أخبار وتقارير

“صور” صنعاء.. شباب الثورة يحيون الذكرى العاشرة لاستشهاد المناضل جار الله عمر بمسيرة شموع صامتة وفعالية على منصة ساحة التغيير

يمنات – صنعاء – حمدي ردمان

أحياء شباب الثورة في العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس الجمعة 28-12-2012م الذكرى العاشرة لاغتيال شهيد الديمقراطية والتسامح السياسي المناضل جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني سابقا، بمسيرة حاشدة سموها مسيرة الشموع الصامتة.

وانطلقت المسيرة من جولة سيتي مارت وصولاً إلى أمام منصة ساحة التغيير.

 

وأقيمت على منصة ساحة التغيير احتفائية بالمناسبة استهلتها الأستاذة أروى الهيال رئيسة اللجنة التحضيرية لاتحاد شباب الاشتراكي بأمانة العاصمة بكلمة قالت فيها: ماذا نقول في جار الله عمر الإنسان، ذلك الرجل ذو الجسم النحيل والعقل والقلب الكبيرين.

وأشار إلى أن تواجده في أي مكان تلقاه بحضوره وشخصية العظيمة "جار الله" الذي وأن اختلفت معه في الرأي فأنك لا تملك إلا أن تحبه.

وتابعت: "كم رأيت من أناس اختلفوا معه في الرأي ووصلوا إلى حد التطاول عليه، ولكن بسبب حبه لرفاقه وسعه صدره تجدهم في الظهيرة مجتمعين على مائدته يتناولون طعامه".

وأضافت: "لا أكاد أجزم لأن أكثر من بكاه وأفتقده هم أكثر من اختلفوا معه".

وأوضحت الهيال عندما كنت تجالسه وتناقشه في الأمور العامة يستمع إليك بكل تفهم واحترام يشعرك بأنك توازيه في الخبرة.

ولفتت في كلمتها أن الشهيد جار الله عمر كان جنوبياً أكثر من أي جنوبي فقد حمل القضية الجنوبية في قلبه ووجدانه.

واستطردت: "كيف لا وقد عاش في الجنوب عرفهم وعرفوه أحبهم وأحبوه وكان هو والحزب الاشتراكي اليمني أول من نبه إلى خطورة حرب صيف 94م ودعا إلى إصلاح مسار الوحدة وحل القضايا الجنوب حلاً عادلاً".

وأشارت إلى أنه رأى بخبرته الطويلة أن عدم حل القضية الجنوبية حلا عادلا سوف يوصلنا إلى ما وصلنا إليه من شرخ عظيم في بقاء الوحدة حتى أصبح هناك من ينادي بفك الارتباط والانفصال، والذي اعتبرته مطلباً عادلاً إذا لم تحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضي جميع أبناء الجنوب. ولفتت إلى أن جار الله عمر نادى بضرورة حل القضية الجنوبية.

وأوضحت أنه عندما لم تستمع السطلة في ذلك الوقت لكل ما نادى به جار الله والحزب الاشتراكي اليمني، لم يقف الرجل متفرجاً صامتاً، فاتجه إلى جمع الفرقاء من مختلف الأيدولوجيات الفكرية من إسلامين ويساريين وقوميين تحت يافطة تحالف قوي يقف في وجه السلطة كمعارضة حقيقية، وتم بذلك إنشاء اللقاء المشترك الذي أصبح له دور إلي جانب الشباب في إشعال الثورة الشبابية الشعبية السلمية.

وخاطبته بقولها: "نم جار الله قرير العين حيث أنت فقد أستطاع الشعب اليمني أن ينتصر لك ولقضيتك التي حملتها دوماً وهي بناء دولة القانون والمساواة والعدالة الاجتماعية حيث يتساوى جميع أبناء الشعب فيها".

وأكدت أن كل ما عشناه ونعيشه اليوم يثبت لنا بأن جار الله عمر قد خلد حضوره الأبدي، وأن عمره سيظلُ أطول من عمر قاتليه، أولئك اللذين يحاولون التجمل بإخفاء أثاره.

 

وفي الفعالية ألقى المناضل يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني كلمة أكد فيها أن هذا الإنسان الذي نحتفي بالذكرى العاشرة لاستشهاده كان بطلاً وهو في ريعان شبابه.

وقال: كنت أتمنى شخصياً أن تكون هناك ندوى فكرية تشير إلى مناقب هذا الإنسان طوال فترة حياته.

وتباع: "أقول لكم وقبل 43 عامً حينما هبت القوى السياسية باسم الشباب لمناقشة الأوضاع الخطيرة التي نجمت عنها اتفاقية الخرطوم بين عبدالناصر وفيصل وهو كادر صغير، وعلى الرغم من وجود من وجود قادة كبار في اجتماع دار البشائر لكن كان هذا الرجل في بدلته الصغيرة وبجسمه النحيل حريص كل الحرص على أن يدل كل واحد من الحاضرين برائيه بسبب الأوضاع الخطيرة التي تهدد مصير الثورة والنظام الجمهوري في عام 67م" .

وأستطرد: "لكن هذا الإنسان وبعد مرور فترة طويلة كان القائد الحقيقي لنضال الجبهة الوطنية الديمقراطية في سبيل سيادة الوطن وفي سبيل الديمقراطية للشعب والوحدة لليمن".

وأكد الشامي أن جار الله عمر كان بطلاً في النضال من أجل الديمقراطية، مشيرا إلى أنه كان في يوماً ما صاحب المذكرة الشهيرة التي تقدم بها إلى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وهو يحكم جنوب البلاد وكان رائية في هذه المذكرة أنه آن الأوان لأن يعيش الجنوب جواً ديمقراطياً على الصعيد السياسي بجانب أنه يعيش جواً ديمقراطياً على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح وأنه وإن كان قد تلقى سيلا من النقد والتحفظ من كوادر مناضلة هنا وهناك على طول ساحة الجنوب، لكنه صمم على أن الديمقراطية هي المدخل الرئيسي لاستمرار نضال الشعب ليس من أجل وحدة اليمن فقط وليس من أجل الديمقراطية ولكن من أجل أن تعم العدالة الاجتماعية ساحة اليمن كله شمالاً وجنوباً .

وأعتبر أنه بهذا الإصرار تجاوبت معه العديد من الكوادر النشطة الواعدة والمدركة لأبعاد التطور التاريخي ومستلزماته، فوقفت إلى جانبه، كما وقفت قيادة الحزب إلى جانب رأيه وبدأت الحياة السياسية في جنوب الوطن تتسم بالحياة الديمقراطية وأتيح لمختلف القوى السياسية بأن تعبر عن رأيها سواءً في البيان أو في الاجتماعات إلى أخر الوسائل الديمقراطية.

وسرد الشامي بعض من مواقف جار الله عمر مؤكدا أنه قال بعد الوحدة في صنعاء ونحن في جلسة تضامن مع مجلس الشورى (نحن على استعداد أن نواجه الرصاص بالصدور العارية)

وأشار أنه قال لـ"جار الله" بعد هذا اللقاء (يا رفيق جار الله عمر نحن الآن في مناسبة في منتهى البساطة جئنا إلى هنا للتضامن وأنت تتحدث عن الاستعداد لمواجه الرصاص بالصدور العارية) فرد عليه: (يمكن أن يكون هذا الأمر).

وأضاف الشامي: "حدث ما حدث ليته عاش ليرى صدور الشباب الثائر في ساحات الثورة في كل أنحاء اليمن وهم يخوضون معركة الحرية من أجل الديمقراطية والاستعداد أن يموتوا دفاعاً عن حرية هذا الشعب دفعاُ عن استقرار هذا الوطن سيادة الوطن". وتابع: "ليته عاش ليدرك أن تكهناته الماضية في بداية الـعام 2000 قد تحققت".

وأشار الشامي مخاطبا الشباب أن الشباب الثائر أمثالكم هنا في ساحة صنعاء أو في أي ساحة سوء في الدائري أو أمام بنك الدم أو في أي مكان أخر في العاصمة أو في ساحة الحرية الأساسية في تعز أو في دار سلم حين أستقبل أناس عزل الرصاص الحي بصدور عارية حقاً لقد ضربتم لهذا الجيل أيها الشباب وللأجيال القادمة درساً في غاية الروعة. مضيفا إنه "درس الاستعداد للتضحية بصدورٍ عارية من أجل الشعب، نحن نعرف والكل يعرف أنكم أيها الشباب قدمتم هذه التضحيات كما قدم جار الله عمر هذه التضحية من أجل الشعب دون أن تنتظروا ودون أن ينتظر حمدً أو شكرا من أحد.

وأوضح نحن نحتفي بالذكرى العاشرة لاستشهاد هذا المناضل العظيم وأقول لكم لقد كان يعبر عن قلقة وفي بداية العام 2000 من أن تصيب وحدة الشعب بعض المصائب وأذكر حينما ثارت بعض المشاكل هنا أو هناك في اليمن تحدث للرئيس السابق (أن هذا الأسلوب الذي يُتبع يمكن أن يخلق رد فعل من نفس النوع).

وقال الشامي في كلمته: "ولهذا أقول لكم لقد وجهت القوى المعادية للشعب الرصاص إلى صدوركم دون أن تُميز بين هذا الشاب أو ذاك من أي حزباً هو من أي طائفةٍ وإنما لأنه من الشباب الثائر لهذا حافظوا على وحدتكم فالرصاص لم تفرق بين شاباً وأخر".

وأكد أنه يجب على الشباب وعلى قادة الأحزاب أن يفكروا جيداً ما هي العدالة الاجتماعية في اليمن.

وأوضح أنه يتطلب من الأحزاب الرئيسة وخصوصاً الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح بأن يحددوا بالضبط ما هي العدالة الاجتماعية من الشروط الراهنة محلياً وإقليمياً ودولياً دون تهاون.

وختم الشامي حديثه قائلا:: "ليست العدالة الاجتماعية مجرد شعار نرفعه يجب أن يترجم في توزيع السلطة للجميع، وفي توزيع الثروة للجميع وهذا هو المدخل الرئيسي لإقامة الدولة المدنية الحديثة".

 

كما ألقيت في الاحتفائية كلمة من قبل الأستاذ سعيد شمسان المعمري رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح، عضو الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك أكد فيها أن هذا اللقاء هو لقاء في بوتقة الثورة.

وأوضح أن جار الله عمر إن حسبته سياسياً فكان هو السياسي اللامع وإن حسبته على الأدب والفكر فهو الأديب والمفكر اللامع.

وأضاف: "لقد كان نجماً ساطعاً ولامعاً على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي".

ولفت إلى أن هذه الشخصية الفذة حظيت باحترام الجميع داخلياً وخارجياً من مصداقيته وشجاعته وجراءته على المواقف العظام وفي المواقف الصعبة.

وتابع: "لقد نال هذا الرجل احترام الجميع لأنه كان صادقاً وكان مخلصاً لوطنه وشعبه"، مؤكدا  أن استشهاده كان بداية الثورة.

وأستطرد: "لقد أخترت من بين الكثير من القادة السياسيين والمفكرين والأدباء للمشاركة في هذه المناسبة وفي الذكرى العاشرة لرحيله لا لشيء إلا لأنني رفيقه في اللحظات الأخيرة".

وأكد أنه وإياه كانا جنباً إلى جنب قبل أن تخرج رصاصة الغدر من القاتل الغاشم، موضحا أن الرصاصة الأولى كانت موجة لجار الله عمر وكانت الرصاصة الثانية موجة له، فيما كانت الرصاصة الثالثة موجة لجار الله عمر، والرابعة كانت موجة إلى راسي إلا أن القدر أختار جار الله عمر ولم يختارني شهيد إلى جانبه وإلى جواره.

وأشار إلى أن مواقف الشهيد جار الله عمر كانت دائماً وأبداً تدعو إلى ثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد ولكنه كان دائماً يقول لنا (علينا أن تكون ثورتنا سلمية).

 

وفي الاحتفائية أعلن الأستاذ قائد صالح الطيري عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني من على منصة ساحة التغيير أن منظمة الشهيد جار الله عمر بأمانة العاصمة ستقيم ندوة فكرية عن الشهيد المناضل جار الله عمر في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في العاصمة صنعاء عصر يوم الثلاثاء القادم الموافق 1-1-2013م، وسيشارك في الندوة عدد من المفكرين من بينهم الأستاذ الدكتور فؤاد الصلاحي.

 

واغتيل الشهيد  جار الله عمر في الـ28 من ديسمبر 2002م بعد فراغه من إلقاء كلمة الحزب الاشتراكي في المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح.، ولا تزال جريمة اغتياله هي الحدث الأبرز في ذاكرة اللقاء المشترك.

لمشاهدة الصور

 

http://mcl.kxq.mybluehost.meimg_news83.html

زر الذهاب إلى الأعلى