فضاء حر

رسالتين لأصدقائي الاشتراكيين

يمنات

 قرأت “بوست” قصير على الفيس بوك يتهكم على الشباب الاشتراكيين الذين ينتقدون أداء قيادة ومؤسسة حزبهم. وخطر لي توجيه رسالتين قصيرتين لأصدقائي الاشتراكيين الذين لطالما عولت عليهم وعلى حزبهم بعمل نقلة نوعية في حياة اليمنيين.

* الرسالة الأولى: لقيادة الاشتراكي و”محبيهم”
يجري مقاومة التغيير وتطوير مؤسسة الحزب الاشتراكي تحت دواعي كثيرة يعلنها البعض على نطاق محدود، مثل: “هذا هو وضع الحزب ومش قادرين”، الخوف على الحزب من الأعداء الذين يتربصون به، وكون القائم فعلياً أفضل ما يمكن للحزب إنجازه والاعتماد عليه (أداءً وأشخاصاً)… وغيرها من الخزعبلات التي لطالما أنتقد الاشتراكيين على مدار عقود ترديد الأنظمة المتخلفة لها خدمة لمصالحها في السلطة، ولكن بإطار أوسع قليلاً من إطار الحزب.

أنتقد الاشتراكيون مقاومة الأنظمة العربية للتغيير ومأسسة الدولة وكذا تبرير الانتهاكات والفساد بأوهام مثل التي يرد بها البعض اليوم على مطالب الشباب الاشتراكي المستأون من أداء ووضع حزبهم، مثل: وجود مؤامرة على الوطن وتبرير الانتهاكات والفساد بضرورات وطنية مختلقة، وأخيراً صف المؤيدين للسلطة في الصف الوطني وإخراج المعارضين منه وكيل التهم عليهم.

بالنسبة لي، لا يوجد فرق بين مثقفي السلطة وبين من يتهم الشياب الاشتراكي الذي ينتقد أداء وقيادات حزبه، ويعترض على عدم عقد المؤتمر السادس للحزب وانتخاب قيادة جديدة وبمهام حزبية جديدة تتفق مع المتغيرات وقادرة على حل مشكلة الضعف التنظيمي والمؤسسي الذي يعاني منه الحزب.

لا فارق بين “موبخي الصوت العالي للشباب الاشتراكي” وبين مؤيدي السلطات العربية المتخلفة التي نهض رصيد الاشتراكي الوطني من نقده لها وتبنيه لمشروع دولة حديثة تقوم على الديمقراطية والشفافية ومعايير الحكم الرشيد… الخ.

لكل هؤلاء، (الذين أعرف يقيناً أن الموقف السلبي لغالبيتهم من مطالب وانتقادات الشباب الاشتراكي يأتي عن حب وحرص حقيقي على الحزب) أقول:

1- “إذا كان للحزب الاشتراكي مشروع وطني فينبغي اختباره داخل الحزب أولاً. الحزب: وطن الاشتراكيين الكبير حيث يتمتعون بسلطة مطلقة لترجمة المشروع الذي جمعهم تحت رايته”.

2- مع تقديري لمخاوف وحرص “متهمي” انتقادات وتطلعات الشباب ووجهة نظرهم بخصوص حزبهم، يخطر لي أن أسألهم سؤال بسيط: هل يقوم الحزب على مشروع سياسي/وطني متكامل؟ أم أن ما يحفظ له تماسكه ليس سوى مخاوفكم وحرصكم عليه؟

إن لم يتح مشروع الحزب الاشتراكي مجالاً للشباب لنقد وإصلاح مؤسستهم الحزبية والمشاركة في صناعة قرار الحزب وصياغة أولوياته المرحلية، فما الذي يميز الحزب الاشتراكي؟

اعتقد بأن انتماء الشباب الاشتراكي لهذا الحزب التقدمي العريق يتجاوز فقط “مظلة شعارات كبيرة” والامتنان للانتماء لـ”تجمع مظلومين” تُقيم قياداته انجازاتها السياسية بقدرتها على تفادي “خطر محدق” على الدوام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الرسالة الثانية: للشباب الاشتراكي

إذا لم ينجز الشباب الاشتراكيين نقلة في مؤسستة الحزبية الهرمة، فلا بد أن المشكلة ليست فقط في قيادات ومؤسسة الحزب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ختاماً، هذه وجهة نظر مواطن يمني يحب ويؤمن بالاشتراكيين كثيراً، ولا يزال يأمل أن لايخذلوه ويخذلوا جمهور عريض من اليمنيين أمنوا بهم مثلي ولا زالوا يتمنون أن يعبر الحزب عنهم مجدداً وينتصر لتطلعاتهم الوطنية

زر الذهاب إلى الأعلى