أخبار وتقارير

الشهري رجل «القاعدة» في اليمن.. حي أم ميت؟

 

يمنات – متابعات

سعيد الشهري، اسم عندما يذكر تذكر قصة طويلة من السفر والسجن والمناصحة والهروب والتخطيط والتفخيخ وقصص أخرى كثيرة عن مقتله الذي أعلن عنه خمس مرات تقريبا، وفي المرة الرابعة التي أعلن فيها عن مقتله أرسل الشهري بتسجيل صوتي لأحد المواقع التي تهتم بأدبيات القاعدة يسخر فيه من أخبار مقتله، ويعلن أنه لا يزال قادرا على التحدي.

وأمس ذكر المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية «سايت» أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب السعودي سعيد علي الشهري قتل، مؤكدا أن إسلاميا آخر ذكر الخبر على حسابه على «تويتر»؛ حيث قال عبد الله بن محمد أن سعيد علي الشهري قتل بعد «معركة طويلة ضد حملة الصهاينة والصليبيين». ولم تؤكد المواقع الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة ولا السلطات في السعودية أو اليمن مقتل الشهري.

وقبل ذلك بيوم واحد ذكرت قناة «العربية» ووسائل إعلام أخرى نقلا عن مقربين من أسرة الشهري في السعودية أنهم قالوا إنه قتل في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في النصف الثاني من ديسمبر (كانون الأول) في اليمن.

وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي مقتل الشهري في «عملية نوعية» للجيش اليمني في وادي حضرموت وهي منطقة صحراوية تقع على مسافة نحو 200 كيلومتر غرب مدينة سيؤون.

وكشف موقع وزارة الدفاع اليمنية في حينها أن الشهري، وهو سعودي الجنسية، قتل مع ستة متشددين آخرين في عملية للجيش في محافظة حضرموت النائية في شرق اليمن، في عملية نوعية للقوات المسلحة في وادي حضرموت، وقالت وزارة الدفاع اليمنية في حينها، إن «مقتل الشهري يمثل ضربة موجعة لما تبقى من فلول العناصر الإرهابية».

لكن الشهري نفى في أكتوبر (تشرين الأول) ذلك.

وفي رسالة بعنوان «أحداث وعبر» مدتها 11 دقيقة بثها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، في حينها اتهم الشهري السلطات اليمنية بـ«الكذب في نبأ مقتله لتغطية مقتل مدنيين بقصف لطائرة أميركية». وقال الشهري الملقب بأبي سفيان الأزدي في التسجيل، إن «ما ورد من خبر مقتلي في جزيرة العرب إنما هو شائعة لتغطية قتل المسلمين الأبرياء العزل في اليمن، الذين قتلوا بقصف الطائرات دون طيار الأميركية في شرق اليمن وغربها».

والثلاثاء أكد مسؤول يمني في اتصال مع الشرق الأوسط في لندن عدم وجود معلومات مؤكدة تشير إلى مقتل الشهري، نافيا أن يكون لديهم ما يفيد مقتل الشهري في غارة أميركية استهدفت عناصر من القاعدة في شهر ديسمبر من العام الماضي.

وفي وسط هذه الفوضى من الإثبات والنفي تظل مسألة مقتل الشهري من عدمها مثالا للغموض الذي يلف هذا الملف البالغ الحساسية في اليمن وغيرها من البلدان التي تشن فيها هذه الحرب.

يتحدث عبد الفتاح البتول الكاتب اليمني المختص في شؤون الحركات الإسلامية في هذا الخصوص فيقول: «تطالعنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر بتصريحات متضاربة حول مقتل بعض الزعامات في القاعدة ومنهم الشهري، والتصريحات التي تشير إلى مقتل الشهري تعكس حالة الاضطراب داخل الأجهزة الأمنية والمسؤولين في ما يسمى (الحرب على الإرهاب)، ثم إنها قد تعكس رغبة في التغطية على الفشل في القضاء على هذه القيادات، وكذلك تهدف هذه التصريحات إلى التغطية على حجم الخسائر الكبيرة بين المدنيين الأبرياء جراء استمرار ضربات الطائرات من دون طيار التي تقتل الأبرياء في أحيان كثيرة والتي تشكل ضرباتها انتهاكا للسيادةاليمنية»، وحول حقيقة مقتل الشهري قال البتول: «لا نعلم على وجه اليقين هل تم استهدافه أم لا، لكن باعتقادي أن الشهري لم يقتل، ولو حدث ذلك لرأينا تصريحات واضحة من الجانب الرسمي في هذا الشأن، ولاستغلت السلطة خبر مقتله وتناولته باهتمام كبير إعلاميا وسياسيا، ولو كان قد قتل حقا لنعاه تنظيم القاعدة كعادته في نعي رموزه وقياداته».

ومما يزيد صعوبة التأكد من مقتل قيادي يمثل الرجل الثاني في القاعدة في اليمن قدرة مثل هذه القيادات على التنكر والتخفي لفترات طويلة، بل ووجودها أحيانا في مناطق قد لا تخطر على البال. وكان الشهري اعتقل في معسكر غوانتانامو وأعيد إلى السعودية في 2007 حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين، إلا أنه عاد والتحق بالقاعدة في جزيرة العرب الذي يتحصن في اليمن والذي يتزعمه حاليا ناصر الوحيشي.

الشرق الأوسط – محمد جميح

زر الذهاب إلى الأعلى