قضية اسمها اليمن

في مملكة آل سعود قتلوا سالم غدراً..

المستقلة خاص ليمنات

هددوا شقيقه بالعمال الهنود..

> عبدالجليل اليوسي

الشاب اليمني سالم عبدالله جابر، ذي الـ 25 ربيعاً،  حزم أمتعته وشد رحاله صوب حدودها باحثاً عن فرصة لتحسين حياته المعيشية حيث ضاق به الحال في بلاده وأظلمت الدنيا في عينيه بين أهله وخلانه..

حمل “سالم” عبئاً ثقيلاً من صغره، حيث وجد نفسه معيلاً لأسرته وإخوانه، بعد أن فقدوا والدهم، فلم يكن أمامه سوى حمل المسئولية على عاتقه والبحث عن حياة كريمة له ولإخوانه، حصل على “فيزا” عقد عمل في منطقة عسير السعودية، “نحالاً” للعمل في تربية النحل، غادر إلى هناك يحدوه أمل تغطيه ما تحتاجه أسرته، وجمع ما يمكنه من المال لإكمال دينه بالزواج وتكوين أسرة جديدة، مرت الشهور والسنوات، وهويواصل الليل بالنهار يرسل ما تيسر له من المال لإخوانه ويتواصل معهم..

 

غير أن القدر كان يخبئ لسالم فاجعة مؤلمة، مصيراً مظلماً في أرضي غير أرضه وبلاد غير بلاده، بلاد تدعى إقامة العدل، لكن أبناء اليمن المقيمين فيها لا يحظون منه بنصيب، طلب من سالم الذهاب إلى الجبل ليعيد “غنم” عمه السودية الذي استقدمه باعتباره “نحالاً” لكنه جعله راعياً للأغنام، كان الوقت عند غروب الشمس، وكان الظلام يغشى الآفاق شيئاً فشيئاً، ذهب سالم ليعيد قطيع الغنم، لكن القطيع عاد وسالم لم يعد، اغتيل سالم في لحظة ضج لها الزمان والمكان وتردد صداها في أرجاء الكون على وقع صيحاته واستغاثته التي سمعها كل شيء إلا سكان القرية الملاصقة للجبل، قتل سالم بطريقة وحشية حيث تهشم رأسه بالحجارة والمطارق..

 

وبعد ساعات من الانتظار خرج الرجل السعودي وعدد من أبناء القرية للبحث عنه فوجدوه مضرجاً بدماءه وقد تهشم رأسه،.. آهٍ من غربةٍ يغتال فيها الغريب وحيداً وتزهق روحه ومعها أحلامه وآماله دون أن ينفذه أحد.. مات عازباً قبل أن يتمكن من العودة للزواج وتكوين أسرةٍ كما كان يحلم ويخطط لتنفيذ حلمه..

 

لم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، قتلوه مرة أخرى عندما قيدوا الجريمة ضد مجهول، حاول أهله الحصول على جثته ومعرفة خفايا مقتله دون جدوى، وبعد سبعة أشهر من المتابعة والمعاملة لدى السفارة سمح لأخيه بالدخول إلى مملكة آل سعود، وهناك هددوه إن لم يقم بدفن جثة أخيه فسيأتون بعمال هنود لدفن الجثة.. جدد أخوالضحية إقامته عدد مرات وكل مرة يدفع ألف ريال لمدة شهر فقط.. آه كم يتفنن آل سعود بتعذيب أبناء اليمن وقهرهم..

 

أما سفارة اليمن وقنصليتها في المملكة فلا حول لها ولا قوة فهي كنظام صنعاء تابعة للمملكة الكبرى التي ابتلعت الأرض وقامت بشراء الذمم والولاءات، وجرعت البسطاء ألوان العذاب..

 

ويناشد أخوالضحية كل الأحرار والوطنيين الشرفاء مساعدته لمعرفة قاتل أخيه وتقديمه للعدالة لينال جزاءه، والانتصار لضحية دخل أرض المملكة شاباً مفعماً بالآمال والقوة والنشاط فسكن ترابها مغدوراً مظلوماً يبحث عن عدالة لا شك أنها قريبة مهما طال أحدها..

زر الذهاب إلى الأعلى