حقوق وحريات ومجتمع مدني

اليمن: قلق على مستقبل الحريات الصحافية اثر حملة تحريض ضد مراسل ‘القدس العربي

يمنات – متابعات

نشرت وزارة الدفاع مقالا ضد مراسل 'القدس العربي' في اليمن خالد الحمادي في موقعها الاخباري على الانترنت، ووزعته على بقية الصحف الحكومية والمواقع الاخبارية وأعيد نشره في أكثر من موقع.
وقامت وزارة الدفاع بهذه الحملة على خلفية نشر الحمادي لتقرير صحافي بعدد الاثنين الماضي في (القدس العربي) يحمل عنوان (مخاوف سياسية من إعادة هادي لسيناريو الحكم العائلي بعد تعيينه لنحو 182 قائدا عسكريا من المقربين منه خلال 10 اشهر).
وأثار هجوم وزارة الدفاع اليمنية على الحمادي، غضب الصحافيين اليمنيين واعتبروا ذلك إعادة لنهج النظام السابق في التعامل مع الصحفيين، بل وربما تجاوز العهد السابق في ذلك.
ودشن صحافيون يمنيون حملة تضامن واسعة مع الزميل الحمادي في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّق صحافيون على ذلك في صفحاتهم الشخصية بالقول إن لغة التخوين التي احتواها مقال وزارة الدفاع المطول، يؤكد تكرار سيناريو تعامل نظام علي عبدالله صالح مع الصحافيين، بإطلاق تهم التخوين والعمالة ووصفهم بـ(المريضين والحاقدين).
وقال ناشر صحيفة الأهالي الأسبوعية علي الجرادي إن هجوم وزارة الدفاع ضد الحمادي 'يذكرنا بذات سلوك ومنهج الرئيس السابق، الذي كان يحصن نظامه الديكتاتوري ومشروع التوريث باستخدام المال العام والجيش'.
واستهجن نشر هذا المقال عبر موقع حكومي يتبع وزارة الدفاع ويمول من الحكومة، مضيفا 'لايجوز استخدام هذه الصفات على صحفي ونشره أمر خطير'.
وقال مراسل الجزيرة في صنعاء أحمد الشلفي على صفحته الشخصية في فيسبوك إن ما قاله (المصدر العسكري غير المسؤول) عن الزميل خالد الحمادي دليل على أن 'كَتَبة هادي يشربون من مشارب صالح، ذات اللغة، وذات الاسلوب'.
واضاف 'مثل هذه البيانات تجعلني أشعر أن من كان جزءاً من حكم صالح لا يمكن ان يكون جزءاً من حلمنا الكبير بوطن حر كريم'.
ووجه الصحفي البارز نبيل الصوفي على صفحته في فيسبوك رسالة لهادي بقوله 'الاعلام، ليس خصمك، أنت حلل ماينشره، وما كان صحيحاً تقبله، وماتضمن معلومات خاطئة، صححها'.
وهاجم الصحفي رشاد الشرعبي كاتب مقال وزارة الدفاع، وقال 'إنه بدلاً عن نفي المعلومات التي وردت في تقريره بصحيفة القدس العربي وبمعلومات دقيقة وصادقة تدحض معلوماته، هاجم موقع وزارة الدفاع الزميل الحمادي لشخصه بالتخوين والاساءة والتحريض الواضح'.
وقال الصحفي ياسر العرامي إن 'من يقرأ هذا الهجوم غير المبرر ولغة التخوين التي احتواها رد مطول لوزارة الدفاع ضد الزميل خالد الحمادي يتأكد له بأن ذات السيناريو الذي عانى منه اليمن ثلاثون عاماً سيتكرر وان التغيير الذي خرج لأجله اليمنيون أصبح مجرد وهم'.
وكانت وزارة الدفاع هاجمت بشدة على لسان (مصدر عسكري مسؤول) الزميل خالد الحمادي بعد يوم من نشر (القدس العربي) تقريرا يوضح آراء ومعلومات من سياسيين وعسكريين أبدوا قلقهم من التعيينات التي يصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث تضمن التقرير القول ان كثيراً منهم ينتمون إلى منطقته ومقربين منه.
وتركّز هجوم وزارة الدفاع المطوّل على شخص الزميل الحمادي، بدلا من تفنيد المعلومات التي وردت في تقريره الصحافي، وقالت فيه انه 'ينفث سموم التشكيك والتشويه للخطوات والقرارات الوطنية' التي يتخذها هادي.'
وقالت ان 'الحمادي وأمثاله انما هم أدوات رخيصة تدفع بهم القوى المتآمرة التي تقف محاولة تعطيل المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة'، كما وصفه بذي (النزعة المريضة) على حد تعبير وزارة الدفاع.
إلى ذلك استنكرت مؤسسة حرية للحقوق والحريات الاعلامية في اليمن حملة التحريض الشرسة التي أطلقتها وزارة الدفاع اليمنية ضد خالد الحمادي.
وقالت في بيان لها ان 'هذه الحملة التحريضية تهدد حياته بالخطر وتضعه في مرمى نيران الراغبين في الانتقام منه ومن كتاباته الصحافية المشهود لها بالمهنية، خاصة وانه حاصل على الجائزة الدولية لحرية الصحافة عام 2011 من اتحاد الصحافيين الكنديين لحرية التعبير'.
ودانت مؤسسة حرية الحملة التحريضية التي قادتها وزارة الدفاع عبر نشر تصريح لمصدر عسكري مسئول في الوزارة ضد الحمادي 'بلغة تحريضية واضحة عليه، وكررت اسمه 12 مرّة في هذا التصريح التحريضي الذي لم يسبق أن نشر نظيرا له من قبل، منذ قيام الوحدة اليمنية عام 1990 والتي كانت قد وزّعته قبل ذلك على العديد من الصحف الحكومية اليمنية وبعض وسائل الاعلام الخارجية لنشره كمقال بتوقيع اسم مستعار'.
وأوضحت أن هذه الحملة التحريضية ضد الحمادي 'كشفت نوايا السلطة الحاكمة تجاه حرية الإعلام والمستقبل السيئ الذي ينتظر الحريات الصحافية في اليمن إذا ما استمر الوضع على هذا الحال من الانتهاكات ضد الصحافيين والذي ينذر بتحوّل خطير لوزارة الدفاع تجاه الحريات الاعلامية في البلاد'.
وأعلنت مؤسسة حرية عن رفضها 'لمثل هذه الأعمال التحريضية التي تمس حياة الصحافيين وتكبّل الحريات الإعلامية في اليمن'، مؤكدة عزمها رفع دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع وتحمّلها المسئولية الكاملة في حال تعرض الحمادي أو أي من افراد عائلته للخطر وتعتبر المساس بالصحافيين (خط أحمر).

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى