أخبار وتقارير

بن عمر يخفق في اقناع صالح اعتزال العمل السياسي ومغادرة اليمن

يمنات – الخليج

أخفق مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية في اليمن، والمتمثلة باعتزال الرئيس السابق علي عبدالله صالح العمل السياسي، بعد معلومات تشير إلى رغبته في المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، المقرر انطلاقه في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وشدد المبعوث الأممي على أن العملية الانتقالية في اليمن لا تزال هشّة وتواجه مخاطر كبيرة، وأشار إلى أنها مهدّدة من الذين لم يدركوا بعد أن التغيير يجب أن يحدث الآن .

 وأكدت مصادر سياسية يمنية مطلعة أن صالح رفض مقترحات ابن عمر التي تقدم بها في لقاء جمعهما الاثنين أول أمس الجمعة، في منزل صالح لإثناء الرئيس السابق عن الوقوف أمام المساعي السياسية الهادفة إلى انطلاق مؤتمر الحوار من دون عراقيل وإلا تعرض أي شخص، بمن فيهم صالح نفسه، إلى عقوبات من قبل الأمم المتحدة .

وهو ما عبر عنه بوضوح الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته الأخيرة إلى اليمن الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن موقف صالح الأخير بمثابة “الحجر الأخير” الذي يواجه مؤتمر الحوار الوطني، إضافة إلى القضية الجنوبية .

 

وأكدت مصادر موثوقة لـ “الخليج” أن الرئيس السابق طالب ابن عمر في لقائهما، وهو لقاء الفرصة الأخيرة بين الرجلين قبل جلسة مجلس الأمن الدولي بعد ثلاثة أيام، بـ“الوقوف على مسافة واحدة من الأطراف كافة”، وأنه وجه إليه اتهامات مبطنة بالإخلال بهذا المبدأ الذي يمثل مرتكزاً لمهمته الدبلوماسية كوسيط دولي لتسوية الأزمة اليمنية . وأشارت المصادر إلى أن صالح انتقد بشدة أداء ابن عمر وتجاهله للتنازلات التي قدمها لإحلال التسوية السياسية للأزمة اليمنية من خلال تنحيه الطوعي عن السلطة، ما أسهم في تجنيب اليمن الانزلاق إلى منحدر الحرب الأهلية .

ونفت المصادر ما تردد عن مغادرة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون اليمنية منزل الرئيس صالح وهو في حالة غضب من مواقف صالح، منوهة بأن ابن عمر غادر المنزل بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة للقائه بالرئيس السابق، وأنه أبدى تقديره الشخصي للدور الذي أسهم به صالح في الدفع بالأوضاع في اليمن صوب التهدئة وتجنب خيار المواجهة المسلحة .

 

ولفتت المصادر إلى أن الرئيس السابق جدد رفضه مغادرة اليمن بشكل مؤقت، وأكد لمستشار الأمين العام للأمم المتحدة أنه تمسك بالبقاء في البلاد ومواصلة حياته السياسية كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام، وهو ما أثار بحسب المصادر استياء ابن عمر .

وقالت المصادر إن ابن عمر أكد التزامه بالوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة كافة في البلاد، وإنه حريص على إنجاح التسوية السياسية القائمة في اليمن.

 

وعقد ابن عمر لقاءات مكثفة في الأيام القليلة الماضية مع مختلف الأطراف السياسية والعسكرية والقبلية في البلاد، للوقوف على مواقف كل هذه الأطراف من التسوية السياسية، والقرارات التي من المقرر أن يصدرها قريباً الرئيس عبدربه منصور هادي، قبل مغادرته صنعاء لتقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي، الذي يعقد جلسة له بخصوص اليمن في الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري .

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن قد قال مساء أول أمس الجمعة في بيان بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية، “إن العملية الانتقالية في اليمن تمر اليوم في مرحلة دقيقة مع مشارفة التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني على نهايتها” . وأضاف أن “هذه العملية تظل هشة، وتحدق فيها مخاطر كبيرة، فهي لا تزال مهددة من الذين لم يدركوا بعد أن التغيير يجب أن يحدث الآن” . وجدّد التزامه بالعمل مع جميع الأفرقاء السياسيين والمجتمع الدولي لضمان إطلاق مؤتمر الحوار الوطني بسرعة، واستمرار العملية الانتقالية بنجاح .

ودعا المبعوث الدولي القيادات السياسية كافة واللجنة الفنية المسؤولة عن التحضيرات للحوار، إلى “حل القضايا المهمة العالقة، باعتبار ذلك ضرورة ملحة جداً لإطلاق مؤتمر الحوار، وإعطاء جميع المكونات الفرصة لمناقشة القضايا المهمة التي تواجه البلاد” .

وقال ابن عمر “لن يكون المضي قدماً أقل صعوبة، لكني واثق من نجاح جهودنا المشتركة لدعم الشعب اليمني المتطلع إلى مستقبل أفضل، وذلك عبر مواصلة صوغ الدستور وإجراء استفتاء وانتخابات أوائل عام ،2014 للمضي نحو يمن جديد يتمتع بسلام مستدام وازدهار” . وأضاف “لقد تحقق تقدم ملحوظ خلال العام الماضي . . ففي فبراير/شباط ،2011 غصّت ساحات البلاد بقطاعات واسعة من الشباب المطالب بالتغيير، وتلا ذلك نزاع وانعدام للأمن كادا يضعان اليمن على شفير حرب أهلية شاملة” .

 

واستدرك المبعوث الأممي قائلاً “لكن بعدما بذلت جميع الأطراف المعنية جهوداً كبيرة، تم التوصّل إلى اتفاق شامل للانتقال السياسي ينص على اتباع نهج للإصلاحات الجذرية في ممارسة الحكم، وتصحيح أخطاء الماضي” . وأكد الاعتراف “بدور الشباب واتباع طريق واضح يضمن مشاركته في العملية الانتقالية وتحقيق تطلعاته المشروعة، وإعطاء فرصة للشعب اليمني من أجل استعادة سيادته وإقامة نظام دستوري جديد، مع ضمان التمثيل الكامل للمرأة في هذه العملية برمّتها” .

وأشار ابن عمر إلى أن “الحوار الوطني ملك لليمنيين وبقيادة يمنية، وسيكون مهماً لتأمين مستقبل اليمن الديمقراطي وتحديد هويته المستقبلية، لكن نجاحه يتطلب خطوات جريئة لطمأنة جميع اليمنيين بتحقيق تطلعاتهم وآمالهم” .

زر الذهاب إلى الأعلى