أخبار وتقارير

تحقيق أخباري: الاستقرار الامني هاجس اليمنيين في العام الجديد 2013

يمنات – شينخوا

يتفق اليمنيون بكافة اطيافهم وتوجهاتهم الفكرية والحزبية ان الاوضاع الامنية هي المشكلة الكبرى التي تواجه البلاد حاليا، ومع انقضاء عام 2012 تم ترحيل الاوضاع الامنية المتأزمة في البلاد إلى العام الجديد 2013، وهو الامر الذي يمثل القلق الاكبر لدى اليمنيين.

ويعيش اليمن اوضاعا امنية حرجة منذ اضطرابات الربيع اليمني في 2011، وسط انتشار كثيف للمظاهر المسلحة والعصابات المنظمة، وتنامي في انشطة الجماعات المتمردة والمتطرفة الارهابية.

وكان عام 2012 ربما الاسوأ من الناحية الامنية في تاريخ اليمن الحديث، ونشط تنظيم القاعدة في القيام بعدد من العمليات الارهابية في انحاء متفرقة من البلاد حاصدا ارواح المئات من اليمنيين.

كما عمدت عصابات منظمة إلى ايقاف عدد من المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية، والقيام بعمليات النهب والقتل ونشر الجريمة بكافة اشكالها.

وبرزت الاغتيالات كواحدة من اهم قضايا الاختلالات الامنية، حيث حصدت الاغتيالات 74 ضابطا يمنيا بينهم قادة عسكريين وأمنيين، حيث استخدمت الدراجات النارية والأسلحة كاتمة الصوت في تنفيذ معظم تلك الاغتيالات.

واستقبل اليمنيون العام الجديد 2013، بامنيات تحقيق الاستقرار الامني، باعتباره الخطوة الاهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وتحدث عدد من اليمنيين لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن قلقهم من الملف الامني، وأهمية قيام الاجهزة الامنية اليمنية بواجبها، كأهم متطلبات وأمنيات العام الجديد 2013.

وفي السياق ذاته يقول واصل الضبياني "موظف حكومي" لا يضمن اي واحد منا ان يخرج من منزله ويعود مرة ثانية في ظل هذه الاوضاع الامنية المتدهورة وانتشار عصابات الموت.

وأضاف " ثمة دراجة نارية تنتظرك في اي مكان عليها رجل ملثم مزود بمسدس كاتم صوت قد ينهى كل احلامك وأمنياتك في الحياة ".

وتابع "الموت قد يأتيك كذلك معلبا بحزام ناسف، ينسب إلى القاعدة أو إلى أي جهة اخرى"، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية حرجة للغاية، وعلى الحكومة تحمل مسئوليتها في تامين حياة الناس ".

بدوره يقول زياد الجابري، وهو المدير التنفيذي لشبكة اعلام الثورة اليمنية، ان استقرار الاوضاع الامنية هي احد اهداف الثورة التي يجب ان تتحقق في العام الجديد 2013، مشيرا إلى ان " الوضع الأمني المتردي وارتفاع معدلات الاغتيالات التي تجاوزت أكثر من سبعين عملية خلال العام الماضي وانتشار عصابات قطاع الطرقات والاعتداءات المتكررة على انابيب نقل النفط والغاز والشبكة الكهربائية فإننا نحمل مسئوليتها لبقايا النظام المخلوع الذي اسقطه الشعب بثورة شبابية سلمية انطلقت في الحادي عشر من فبراير 2011 ".

وتابع " نؤكد على ضرورة اسقاط الحصانة التي اعطت للنظام المخلوع كونها تدفعه إلى المزيد من الإضرار بمصالح الوطن والمواطن وتجعله بعيدا عن الملاحقة والمسائلة القضائية ".

واكد الجابري على اهمية ان تعمل حكومة الوفاق الوطني ورئاسة الجمهورية على تحقيق مطالب الشعب وتحقق له الأمن والاستقرار حتى لا تجد نفسها مجددا أمام ثورة جديدة.

ويقول منصور الدبعي، وهو صحفي يمني، في مدينة الحدية غرب البلاد، ان الاستقرار الامني احد اهم متطلبات العام الجديد، والا فان اليمن لن تخطوا اي خطوات ايجابية ولن تحقق اي تقدم ملموس على كافة الاصعدة.

وأضاف "اتمنى ان تختفي موجة الاغتيالات وينعم الوطن بالاستقرار"، مشيرا إلى "أن الوطن خسر خلال العام 2012 العديد من الوطنين وفقد رجال اعطوا للوطن الكثير بسبب حالات الاغتيالات المتهورة ".

وتابع " لابد ان تتضافر الجهود وتترجم الخطط الى واقع ملموس للمواطن اليمني لكي يتمتع باستقرار امني وان يلمس تحسن في الاداء خلال العام الجديد" .

وقال الدبعي اذا " استمر الوضع الامني كما كان علية في 2012 ، فان البلد للأسف لن تستطيع ان تخطو اي خطوات إلى الامام ".

بدورها اكدت الحكومة اليمنية ان خطط وبرامج وضعت للعام الجديد 2013 من اجل تثبيت استقرار الاوضاع الامنية في البلاد.

وقال الدكتور محمد القاعدي ، مسئول العلاقات العامة بوزارة الداخلية اليمنية، لدى الوزارة خطط وبرامج كفيلة بإنهاء الانفلات الامني خلال العام الجديد 2013.

وأضاف القاعدي في تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) ان عام 2012، كان عام التحدي الحقيقي لاجهزة الامنية وذلك بعد أن شهدت البلاد فيه اضطرابات كبيرة، لكن سيتم تجاوز كافة تلك التحديات الامنية خلال العام الجديد 2013.

وتابع قائلا : " لدينا برامج مدروسة وممنهجة ستضمن تحسين الوضع الامني وسيكون عام التميز في اداء الاجهزة الامنية اليمنية ".

واشار المسئول الامني اليمني إلى ان الترتيبات بشأن اعادة هيكلة وزارة الداخلية بكافة اجهزتها ستنتهي قريبا، وسيتم اعادة هيكلة المؤسسة الامنية على اسس وطنية، وهو الامر الذي سيساعد في تحقيق الاستقرار الامني في جميع انحاء البلاد".

زر الذهاب إلى الأعلى