غير مصنف

صفاء.. دفنت أحلام فنانة مشهورة في العراق وأحترفت الرقص في عدن

المستقلة خاص ليمنات

لم تكن تدرك شيئاً عن السياسة ولم تعرف أن الأحوال تتغير فجأة فتحول النعيم إلى جحيم والأماني والأحلام إلى كوابيس.. كانت تتلمس خطواتها الأولى في الحياة وكانت تسمع بعبارات الاطراء والتغني بجمالها بل أنها كانت تسمع من يتوقع له مستقبل كبير أقلها أن تكون نجمة ذائعة الصيت على الشاشة الفضية لكن الفتاة التي كان لا يتجاوز عمرها انذاك الثامنة من عمرها كانت تلاعب المستقبل بطريقتها حيث كانت تقوم بتقليد الفنانات صوتاً وحركة وبدأ من عند أم كلثوم وفيروز وميادة وسميرة توفيق وغيرهن كثير.. كان والدها يريدها أن تصبح طبيبة أما أمها فكانت تحلم أن تراها معلمة ودكتورة في الجامعة..

 

> كتب: مفيد الورافي


صفاء فتاة عراقية اعتلت في  طفولتها مسارح المدرسة وقلدت كثير من الفنانات وصفق لها زملائها ومدرسيها طرباً بصوتها العذب وبينما هي تصفف ربيع عمرها كان هناك مشروع دولي يجري العمل على تنفيذه دون النظر إلى صفاء ولا إلى 25 مليون من أمثالها من أبناء العراق الذين لهم طموحات تقترب أو تبتعد من أماني وآمال صفاء.

ففي ذات مساء من عام 90 حلقت الطائرات الامريكية  في سماء العراق وغطت أجواء بغداد وزلزلت الأرض والإنسان معاً وتوارت أحلام صفاء وكل أحلام جيلها والأجيال العراقية كافة وصار الحلم بالحياة إلى يوم غد والحصول على كسرة الخبز من أغلى أماني العراقيين.

لتأتي الأيام بالأسوأ وساءت ظروف العراقيين أكثر وأكثر حتى وصلوا إلى عام 2003 وهو العام الذي شهد أكبر مأساتين في حياة صفاء الأول وفاة والدها والثاني تعرضها للاختطاف من قبل جماعة عبر قصة غريبة بدأت حين قامت والدتها بإرسالها إلى دار للرعاية لأنها لم تستطع التكفل بها في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.

 

صفاء الفتاة التي تتميز بجمال يزاحم جمال القمر كانت قد نضجت جسدياً من جميع النواحي وظنت أمها أنها سوف تصونها في ذلك الدار حتى يأتي الفرج لكن الواقع كان شيئاً آخر.. في البداية شعرت الفتاة البالغة أنها في مكان آمن وبدأت بتعلم بعض الحرف على يد المشرفات.. وخصوصاً من احداهن التي بذلت جهداً كبير للتقرب منها حتى شعرت أنها أمها وليست مشرفتها وتوطدت العلاقة بينهما اقنعت المشرفة فتاتها بأنها سوف تبحث لها عن عمل وسوف تتكفل هي برعايتها إلى حين تجد ذلك العمل وستخرجها من ذلك الدار إلى منزلها ودبرت لها خطة التظاهر بأنها مريضة وعند اسعافها إلى المستشفى تهرب إلى مكان ما اتفقت الاثنتان عليه وفعلاً نفذت صفاء الخطة وفي منزل مشرفتها اكتشفت أنها وقعت في فخ كبير وتحولت المشرفة إلى ذئب وسلمتها لرجل قال لها أنه اشتراها وهرب بها مع ثلاث فتيات إلى الأردن ومنها إلى اليمن وفي اليمن تم تسليمها لشخص آخر عاملها كما قالت معاملة طيبة وطلب منها العمل في الرقص في الفندق وبأجر مناسب عن كل حفلة أو ليلة تؤديها في الفنادق أو الملاهي وبعد فترة أختفى ذلك الرجل ولا تعلم أين ذهب وحسب اعتقادها أنه ربما تم اعتقاله أو قتل ومنذ ثلاث سنوات أصبحت حرة وتزاول نفس العمل ولكن برغبتها وبإتفاق مسبق معها، وقد أصبحت مشهورة في عدن ولا تستطيع الوفاء بطلبات السهرات وخصوصاً في المناسبات وهي الآن لا ترغب بمغادرة اليمن وقد انقطعت كل وسائل الاتصال بأسرتها في العراق ولا تعلم ما هو مصيرهم.. وعن مهنة الرقص قالت أنها سعيدة فيها لأنها قريبة من مهنة الفن التي كانت تحلم بها.

زر الذهاب إلى الأعلى