أخبار وتقارير

في محاولة لوأد القضية الجنوبية.. الإصلاح يبدأ بتفريخ كيانات وهمية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني

يمنات – خاص- أنس القباطي

يبدو أن محاولات الترغيب والترهيب لفصائل الحراك الجنوبي للدخول في مؤتمر الحوار الذي تريده القوى التقليدية المتصارعة على السلطة في صنعاء قد فشلت.

ويظهر ذلك جليا من خلال توجه شخصيات قيادية في تجمع الإصلاح في عدن إلى الإعلان عن تكتل مكون أربعين للدخول في مؤتمر الحوار الوطني.

التكتل المكون من نقابات وجمعيات ومكونات ثورية وشخصيات جنوبية، حسب تصريح القيادي في تجمع الإصلاح نبيل غانم الذي أعلن عن التكتل في تصريحات للجزيرة نت الأربعاء الماضي، يستخدم هذه المرة بضاعة مغلفة بغلاف الدولة المدنية، بعد أن فشلت تهديدات مؤتمر الحصبة القبلي في جر فصائل الحراك للمشاركة في مؤتمر حوار بدون ضمانات، سواء ضمانات بقاء الزنداني ومحسن والأحمر حكاما في العاصمة صنعاء.

غانم قال في تصريحاته للجزيرة نت: إن فكرة إنشاء هذا التكتل هي مناقشة القضية الجنوبية وتقديم رؤية لحلها خلال مؤتمر الحوار القادم، ونبه إلى أن هذا التكتل لن يكون الممثل الوحيد للجنوب، لكنه سيقدم رؤية تتضمن مقترحات لحل القضية الجنوبية وللخطوط العريضة للدولة المدنية القادمة.

وتلك المقترحات التي ساقها غانم في تصريحاته هي نفس الاسطوانة المشروخة التي دغدغ بها الإصلاح مشاعر الحالمين بالتغيير، حين ألتزم مع باقي أحزاب تكتل المشترك بوثيقة الانقاذ الوطني، التي تراجع عنها بعد وصوله إلى السلطة عقب توقيع المبادرة الخليجية، والتي كانت بمثابة سلم عبر بها تلك الفترة، وعندما وصل إلى مبتغاه أعتبرها كرتا من الكروت التي أحرقتها، على غرار طريقة صالح في التعامل مع الحلفاء.

 

ايراد عدد من الشخصيات الجنوبية ضمن تكتل الأربعين لـ"غانم" بينهم برلمانيين وقياديين في الحراك، يعلمون مسبقا انسحابهم، الهدف منه إيصال رسالة تهديد لتلك القيادات مفادها "هذه فرصتكم الأخيرة، وانسحابكم يعني إعلان الحرب ضدكم"، فيما يعد حشرها ضمن قائمة الأربعين في حال قبلت الدخول في الحوار مجرد تجميل لنقابات وجمعيات وكيانات ثورية فرخها تجمع الإصلاح، على غرار تفريخ صالح للأحزاب والصحف التي كانت تعارض نطام حكمه.

إعلان بعض الشخصيات الجنوبية الانسحاب من تكتل الأربعين يعد ضربة قاسمة لهذا التكتل الوهمي الذي يقف خلفه تجمع الإصلاح، الذي زادت شهيته لابتلاع الوطن.

وهي محاولة فاشلة مثلها مثل المجلس الانتقالي، وادعاء تمثيل الحراك في فنية الحوار بشخصيات مقربة من الإصلاح.

وفي المحصلة النهائية تبقى محاولات التفريخ مجرد محاولات لتفخيخ مؤتمر الحوار الوطني، ولعبا على عامل الزمن لتبديد ما تبقى من وقت لنهاية المرحلة الانتقالية التي تطمح القوى التقليدية في الوصول إلى نهايتها دون المرور على مؤتمر الحوار الوطني، لفرض اجندات السيطرة والاستحواذ على حساب مستقبل الوطن وثورة الشعب التي فجرها الشباب في فبرار من العام الفائت.

غد" اليوم الجمعة تعقيبا من النائب في البرلمان اليمني عن الدائرة 23 بمديرية التواهي "فؤاد محمد عبدالكريم" أكد فيه عدم صلته بقائمة الاربعين التي نشرت ليل أمس وقيل أنها لاربعون شخصية هي قوام مكون سياسي اوكل للقيادي البارز في حزب الإصلاح "نبيل غانم" تشكيله بهدف الدخول به إلى مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء في حال واصل الحراك الجنوبي رفضه المشاركة في أعمال الحوار الوطني هذا.

وفي التعقيب المرسل إلى صحيفة "عدن الغد" قال النائب البرلماني أنا فؤاد محمد عبدالكريم نائب في البرلمان اليمني عن محافظة عدن الدائرة 23 اود الإشارة بان لا لي علم بالمجلس المشكل من أربعين شخصية جنوبية وكل ما ورد ليس لي فيه لا من بعيد ولا من قريب.

وعلى صعيد متصل نفى الأمين العام للحراك الجنوبي بعدن والقيادي في جمعية المتقاعدين العسكريين "ناصر الطويل" صحة مشاركته في المكون السياسي الذي قيل انه سيشارك في مؤتمر الحوار الوطني .

وقال الطويل في تصريح خاص لـ"عدن الغد" انه لايتشرف بالمشاركة في هذا الكيان موضحا انه ملتزم بما اتفق عليه شعب الجنوب بخصوص الحوار الوطني مع الشمال مؤكدا ان الحوار يجب ان يكون بين الشمال والجنوب وبشكل ندي ومتساوي .

واكد الطويل ان على من يريدون تأسيس هذا الكيان السياسي احترام عقول الناس ولو قليلاً مضيفا ان الذهاب إلى الحوار الوطني في صنعاء يجب ان تسبقه الكثير من القرارات التي يجب على الحكومة اليمنية اتخاذها مطالبا حزب الإصلاح في المقدمة ان يسارع إلى سحب فتواه بقتل الجنوبيين قبل الذهاب إلى تشكيل كيانات سياسية وهمية لاوجود لها.

وهذا النفي هو الأحدث ضمن سلسلة وقائع نفي استهلها رئيس تحرير صحيفة "الطريق" وتلاه آخرون ويبدو أنها ستتواصل وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى افشال جهود تشكيل المكون السياسي الذي تحدث عنه القيادي البارز في حزب الإصلاح "نبيل غانم " قبل يومين .

وكان "غانم" قد قال في تصريحات صحفية الأربعاء للجزيرة نت فن قوام هذا التكتل يصل إلى أربعين مكونا بين نقابة وجمعية ومكون مدني ثوري أبدت رغبتها في الدخول فيه إضافة إلى نخبة من الشخصيات في الجنوب.

وقال للجزيرة نت إن فكرة إنشاء هذا التكتل هي مناقشة القضية الجنوبية وتقديم رؤية لحلها خلال مؤتمر الحوار القادم.

 ونبه غانم إلى أن هذا التكتل لن يكون الممثل الوحيد للجنوب، لكنه سيقدم رؤية تتضمن مقترحات لحل القضية الجنوبية وللخطوط العريضة للدولة المدنية القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى