أدب وفن

بك سوف أنتصر ….! جلال غانم

 

يمنات – صنعاء
نواقيس الخوف والقلق عندما تنتحل ثوبك بل وتلتصق بجسدك وتمنحك برد وهاجس سلبي تشعر أنك في دوامة لا نهائية , تريد أن تُمزق كل تاريخك في لحظة غضب , تخزق الصور التي لم تمنحك سوى حزن مُستبد .
الشراع مازال يُجدف على أطراف العُمر , البُحيرة مازالت تركُض على حواف الذاكرة , ربما هو الوقت ليس لك 
أو لأنك تعيش على نقيض الحياة لان هُنالك من لم يستوعبك أو لأنك لم تستوعب الكُل , ترى كُل يوم ذاكرة مدينة تتساقط على مُجريات زحمة يومية , تمنحك شمس حارقة , خوف وقلق مُزمن .
معطفك ما زال مُبلل كما هو وأنت مازلت تستحضر أمامك كُل الوجوه ’ كُل الروايات ’ كُل الكتابات التي خلدت عُظماء , تلتفت ورائك ولا ترى سوى طفل مُعدم يجر ورائه عربة أكبر من حجمه , أحيانا كُل التفاصيل تُستهلك في موقف أو في لحظة بُكاء وأحيانا تدرك قوة الحياة وقوة الحنين والحُلم بينهما يعبُر في تحدي أمام لُغة الفقر من أجل الحياة .
لم ترتدي سوى فجيعتك , لم ترى من حولك سوى رماد يجلُد عامل الوقت بقوة , تتذكر حينها تفاصيلك الأولى , تمسك عن عينك دمعة تقطر ألما , تفاصيل قرية , مُعاناة تبدءا في الجبال , وتنتهي بمغامرات لا تعرف أين تقودك , تتذكر والدك الفلاح صاحب الحقل والمزرعة , تتذكر أصدقاء الزمن الجميل , تُفتش في كل أنحائك لن ترى سوى شعراتك التي بدأت تميل إلى الأبيض تعبيرا عن طفح وكيل نفسي لا ينتهي .
أصدقاء تشتتوا في بقاع الأرض , اختزلتهما فاجعة الأيام , تراهم المُسافرين بين الدروب والباحثين عن سيف الحياة بديلا عن سيف العدالة المُزيف .
تُفكر أحيانا تقول رُبما هم على حق , لكن الصور تطغى على مشهدك الإنساني حينها لن تدرك سوى دمعاتك كهطول إنساني وكوني لا يعترف بالوقوف لتدرك حينها أهمية الاستمرار , أهمية البقاء والصمود وعدم الالتفات للخلف .
الالتفات للخلف أحيانا يُجبرنا على التعثر والتلعثم في قياس دقاته أو رُبما يُصيبنا بحالة طفح دائمة 
الحبيب يتحول إلى نبي ومُرشد نفسي , أنت تخاف وما زلت تخاف من كُل شيء 
حالة شجن تُصاحبها لحظات زهو , هل أنت مُحتاج لتضع كُل تفاصيلك في جبين امرأة ؟
هل أن الأوان لتقول فصلك الأخير ؟
كُل شيء بغير مكانة الطبيعي لا الزمن هو الزمن , ولا الإنسان أنتصر حتى في لحظة جنون ؟
مُستهلك أنت , لم تعد تقوى أن ترفع رأسك المُثقل بالهموم ؟
مُصاب بالحمى والحُكة تضرب صدرك المُخزق بآلات زمنية سحيقة , تضربك موجة برد فتكمش بأزيزك والكليتين هي أنين الوقت .
أمضي يا صديقي ولا تلفت لأنك بنُبلك أرى إنسانيتي , بهاجسك أُقيس حُلمي , بحُبك للحياة أستطيع الاستمرار
دعني أراك جيدا , دعني أبكي في حُضنك لأني لا أقوى إلا على البُكاء .
لا تدع تفاصيلنا تذهب مع الريح , لا تُحدث الآخرين بـــــــــ مطبات الصُعود والهُبوط , عليك أن تمنحني وجهك الزاهي ورقصتك البهية .
أُريد أن أنتصر بك , أن أخط حُروفي بوجودك , فلا تنطفئ 
لا تنطفئ لا تنطفئ …
أنت سوف تكون مشروع للحياة , سوف أفك كُل أزرار الغُربة الصدئة , وأرتمي معك بحُلم لا ينتهي ولا يُعاني أي ويلات للغياب 
لا تتدافع بجسدك نحو نار تحرق كُل من يقترب منها 
فوهة البُركان !
قصيدة الوطن !
ريحانة أُمك وخدها وضباب جبالك الزهوة 
أريد المزيد , أريد المزيد 
بك سوف أنتصر , سوف أنتصر ….!
زر الذهاب إلى الأعلى