فضاء حر

أملات في عقول مسطحة

يمنات

لاحظت, كما يلاحظ الكثيرون, انه عندما تكتب الفتيات او النساء,, منشورات فيها رأي ما او موقف نقدي لظاهرة او سلوك سياسي, فإن بعض تعليقات المعارضين المأزومين للأسف لا تأتي لدحض الرأي او ترد على الفكرة او الموقف, وانما في اغلب الاحيان تدور التعليقات لهؤلاء حول امرين بشكل حصري ولافت, وهي إما تعليقات هستيرية بذيئة لا تخلوا من ايماءات جنسية ومفردات خليعة مع استعراض لفحولة متخيلة وكأنهم في حملات منافسات انتخابية للأكثر فحولة وبجدارة في عضوية مجالس الفحول النيابية, او احياناً تأتي التعليقات مخاطبة صاحبة المنشور بمفردات مثل: ياجدة, يا عجوز, يا حجة, وكأن العمر مانع من موانع التفكير والتعبير عنه, بل اجد في هذه التعليقات بالذات ايضاً إحالة لا واعية لربط العمر بالقدرات الجنسية, كمتقاعدات جنسياً وبالتالي تقاعدهن لابد ان يكون ذهنيا وفكرياً ولا بد ان يتوارين من المشهد العام.

 

التساؤل هو لماذا هذا الحضور الجنسي الطاغي في ذهنية المعلقين عندما لا يجدون وسيلة محترمة في مقارعة الحجة بالحجة ؟

هل هي حالات عِنّة ذهنية ثقافية معطلة لقدراتهم على التعاطي مع الفكرة فيلجأون لا شعورياً للاسفاف الذي لا ينم الا عن سقوط اخلاقي مريع وخواء ثقافي صاعق ؟

 

هناك تفسير أجدني أميل اليه وهو ان الحضور السياسي للنساء مهدداً لذوي العقول المسطحة والمجوفة تحديداً بما يشعرهم بالخطر القادم باعتبار ان الشأن العام تاريخيا كان ولا يزال مجالاً حصرياً للذكور, وأن حضور الاناث الواعي والملتزم يفضح تسطحهم اليوم.

هي إذن علاقة القوة التي تحضر بقوة بين الجنسين وخاصة عندما يكون الذكر اقل علماً ودراية وثقافة او انتباه والمام بالشأن العام، لذلك تكون ردود افعالهم مثيرة للشفقة حتى من اقرانهم الذكور, وبطريقة لاشعورية تراهم يستنجدون باستخدام المفردات ذات الهاجس والهوس الجنسي الحيواني كونها من وجهة نظرهم الوسيلة الأمثل لتصميت اصوات النساء اعتماداً على ان خجل الأنقى سيدفع بهن خلف الستار.

ولهؤلاء المفلسين فكرياً واخلاقياً والمشوهين ذهنياً نقول لهم أن النساء قادمات بقوة شئتم ام ابيتم, وبأنهم صرن على وعي بما انتم عليه وباستراتيجيات الازاحة العقيمة, لن تفلحوا, ولن ترهبوهن ولن يتوارين، بل بحضورهن المميز و الدائم في الفضاء العام سيساعدنكم على التعافي وتصبحوا كائنات وديعة وخلوقة بل مسؤولة ومحترمة.

وتحية من القلب خاصة لذوي العقول الجميلة والنفوس السليمة.

من حائط الكاتبة على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى