أخبار وتقارير

مقاتلون من “حماة الثورة” في تعز يروون شهاداتهم حول كيف تم تجنيد الشباب وتسليحهم وتدريبهم؟

يمنات – الأولى

تعيش تعز وضعاً امنياً غاية في الانفلات, وتبدو المدينة التي انطلقت منها شرارة الثورة الشبابية؛ تبدو اليوم أحد المعاقل الرئيسية لصراع طرفي النظام الذي انقسم على نفسه بعيد اتساع مدى الثورة, وعاد ليتصارع هنا بكل ما يستطيعه من وسائل وعلى رأسها السلاح.

لم تغب الثورة السلمية عن تعز يوما, ولكن السلاح أيضاً دخل الخط, ومنذ اللحظة الأولى للتحول نحو السلاح ونشوء ظاهرة "حماة الثورة" نشأ جدل عريض على المستوى الوطني وداخل شباب الثورة في تعز نفسها حول جدوى هذا السلاح ومبرراته، وكان لمن يدعمون مثل هذا الخيار مبرراتهم التي استندت إلى حقيقة القمع الدموي الذي تمت مواجهة الثورة به من قبل القوات الموالية للرئيس السابق صالح.

بغض النظر الآن عن مبررات حمل السلاح أو تفضيلات على الخيار السلمي, فإن ما حدث أصبح واقعا له تأثيراته الحية اليوم، والتي يفترض أن تتم قراءتها بهدف الوصول إلى إعادة تقييم ما يمكن أن نصفها بتحولات الثورة في تعز، ومن ثم تقديم صورة واضحة عن اسباب ما تعيشه المدينة من حالة امنية مأساوية.

في هذا الملف الذي تتصدى له (الأولى) حول عملية تسليح الثورة في تعز وتجنيد الشباب كمقاتلين في إطارها, نحاول تقديم شهادات حية لمشاركين في هذه العمليات؛ شهادات قد تجيب عن أسئلة كثيرة وقد تطرح أسئلة أخرى.

بهذه اللقاءات التي تنفرد بها "الاولى"و مع مسلحين انخرطوا في ما سمي قبل أكثر من عام بـ"حماة الثورة" أو "المقاومة المسلحة" لقوات النظام السابق, نسلط الضوء على جانب مما جرى, ولسنا بصدد إدانة أحد, على اعتبار أن ملابسات أخرى, أندرج بعض الأشخاص والجماعات في مربع العنف, ولأن وظيفتنا ايضاً تقتصر على نقل جزء من المشهد مما جرى في ضوء ما نقل من أفواه من قاموا به أو شاهدوه.

مع ملاحظة اننا لأسباب تتعلق بحماية الشهود الذين أدلوا للصحيفة، بهذه الإفادات وكي لا يتعرضوا للأذى قمنا باستبدال أسمائهم برموز فقط.

 

قصة البداية

في هذا اللقاء يسرد "أحد المسلحين" الذين تعطيه "الأولى" رمز "م", قصة البداية في تجنيد المسلحين واستقطابهم إلى جبهات القتال, ومن خلال شخصيات قيادية في أحد الأحزاب السياسية, تحتفظ "الأولى" بأسمائهم أيضاً, كما ننوه إلى أن الحروف المرمزة أدناه هي البدايات الحقيقية لهذه الاسماء.

يقول الشاب(م): وقعت محرقة ساحة الحرية في 29 / 5/2011, والتحقت انا في صفوف المسلحين بعدها, وبالتحديد في يوم من ايام شهر 7, وتم اختياري عن طريق اتصال بالهاتف من أحد القياديين في التجمع اليمني للإصلاح (ن.د), وكان هذا الاختيار على أساس أنني كنت الاكثر حماساً, وبعد رصد معلومات عني من أقارب وناس قياديين من البلاد منتمين إلى حزب الإصلاح.

كيف تم التواصل المباشر: اتصل لي "ن,د" بعد صلاة العشاء في يوم خميس, وقال لي: لديك عندنا سلاح آلي وعليك أن تأتي لتسلمه من حارة المسبح. وقال لي أيضاً: ستجد زقاقاً وفيه سيارة كامري, وعندما وصلت إلى الزقاق المحدد رآني صاحب السيارة التي في الزقاق, فيما لم آراه انا في البداية من شدة الظلام الموجود, ومن بعيد أشر لي بأضواء السيارة التي كانت واقفة في ظلام الزقاق وعندما وصلت السيارة لاستلام السلاح, فتح باب الكامري وفتحت أضواء سقف السيارة بشكل أوتوماتيكي, وعرفته من كان, كان الشخص الذي ناولني السلاح هو "أ.ع.ف"، وتفاجأت أيضاً أن السلاح الذي أعطاني إياه (سلاح روسي دبشك) بدون ذخيرة, وبدون خزانة الرصاص التي تأتي عادة لاصقة في السلاح. بعد ان استلمت(الآلي) اتصلت بـ"ن.د"، وقال لي إنه سيحضر لي الرصاص, وفي اليوم التالي تم تحويلي إلى شخص آخر يسمى "ع.ع.ف", الذي أعطاني خزانتي رصاص كذخيرة لسلاحي.

 

 

المهنة

اعطوا لي مهام بنفس يوم استلام الذخيرة, وكان من نصيبي الجلوس في جبل "الجهوري"، وعندما وصلت الجبل تم ضمي على مجموعة بها 10مسلحين, وظللنا في الجبل حتى احداث مكتب التربية, وللحق لم تعط لنا أية مهام أخرى خلال فترة وجودنا في الجبل, وأكتفي قادتنا بتوجيهنا بحراسة الجبل فقط, ومنع أية تسلل أو صعود إليه من أي شخص, حتى ولو كان من المواطنين.

 

مخلاف شرعب, كمكان للتدريب

كما كنا أثناء فترة انتهاء الدوام والمقررة بـ8 ساعات, تخرج جماعة نهاراً مكونة من حوالي20 مسلحاً, إلى منطقة الرحبة في مخلاف شرعب, حيث يتم تدريبنا على كيفية ضرب الأهداف عن طريق الـ"أر بي جي" والرشاش. وكان الشخص الذي يتولي مهمة أخذ المسلحين إلى المخلاف, يدعي "ف", وعرفت أنه من المتطوعين بحرب 94, وتدرب على استخدام الأسلحة خلال تلك الفترة.

 

أحداث مكتب التربية

في هذا اللقاء يسرد لـ"الأولى" أحد المسلحين, ونعطيه الرمز "ج" القصة الكاملة حول احداث مكتب التربية, وكيف تمت, والاطراف التي تقف وراءها"

يقول "ج" عندما وقعت احداث مكتب التربية, كنت أنا وما يقارب 10 مسلحين, في إحدى الجبهات, وتم استدعاؤنا فجأة قبل أذان الفجر بلحظات, بعد معلومات عن أن شحنة أسلحة تم إدخالها إلى مكتب التربية, عن طريق (بوابير) تتبع وزارة التربية والتعليم.

وحضرت إلى الجبل أكثر من مجموعة من المسلحين, وكان لكل مجموعة مهمة موكلة إليهم, وكانت مهمة المجموعة التي أنا فيها هي اقتحام مكتب التربية والسيطرة على السلاح الذي قيل لنا إنه تم إدخاله إلى المكتب, وكانت معنا مجموعات مدربة من قبل أفراد من الفرقة الأولى مدرع, واخرى منشقة من الحرس الجمهوري والامن المركزي, وكانت في المقدمة, وهي نفسها التي استطاعت السيطرة على مكتب التربية بعد ذلك, وهناك مجموعات أخرى كان من مهامها حماية شارع جمال, وأخرى تقوم بالضرب والتمويه على نوافذ مبان مجاورة كان يعتقد ان فيها جنوداً موالين للنظام, ومن هذه المباني "بنك التسليف الزراعي", ونوافذ مكتب التربية ذاته, وهذه المجموعة عملت على التغطية لتهيئة الدخول إلى مكتب التربية.

 

كيف تم اقتحام مبنى التربية

اشتبكنا قبل صلاة الفجر, مع مسلحي النظام من الجيش ومعاونيهم, واستمرت الاشتباكات حتى الساعة الـ10 والنصف صباحاً، بعد ذلك فوجئنا بدخول عدد من الآليات العسكرية من أطراف المدينة من اتجاهات المركزي وجولة العواضي, وشارع محمد علي عثمان, والمناطق الجنوبية والشرقية, واشتدت المعارك, وتم انسحاب المجموعات المسلحة التابعة لنا والمرابطة في شارع جمال لحماية المجموعة المقتحمة.

وتمت مطاردة هذه المجموعات من قبل قوات النظام في شوارع الأجينات والمسبح والضربة, مع اول دخول لمجموعة المقتحمين إلى سور مكتب التربية, وبعد ذلك شاهدنا مدرعة "بي أم بي" قامت باقتحام حوش مكتب التربية, ودخلت الى السور, وأثناء ما كان مسلحونا يتجهزون لدخول مكتب التربية.

بعد دخول المدرعة, قام مهاجمونا بالانسحاب من داخل مكتب التربية إلى مدرسة ومسجد القرآن الملاصقة للمكتب من الجهة الشرقية, وكانت المهمة التي قامت بها المدرعة المقتحمة هي انتشال جثث المسلحين الموالين للنظام, وقد سمعنا حينها أنه كان من بين القتلى (نسب) قيران.

بعد ذلك قمنا بإعداد خطط جديدة, مع تعزيزات وصلتنا من المسلحين والسلاح, واستجمعنا صفوفنا, وقمنا بمطاردة المدرعات التي وصلت من جهة الشارع المسبح, حيث حدثت اشتباكات عنيفة، وانسحبت هذه المدرعات, وعلى إثرها انسحبت آليات اخرى من قوت النظام قدمت إلى شارع جمال.

عند حوالي الساعة الـ12 ظهراً, تقدمنا إلى امام مكتب البريد، بالقرب من بوابة المكتب، وكان المكتب مغلقاً من الداخل, وبعد لحظات انفتح الباب من الداخل, وراينا سيارة بي إم تمرق بسرعة جنوبية خارجة من سور المكتب وتوقعنا انه لم تعد توجد اية عربات أخرى.

بعد ذلك قمنا بضرب سور المكتب بقنابل يدوية، وفجأة خرجت سيارة بي ,إم أخرى, إلى المكتب, وعبرنا جميع (طواريد) المكتب! لكي نبحث عن السلاح الذي اخبرنا بوجوده, ولم نجد أي شيء ووجدنا اثار دماء, وتوقعنا حينها أن السلاح أخرجوه معهم في السيارتين.

ومن وقتها, سيطرنا على مكتب التربية بالكامل, بما في ذلك بنك "التسليف الزراعي", وصعدنا إلى سقف البنك المجاور لمكتب التربية.

 

اقتحام بنك التسليف ومن قام بمصادرة محتوياته

دخلنا بنك التسليف, وقام الجيش المنضم للثورة الذي حمل على عائقه أن يكون في المقدمة, بنهب أجهزة كمبيوتر, كما كانت هناك خزانات، وفجأة عاد القصف للمكان من قبل قوات النظام المرابطة بقلعة القاهرة, حيث أمطر المكان بقذائف" مضاد الطيران", وقعت بعضها على سقف البنك.

وعند حوالي الساعة الـ2 والنصف ظهراً، جاءت مجموعة مسلحة من الذين ينتمون للثورة، على ظهر سيارتين هايلوكس, وقالوا إن عندهم أوامر بتحميل الخزانات الموجودة داخل البنك, وعندما سألناهم ممن اتت الأوامر, قالوا لنا من الشيخ "د.هـ" وهذا الأخير عضو سابق في مجلس النواب, ومن مشائخ شرعب, وكانت لي معرفة سابقة بأحد السائقين, ويسمى "م", ولذا سلمناهم الخزانات.

ويومها تمت السيطرة على كل شارع جمال, وجميع مداخله.

 

من قتلى ذلك اليوم:

سقط في ذلك اليوم "ع.ع" (من المسلحين), وكان لديه سيارة, وقتل أثناء محاولته إمداد المسلحين بالذخيرة, حيث تم قنصه وهو في سيارته من قبل مسلحين موالين لـ"النظام", والآخر "ز", وهذا قتل لحظة مفاوضاته لمسلحي النظام الموجودين داخل التربية بالخروج منها، باستخدام مكبر صوت, وكان من ضمن الأشياء التي قالها: "استسلموا أنتم إخواننا ونحن أخوة لكم", ورد عليه أحدهم في الداخل: "سنستسلم". واثناء تقدمه إلى باب المكتب تم امطاره بطلقات سلاح معدل 7/12, ومن ثم اشتعلت المعركة.

 

معركة الحصب

في هذا اللقاء, يسرد لـ"الأولى" المسلح "ر"، تفاصيل معركة الحصب, وكيف تمت السيطرة على الشارع الذي شهد معارك ضاربة, فإلى التفاصيل:

كانت معركة الحصب, وكنت حينها من ضمن المجموعة المسلحة المسيطرة على منطقة المركزي, كنا نحمي المسافة الواقعة بين مدخل سوق الصيد إلى أمام مطعم الرباش, وكانت مهمتنا منع دخول آليات عسكرية او بلاطجة يتبعون النظام, ومراقبة ذلك.

بعد ذلك انضممت بشكل طوعي إلى المسلحين الموجودين في منطقة الحصب, بعد أن وصلتنا معلومات بأن القصف كان عنيفاً على الحصب, ومن كل الاتجاهات, وكل هذا وقع بعد عيد الأضحى مباشرة.

كانت مهمتنا بالحصب هي مهاجمة القوات المتواجدة في مدخل مدينة النور ومبنى البحث الجنائي, وحوش المرور ومقر المؤتمر, ومكتب البريد, وكانت من ضمن مبررات هجومنا انه لا يحق للجيش اقتحام المباني الخدمية وترويع المناطق السكنية" الحارات.

وأثناء الاشتباكات تم التعزيز بقوات عسكرية من اتجاه الدائري وخط الجامعة وخط بير باشا وخط مدينة النور, وكل هذه القوات تتبع اللواء 33 مدرع ضبعان", والحرس الجمهوري(مراد العوبلي) وأثناء اشتداد المعارك, تمت محاصرتنا من جميع الاتجاهات عصراً وذلك بسبب الامن السياسي كانت توجد في محيطه مجموعة من الرشاشات بالإضافة إلى مضاد الطيران المتواجد في قلعة القاهرة وأيضاً مراكز تواجدنا مكشوفة, ولهذا اضطررنا الى الانسحاب عن طريق الأزقة, واتت تعزيزات اخرى للمسلحين من شارع جمال وذلك بسبب تقدم القوات العسكرية إلى جولة الحصب.

 في اليوم الثاني قام أحد الثوار بضرب أحدى الدبابات التابعة للحرس الجمهوري, مما أدى إلى اشتعال النيران فيها وأحرقها تماماً, وبعد ذلك انسحبت القوات العسكرية من هناك, وكانت قبلها قوات ضبعان قامت بقصف حي الحصب من داخل مدينة النور ,مما أدى ذلك إلى اشتعال النيران في مركز البركة للسيارات وتضرر محكمة غرب تعز من القذائف.

قبل أحداث الحصب ,كانت لدينا مجموعات تقوم بالحراسة من مدخل مدينة النور الى شارع جمال وبعد ذلك جاءت قوات تابعة للواء 33 واشتبكت مع المسلحين المناصرين للثورة مما أدى إلى تراجع المسلحين, وذلك بسبب عنصر المباغتة, وتم التعزيز بمسلحين آخرين بعد أن كان المسلحون انسحبوا الى شارع جمال , وبعد ذلك تم الترتيب لمهاجمة تلك القوات, وقد أسفرت هذه المهاجمات عن اعطاب مدرعة عسكرية للواء ذاته, وقتل "أ" وهو أخ لأحد الشخصيات المشهورة إعلامياً, في هذه المعارك.

 

مخطط لاقتحام اللواء 33

في هذا اللقاء يروى المسلح "د", كيف أنه , وقبل أحداث الحصب بأيام, وكان هناك مخطط لاقتحام اللواء 33, وتم تخطيط لهذا الفعل بسبب تسرب معلومات ان هذا اللواء ينوي اقتحام مدينة تعز, بالكامل, وكانت هذه المصادر تأتي من داخل اللواء عن طريق عناصر موجودة داخله ومناصرة للثورة.

تم التخطيط مع تلك العناصر الموجودة داخل المعسكر، وكان من ضمن المخططين قادة عسكريون ذوي رتب عالية داخل اللواء, وكانوا يصدرون الأوامر للجنود بالتحرك إلى ما اوكل إليهم من الحملات العسكرية والمهمات.

 

إحدى هذه المهام

في أحد الأيام خرجت حملة عسكرية لحماية مدخل الضباب حيث تم التنسيق مع الجنود اصحاب المهمة بأنه سيتم مهاجمتكم من قبل مسلحين منضمين للثورة, وقاموا بتسليم جميع المعدات, وهذا سيساعد على مد مسلحي الثورة بأسلحة ثقيلة من ضمنها مدرعات ودبابة لاقتحام اللواء.

بعد ذلك كان المسلحون المنضمون للثورة متواجدين أمام مستشفى الكرامة بخط بير باشا, ويتهيئوا لمهاجمة الحملة العسكرية الوهمية لأخذ أسلحتها واثناء ذلك تم تسريب معلومات الخطة الى اللواء ضبعان، ان مسلحين متواجدين بمنطقة بير باشا بأكملها فقام بإرسال آليات عسكرية بجميع عتادها واخرجت حملة عسكرية جديدة لمهاجمة مسلحي الثورة من جميع الاتجاهات "شارع30 وخط المطار"،  وتعزيزات أخرى عسكرية جاءت من منطقة وادي الدحي عن طريق دائري الجامعة وبعد ذلك تم الاشتباك بشكل عني، ما اضطرنا إلى الانسحاب الى منطقة الحصب كان من ضمن الأسلحة المتواجدة معنا في تلك المعركة طقمان محملان بمدفع بي1 ولكن الهجمة العسكرية الجديدة أفشلت علينا خطة الاستيلاء على اسلحة الجنود في الضباب لأن المسلحين لن يستطيعوا الوصال إلى منطقة الضباب.

 

من قتلى الحملة

استشهد ذلك اليوم القائم بضرب مدفع بي10, وهو فوق الطقم اثناء الانسحاب؛ امام تشليح الناشري , وتم قنصه من عمارة "ع.ح" وهو أحد الضباط المتقاعدين والموالين للنظام وبعدها وقعت أحداث الحصب، وصراع المجموعات المسلحة والتحول الى السطو.

 

يذكر أحد الشهود في هذا اللقاء, انه وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية بايام, تم اختطاف سيارة حبة جيب موديل جديد, وتحمل لوحة أرقام خصوصية, وهي بالأصل تابعة لأحد ضباط الحرس الجمهوري, حيث تم ترقب السيارة من منطقة الحوبان, ثم حوض الاشراف, وتوقف سائقها أمام مطعم حضرموت مقابل مطعم الرباش لتناول وجبة الغذاء. ثم تم الاستيلاء على السيارة من قبل مجموعة من الثوار يقودهم "س.ج" وهو محسوب على جناح أحد المشائخ النافذين ويقال أنه مقرب من البرلماني سلطان السامعي، ويومها عرفت قيادة الإصلاح باحتجاز السيارة، فقامت بالاتصال بالمسلحين التابعين لها, والذين يسيطرون على منطقة المركزي, وتم توبيخهم, وقيل لهم "كيف تم أخذ سيارة من أمام أعينكم من قبل مجموعات مسلحة أخرى، وتذرعوا بأن السيارة" تابعة لاحد المواطنين.

بحث مسلحو الإصلاح عن "س.ج" وأمسكوا به عند مدخل منطقة التحرير مع مجموعة من مسلحيه وقد تجاوب مع المجموعة المسلحة التابعة للإصلاح وقال لهم حينها إن السيارة تتبع بلاطجة النظام, حيث يقومون بضرب الرصاص في منطقة الحوض, المكان الذي يسكن فيه "س.ج".

قال "س.ج" لمسلحي "الإصلاح" حينها إذا كانت هذه السيارة تتبع أحد المواطنين, فليأت بأوراقها, وأنا سأعيدها, وعندما تواصلت أطراف من المسلحين مع صاحب السيارة, أتى بأوراق مزورة، إضافة إلى ذلك أن الرقم الموجود على السيارة رقم قديم, مما يعني أنه رقم سيارة أخرى, ووضعه على سيارته من أجل التمويه.

تذرع صاحب السيارة وقتها أنه غلط في الاوراق, وأن معه اوراقاً أخرى سياتي به, وبعد ذلك اتى بأوراق أخرى, واكتشف المسلحون أن الأوراق الجديدة لسيارة أخرى, بسبب أن البيانات الموجودة في البيان الجمركي ليست مطابقة للأرقام الموجودة فوق مكينة السيارة وقعادتها, فذهب ولم يعد.

وبعد قرابة 3 أيام مر "س.ج" بالسيارة امام مقر الإصلاح بشارع جمال, فقاموا بالتقطع له, من قبل مجموعة مسلحة تابعة للمدعو "ع. ع. ف", وقاموا بإشهار السلاح عليه, وأثناء ذلك حدثت مشادات كلامية, ووصل الأمر لقيام المجموعات المعترضة لـ"س. ج" بإطلاق الرصاص في الأرض, مما أجبره على إخراج سلاحه, وأطلق النار وأصاب "ع. ع. ف", في ساقه, ونقل على أثر ذلك إلى المستشفى.

كما تم احتجاز "س. ج" لدى تنظيم مسلح في الإصلاح, وتم نقله إلى منطقة المسبح, حيث تم اسعاف "ع. ع. ف" أولاً إلى مستشفى الروضة, ومن ثم تحويله إلى مستشفى الدقاف, حيث تلقى العناية التي لم يتلقها أحد من مصابي الثورة.

وبعد ذلك قرروا نقله, وتم إصدار جواز سفر له على أساس أنه سيسافر إلى الخارج, وتمت إجراءات سفره بطريقة سرية من مطار عدن, وقالوا إنه سيسافر إلى الأردن, إلا أنه اتضح انه سفر إلى القاهرة, وتم اعتماد 20.000  دولار بدل سفر ,ناهيك عن نثريات اخرى، وقد اتى من القاهرة إلى تعز قبل فترة قصيرة.

وبالنسبة ل"س.ج", فقد تم تحويله إلى منطقة المخلاف. وكان الرجل كثير الظهور في الشوارع, إلا أنه في الفترة الأخرة لا يوجد له أي أثر ولا يعلم أحد مكانه إلى الأن هل خرج أم لم يخرج؟

 

حوادث أخرى متفرقة

بعد المبادرة ايضاً نهب المسلحون سيارة أحدى الاداريين ببنك التضامن, وتم أخذ سيارته هونداي, وأتضح أن هؤلاء المسلحين يتبعون تجمع "الإصلاح", رغم هذا الموظف من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح وأخرجها بفدية 300 ألف ريال بعد وساطة من أحد أبرز قادة المسلحين الإصلاح في تعز.

 

المهمش البلطجي

في نفس الفترة أيضاً, تم أخذ "باص" حافة ركاب هيس تابعة لأحدى المهمشين, في منطقة البعرارة, وقالت المعلومات أن هذا المهمش كان يعمل في أحدى الدول المجاورة وقام بتجميع مبلغ لشراء الحافلة.

قام المسلحين بتسليم الحافلة لأحدى المشائخ وبعد البحث عنها من قبل صاحبها وجدها عند ذلك الشيخ الذي قال عليك أن تدفع لهم مقابل أن حموا تلك الحافلة 400 ألف ريال ودفعها وأسترد حافلته.

وبعدها بأيام فوجئ باختطاف الحافلة مرة أخرى لتسليمها لنفس الشيخ, الذي تم أيهامه أن المهمش بلطجي ومن مناصري النظام وطلبوا منه 300 الف ريال، وقال المهمش أنه باع ذهباً لزوجته لاسترداد الحافلة.

 

أربعاء ما قبل رمضان المنصرم

قام أحد قادة الجماعات المسلحة التابعة للإصلاح ,ويدعى" ع. ق", بدهس فتاة تبيع كاستات, وتم احتجازه من قبل الجهات الامنية المختصة, حيث قام أتباعه المسلحون بقطع شارع جمال، وتم إفراغ إطارات حافلة تابعة لإحدى شركات هائل سعيد أنعم وأنزال العمال منها, بالإضافة إلى سيارة تتبع شرطة النجدة؛ وتم إّفراغ إطارتها بالرصاص, بالإضافة الى سيارة تتبع أحد المواطنين قاموا بضرب اطارتها الأمامية وأحداث ضرر في خزان الماء مما أضطر السلطات الإفراج عنه عند الساعة الـ8,30 مساء نفس اليوم.

 

تبرعات الفرقة

بحسب المعلومات فأن الفرقة الاولى مدرع اهدت المسلحين اربعين سيارة هيلوكس, بالإضافة إلى سيارات شبح بي. وكان الغرض هو تهيئة سيارات الهيلوكس لتصبح سيارات مسلحة ينصب عليها رشاش.

 

مناطق تجمع مسلحين

منطقة الضبوعة بيوت مستأجرة منطقة التحرير (فندق الريان), منطقة الحصب (شقق).

زر الذهاب إلى الأعلى