أخبار وتقارير

” صفع بالجزم- دعس- شتم- تحرش جنسي- حرق- مخدرات”.. صور من المعاملة السيئة لليمنيين في ارض الحرمين

المستقلة خاص ليمنات

مع اليمن فقط تعاني المملكة العربية السعودية من الفصام ففي الحين الذي تقدم فيه هباتها الجزيلة ومساعداتها التي يدخل من ضمنها صرف مرتبات شهرية للكثير من المشائخ والشخصيات الفاسدة نجدها تقوم بالضغط ببيادات جنودها على رقاب المغتربين اليمنيين الذين هاجروا إليها طلبا للعمل والكسب الحلال بعد أن تفشت البطالة في بلادهم وتتعدد معاناة اليمني بين الكفيل السعودي الذي يبتز ويستعبد المكفول وبين الاجراءات الرسمية التي تزيد قيودها عاماً بعد عام أما من يدخل تهريب فإن جهنم ربما تكون أرحم مما يتعرضون له، فما الذي يجعل المغتربين يتحملون تلك المعاملة التي تزداد سوءً يوماً بعد يوم ويفضلون العيش هناك على العودة لبلادهم عملاً بالقول المعروف عند كل اليمنيين غربة محترمة ولا عز القبيلي بلاده..  الإجابة طي التحقيق التالي .

> استطلاع / أمنة هندي

الانتقام من حرب الحوثيين

> فهد أحمد 31سنة- المهنة سائق قال:  دخلت السعودية لغرض العمل أربع مرات عن طريق التهريب وأخواني أربعه هم ألان هناك والذي أستطيع أن أقوله هو أن اليمني الذي معه كفالة قد يعاني من استغلال الكفيل المادي له وفرض قيود عليه وأخذ مبالغ زيادة منه عند تجديد الكفالة وهذه مشكلتها بسيطة مقارنة بما يجده الذي يدخل تهريب إلى الأراضي السعودية لغرض العمل فيها هذا في السابق كان عندما يتم القبض عليه تقوم السلطات السعودية بترحيله إلى بلاده لكن بعد الحرب التي حدثت بين السعوديين والحوثيين فعند ألامساك أو القبض على يمني متهرب أو مجهول لا يرحل إلا بعد أن بضرب ضرب مبرح مهما كان عمره حتى لو كان رجل كبير في السن يضرب وفي الغالب يكون الضرب بالجزم ومما يفعله العسكر والضباط الذين يمسكون بالمجهولين أنه قد يأتي عسكري فيدوس بحذائه وجه اليمني وهو يشتم ويلعن فيه ثم يسجن ويؤمر بالقيام بأعمال شاقة وأحياناً يتم تجريده من ملابسه وجعله يتمدد على التراب في وقت الظهيرة ثم يطلب منه تنظيف الحمامات الخاصة بالدوريات والسخرية منه وهو يؤدي هذا العمل أما المكان الذي يسجن فيه فيوجد غرفة يطلق عليها أسم غرفة الديزل وهي عبارة عن غرفة أرضها رمل وهذا الرمل مسكوب فيه الكثير من مادة الديزل لدرجة التشبع بحيث يبقي المسجون اليمني واقف على قدميه لا يستطيع الجلوس وقد سجنت أنا مرة في هذه الغرفة وكل هذه المعاملة جاءت كردة فعل انتقاميه بعد  حرب الحوثيين لهم وبالمناسبة اليمني هو الوحيد الذي يعامل هذه المعاملة فالسعودية يتواجد فيها الكثير من المجهولين والمقيمين بصورة غير نظامية ولكن عند إلقاء القبض عليهم يتم سجنهم وترحيلهم إلى بلادهم بهدوء وبصورة طبيعية خالية من اي عنف أو سخرية وبعضهم لا يتم ترحيلهم  فهذه التفرقة تؤكد لنا أن معاملة اليمنيين بتلك المعاملة الغير إنسانية مقصودة ومتعمدة والذي يجبر اليمني على كل هذا المر هو الأمر منه وهو الجوع والجوع كافر  والحكومة اليمنية لها مصالح مع السعودية ولهذا تتظاهر بأنها لا تدري وإذا تم مواجهتها تحاول إقناع نفسها والناس بأن تلك الاهانات تخص أصحابها وان السعودية من حقها أن تطبق قوانينها .

جوع كلبك يتبعك

> على سالم أبو خالد 38سنة قال:  المعاملة التي يعامل بها الكفيل السعودي المغترب اليمني هي سياسة مقتبسة من النظام السابق الذي حكم اليمنيين 33سنة بمفهوم (جوع كلبك يتبعك) والحاصل الان داخل السعودية أن الكفيل أصبح يأخذ مقابل الكفالة والتجديد معظم المبلغ الذي يشقي به المغترب وهي مبالغ كبيرة جداً لا تتناسب مع دخل المكفول وكل القرارات التي تتخذها السلطات السعودية تصب في مصلحة الكفيل السعودي وكل سنة توجد زيادة في تجديد الكفالة هذا غير المبالغ التي يطلبها الكفيل لنفسه والتي تكون أضعاف ما يُطلب في تجديد الكفالة ولهذا يفضل البعض أن يدخل السعودية تهريب ويعمل هناك بدون إقامة وسيذكر التاريخ أن أسوء فترة مرت على المغتربين اليمنيين داخل السعودية هي الفترة التي حكم على عبدالله صالح  اليمن.

عندما رأيت دموع باسندوة  التاريخية قلت في نفسي أن هذا النظام سيكون خليفة الحمدي لكن الحقيقة أنه كان خليفة لعلي عبدالله وعبر هذه الصحيفة أقول أن عز اليمن وأبنائها في رئيس يكون مثل الحمدي الذي رفض أن يعمل اليمني داخل السعودية في المجاري أو النظافة ورفع أجر العامل اليمني من عشرة ريال سعودي  إلى مائة ريال .

تعذيب ارستقراطي

> أم مهند زوجة مغترب قالت: لم يبقَ شيء لم يفعله زوجي في اليمن لكي ينفق علينا أشتغل حمال زبال حجر وطين منظف في المقوات لكن عندما مرض لم نجد أحد يعطينا الدواء وظل زوجي مريض 25يوم وصاحب البقالة رفض يقرضني 2 كيلو رز فبعت جزء من ذهبي وعالجت زوجي وصرفت بالباقي على البيت وعندما تعافى زوجي أقترح عليَّ أن أبيع باقي الذهب ويشتري بثمنه دراجة نارية للعمل وبعد اقل من عام تعطلت الدراجة وكان مطلوب منا مبلغ 15ألف لإصلاحها ولأنه لا يوجد معنا هذا المبلغ ظلت الدراجة واقفة في البيت وزوجي يبحث عن عمل على باب الله يوم يجد وعشرة أيام لا , وفي النهاية قرر السفر للسعودية وسافر تهريب فقبضوا عليه بعد دخوله الحدود ولما عاد لم  أعرفه لأنهم قاموا بتعذيبه وتجويعه ومما قاله لي أنهم كانوا يطلبون منه نقل مجموعة كبيرة من  الحديد من مكان إلى مكان آخر ثم يطلب منه إعادتها إلى المكان الأول وهكذا لمدة عشرة أيام بعدها قاموا بترحيله وهو مريض وإذا كان على العز , العز عند الله .

 السعوديون يتلذذون  بتعذيب اليمنيين

< أم طارق أحمد قالت : معي ثلاثة أولاد كلهم مغتربون في السعودية حسب النظام لكن أولادي لا يشعرون بالراحة ودائماً ما يشتكون من سوء المعاملة هناك وقبل سنوات قررت أن أسافر واجلس معهم ولكنني بعد أن شاهدت بأم عيني المعاملة التي يعامل بها السعوديون المقيمين هناك عرفت بشكل قاطع أنهم مصابون بمرض نفسي هو التلذذ بتعذيب اليمنيين والاستمتاع بالسخرية منهم وهذه المعاملة لا علاقة لها بالمخالفين فحتى المكفلين يعاملون معاملة غير إنسانية عند الكثير منهم ويكفي  تهديدات  الكفيل في الطالعة والنازلة  ولأنهم يعلمون بأن الأوضاع عندنا لا تشجع أي مغترب على العودة إلى بلده وأن المغترب سيتحمل ويصبر على أذاهم حتى لا يفقد عمله ومصدر رزقه يحاولون الضغط عليه للتنفيس عن عقدهم وأمراضهم النفسية فكلنا يعلم أن الشعب السعودي شعب يعاني من الكبت وبسبب الثراء الفاحش والفراغ والنرجسية فإنهم يستمتعون باستعباد الناس ويتلذذون بتعذيبهم وهذا الذي يمارسونه ضد اليمنيين .

الإنتحار أحد الخيارات

> أما خالد سهل فقال:  عز القبيلي بلاده صحيح لكن الشيء الذي يدفع باليمني للاغتراب هو البطالة وأنا على يقين بأن مشكلة البطالة التي تتفاقم وتزيد  يوماً بعد يوم هي التي تدفع بالكثير من الشباب اليمني للاغتراب ولأنهم مخالفين للقوانين الخاصة بالإقامة  فإنهم يتعرضون للكثير من المشاكل منها الاعتقال والسجن والاستغلال كما أنهم يتعرضون للاعتداء فلا يستطيعون الدفاع عن نفسهم أو شرفهم لأنهم في موقف لا يسمح لهم بذلك وبعضهم قد يتعرض لبعض الاعتداءات الاخلاقية مثل التحرش الجنسي به أو بأهله  لأن البعض قد يأخذ أهله معه وبسبب الضغط النفسي الذي قد يشعر به الشخص وتأنيب الضمير قد يجد نفسه أمام خيار صعب وهو الانتحار والحل يكمن في حل مشكلة البطالة لان أي شخص مرتاح ولديه عمل لا يمكن أن يفكر في السفر والغربة والبعد عن أهله ووطنه وتعريض نفسه للمشاكل والإساءة والاعتقال والسجن وربما الموت بعيداً عن أهله ووطنه  والمشكلة الكبرى أن بعض الآباء يجبرون أبنائهم المراهقين 17 , 18 سنه على السفر تهريب للاراضي السعودية بغرض العمل بعد تركهم الدراسة كما أن كثير من الشباب اليمني المتعلم جامعياً عندما يفقد الامل في الحصول على الوظيفة يذهب للعمل في السعودية فيجبر على مزاولة اعمال لا تتناسب مع مستواه التعليمي ولهذا نجد ان البطالة أجبرت الشباب اليمني المتعلم على قرارات صعبة جداً وطالما البطالة موجودة لن يتردد الانسان العاطل المحتاج للعمل عن التضحية وتحمل المر من أجل العمل.

من السعودية إلى مستشفى الامراض النفسية

< لينا 28سنة قالت:   لا توجد أسرة في اليمن لم يغترب أحد أفراد أسرتها فالغربة متجذرة في حياة الشعب اليمني وما يتعرض له البعض من مشاكل وسجن وترحيل هو  ضريبة الغربة أما بالنسبة للتعذيب فمثل هذا العنف يحدث لليمنيين في مناطق الحدود فقط فالجنود المتواجدون في هذا المناطق لديهم رغبات إنتقامية ورغبة غير  طبيعية في إذلال الانسان اليمني المعروف بشخصيته وعزة نفسه وبالنسبة لنا سافر أخي للعمل في السعودية أخر سفره له وعاد لنا شخص غير طبيعي فقد حدث له تغير كلي في الطباع والتفكير والسلوك وعندما لم نستطع السيطرة عليه أضطرينا لان ندخله مستشفي دار السلام للامراض النفسية ونخضعه للعلاج النفسي أما ماذا حدث له في غربته فلا أحد يعلم شيء لانه لم يتكلم مع أحد في هذا والمطلوب من الحكومة السعودية أن تفرض على السلطات معاملة اليمني معاملة إنسانية حتى لو دخل أراضيها بشكل غير قانوني يكفي الحبس والترحيل ولا داعي للتعذيب والتنكيل.

عاد من السعودية الثلاثاء وانتحر الأربعاء

بدرية صغير قالت:  عاش أخي البالغ من العمر 34سنة حياة صعبة خصوصاَ بعد أن فقد عمله في المصنع ووجد نفسه عاطل عن العمل وهو زوج وأب ثلاثة أطفال ولد وبنتين واضطر بسبب عجزه عن تأمين مصروف البيت أن يطلق زوجته بعد أن زادت بينهما المشاكل بسبب كونه بدون عمل فقام والدي بصفعه على وجهه لأنه طلق زوجته فقرر بعدها أن يسافر تهريب للسعودية بحثاً عن عمل هناك بعد أن عاش تلك المشاكل والخلافات بينه وبين زوجته وسافر وبعد شهرين من العمل هناك أمسكت به السلطات السعودية وقامت بترحيله فكان يوم عودته الثلاثاء ويوم الأربعاء الساعة الخامسة وجده أبنه البالغ من العمر عشر سنوات مشنوقاُ داخل المنزل فصرخ الطفل وّذهب مسرعاً  إلى والدته وقال لها ألحقي أبي مشنوق فجاءت وعندما رأته على تلك الحال صرخت وتجمع الناس وبسرعة ثم نقله للمستشفي فوجد أنه قد فارق الحياة عند الساعة الثالثة ولا ندري شيء عن سبب إقدامه على إنهاء حياته بهذا الشكل الذي أحزننا جداً فالموت حق ولكن الخاتمة الحسنه هي الشيء الوحيد الذي قد يجعل أهل الميت فيه ما يصبرهم على مصيبة الموت.

تعاطي المخدرات غصباً

وعن هذا الموضع تحدثت الباحثة النفسية والاجتماعية بمستشفي دار السلام للأمراض النفسية والعقلية بالحديدة / أريج سالم حيث قالت: هناك كثير من الحالات التي تصل للدار يكون أصحابها من العائدين من السعودية حديثاُ وهم غالباً من الشباب أعمارهم تتراوح ما بين  الثامنة عشر إلى الخامسة والثلاثين والجزء الكبير منهم تأتِ بهم أسرهم ومعظم هؤلاء  يقضون فترة قصيرة  لتلقي العلاج وهي مدة تتراوح من أربعة أيام إلى أسبوع لكن هناك حالات وهي ليست قليلة تأتِ للدار بسبب إدمان المخدرات وكثير منهم يعترف بأنه أجبر على تعاطي أنواع من المخدرات ومهما يكن السبب الذي دفعه لتعاطي المخدرات فنحن في الدار نستقبل مثل هذه الحالات ونحاول معالجتها على أنهم مرضى نفسياً لانه لا يوجد عندنا قسم لمعالجة الادمان من المخدرات  وبسبب حالات الادمان التي تأتِ للدار نطالب الدولة أن تسارع في فتح قسم أو مستشفي لعلاج الادمان .

احصائيات

قالت  احصائية امنية رسمية إن حوادث الانتحار في اليمن أودت بحياة 253 شخصا من كافة الفئات العمرية خلال العام 2012.

وأوضحت الاحصائية أن حوادث الانتحار إمتدت العام الماضي إلى 19 محافظة من محافظات الجمهورية جاءت العاصمة صنعاء في مقدمتها بعدد 36 حادثة إنتحار.

وبينت الإحصائية أن 140 من المنتحرين تلقوا التعليم الأساسي فيما بلغ عدد المنتحرين الذين تلقوا التعليم الثانوي 36 شخصا، أما الأميين من المنتحرين فقد كان عددهم 63 شخصا فيما كان أقل عدد من المنتحرين هم ممن تلقوا التعليم الجامعي حيث لم يزد عددهم عن 5 أشخاص.

وسجل العام 2012 زيادة عدديه مقدارها 18 حالة وفاة مقارنة بما كانت عليه في العام الذي سبقه 2011.

وفي السياق ذاته، يرى محلل نفسي يمني أن الوضع  السائد في اليمن تسبب في انتشار الظاهرة، وجعل البلد تصنف حاليا ضمن الدول الاكثر انتشارا للانتحار.

وقال الدكتور صلاح الدين الجماعي، استشاري ومحلل نفسي، إن الفقر والفشل وانعدام الطموح من اهم عوامل الانتحار داخل لمجتمع اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى