعه في أكوام وحرقها ليلة العيد".

وأضاف "من أهم مظاهر العيد بعد أداء صلاة العيد تنقل الناس إلى أماكن ذبح الأضاحي، خصوصا الأبقار، في إشارة إلى مشاركتهم في ذبيحة واحدة".

وبعدها، الكل ينصرف لزيارة الأقارب والأرحام حيث يتم توزيع "عسب العيد" [العيدية] على النساء والأطفال، كما يتم توزيع جزء من لحوم الأضاحي للأهل والجيران والفقراء، حسب العودي.

أما في فترة المقيل – أو فترة المساء – يتجمع الرجال في أماكن مضغ القات لتبادل الأحاديث والنكات.

وقال العودي "إن صنعاء في الأعياد الماضية كانت تكاد تخلو من سكانها الذين كانوا يذهبون لقضاء الأعياد في الأرياف أو في المدن الساحلية، لكن الظروف الاقتصادية والمخاوف الأمنية جعلتهم يحتفلون بالعيد في العاصمة متنقلين بين حدائقها، أو ربما إلى ريفها القريب في رحلات سريعة يعودون منها قبل حلول الظلام".

يذكر أن وزارة الداخلية اليمنية كانت قد أعلنت عن تشديد الاجراءات الأمنية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك التي تمتد من 25 تشرين الأول/أكتوبر وحتى الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. 

الشرفة- فيصل دارم

زر الذهاب إلى الأعلى