أخبار وتقارير

الثأرات في ” المضاربة” من وجهة نظر شخصيات اجتماعية

يمنات – الشارع – محي الدين السروري

"الصبيحة" احدى ابرز واشهر المناطق القبلية في جنوب اليمن . منذ عقود وهذه المنطقة تكتوي بنار ولهيب الثأر الذي انهك جسدها واهلك الحرث والنسل فيها.

الثارات التي اودت بحياة مئات الضحايا والاف الجرحى من ابنائها، استقبلتها "الصبيحة" طوعا او كرها وسط تخاذل اعيانها ومسؤولي البلد عن مداواة جرح المنطقة.

وقد تحدث لـ"الشارع" عدد من الشخصيات الاجتماعية والمثقفين عن اسباب تفشي هذه الحالة وبداياتها حيث يقول الشيخ عبود الصبيحي ان البدايات الأولى لظهور هذه الظاهرة كانت في ستينيات القرن الماضي في بدايتها لا سيما في المناطق الجبلية من " المضاربة" و"راس العارة" كانت اعتداءات يحتويها اعيان وشخصيات المنطقة؛ اذا لم تكن يومها قد وصلت الى حد القتل لكن تمثل حادثة "الكعللة " و"الأغبرة" في مطلع السبعينيات، عندما القيت قنبلة في احد اعراس قبيلة "الأغبرة" واودت بحياة عدد من الضحايا من القبيلة ومن ضيوف العرس من خارج المنطقة، نقطة الانطلاق لنار ولظى الحرب بين القبيلتين التي ما تزال تدور رحاها حتى اليوم مخلفة 20 قتيلا و50 جريحا في عام 2005 بعد هدوء استمر لأكثر من عقدين من الزمن.

من جانبه يرى الشخصية الاجتماعية احمد سيف ان الثارات في الصبيحة مثلها مثل المناطق الأخرى يعد الجهل، الذي يكاد يغلب على معظم المناطق القبلية السبب الرئيس في تفشيها ؛ ولكن لا يجب تصويرها بمثابة ادمان لأبناء الصبيحة ، فانت لو القيت الان نظرة عابرة على المنطقة لا تجد هذه الآفة نشطة الا في قلة قليلة من القبائل، وكثير من قبائل الصبيحة اخذت عهودا لإيقاف مسلسل الثارات التي اضرت بمصلحة المنطقة وسمعتها.

بينما يعتقد ياسين سعيد احمد ان غياب الدولة كان عامل تشجيع كبير لتفشي هذه الظاهرة التي شجع على تغلغلها في المنطقة غياب تطبيق القانون على المتسبب في الجريمة ، ولهذا عندما غابت سلطة الدولة حلت محلها سلطة القبيلة ، كما ان عدم احتواء المشاكل لحظة حدوثها قلل من فرص حل كثير من المعضلات التي يواجهها المجتمع في المنطقة .

وعلى النقيض يرى ياسين ان قوة القانون وعدم التساهل في تطبيقه على الجميع كائنا من كان يحتاج الى سلطة للدولة قوية.

وعن وضع حلول لهذه المشكلة المؤرقة يعتقد الشيخ عبود الصبيحي ان ايجاد صلح عام بين القبائل في الصبيحة وتحت اشراف ورعاية الدولة ورجال القبائل والخيرين في اليمن واخذ العهود والمواثيق ربما يكون كفيلا بإيجاد علاج لهذا الداء الوجع.

بينما يرى الشخصية الاجتماعية احمد سيف ان نشر التعليم في تلك المناطق التي يغلب عليها الطابع القبلي والجهل ، ربما يكون الكفيل بالتخفيف من اثار واضرار هذه الآفة؛ كون المناطق تعاني من انعدام التعليم . كما لا ننسي دور الخطباء والوعاض في توجيه الناس في تلك المناطق حول الآثار ومخاطرة على السلم العام وهذا سيكون العامل الابرز في المساعدة في حل المشكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى