أخبار وتقارير

على شاشتي العربية والجزيرة.. الحوار والحراك .. ثنائية النجاح والفشل

يمنات – خاص – حسام ردمان

على عكس اليومين السابقين فقد كان الملف اليمني حاضراً وبقوة أمس الأحد في أجندة وسائل الإعلام الدولية والعربية ، كقناتي الجزيرة والعربية اللتان خصصتا برنامج "بانوراما" وبرنامج "ما وراء الخبر" لتناول الشأن اليمني ، ومستقبل الحوار الوطني المزمع انعقاده في الثامن عشر من الشهر الجاري.

وكان لقاء دبي الأخير بين المبعوث الأممي جمال بن عمر وعدد من القيادات الجنوبية ، محور النقاش المحتدم ، فقد أضحى الحراك والقضية الجنوبية هما المفتاح الذي سيضمن نجاح الحوار الوطني من عدمه، خصوصا بعد أحداث عدن التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

يأتي هذا التوجس السياسي البالغ إزاء الحراك الجنوبي ومشاركته، بعد أن أعلنت العديد من القوى المنضوية تحت مظلته رفضها الدخول في الحوار الوطني كونه – على حد وصفها- محاولة جديدة لتكريس الاحتلال الشمالي على الجنوب.

حيدر أبو بكر العطاس رئيس أول رئيس وزراء لدولة الوحدة أشار إلى وجود أطراف تريد إشراك الجنوب المهزوم في الحوار، وأكد على أن هذا لن يتم مطلقاً، فالجنوب ليس حزباً وليس تنظيم بل هو شعب ودولة.

وفي لقاء له على شاشة العربية قال: هناك أغلبية بل إجماع في الشارع الجنوبي على ضرورة الخروج من الوحدة، وعلل هذا الإجماع بالسلوك والتصرفات التي مارستها وتمارسها قوى شمالية تسيء إلى مفهوم العلاقة بين الجنوب الشمال.

وتسأل العطاس عن كيفية دخول الجنوبيين الحوار الوطني وهم لا يستطيعون اتخاذ أي قرار أو إجراء.

وقال: "الجنوب وحراكه لن يدخلوا الحوار بصيغته الحالية ، وإن قبلت بعض التيارات الحضور تحت اسم الجنوب المهزوم فهذا لن يغير شيء ".

وأردف قائلاً : "إذا كان هناك حوار فيجب أن يكون حول القضية الجنوبية تحت مبدأ الندية "

كما أضاف : "القضية الجنوبية قضية سياسية بالأصل فهم حاولوا أن يطمسوا هويته ، ومجلس الأمن لديه إحساس كبير بضرورة مشاركة الجنوب الفاعل في الحوار ، وهو الجنوب الذي يطالب باستعادة هويته وسيادته " .

المهندس العطاس أكد على تسليم القيادات الجنوبية لرؤيتهم السياسية تجاه الحوار الوطني في اجتماع برلين إلى يد نعمان والانسي والارياني ، ولم يتم الرد عليهم حتى الآن.

 

وفي صعيد متمم قال المحلل السياسي مصطفى راجح أن أولوية الحوار ستكون لبناء الدولة لأنها المشكلة التي فجرت حرب 94 سابقا ويجب حلها .

وأضاف راجح في لقاءه على الجزيرة: " حل القضية الجنوبية مستوعب في شكل الدولة والنظام السياسي، ولن يبقى سوى حل الجانب الحقوقي من القضية الجنوبية".

وأردف راجح: "في ظل مجتمع متعدد ومتنوع ليس هناك مكان لديمقراطية الأغلبية بل ديمقراطية التوافق".

 

وبخصوص التدخل الخارجي قال الدكتور عبد الحكيم الشرجبي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء: "أن الإشراف الخارجي ليس سوى ضامن للحوار في ظل ما تملكه مراكز القوى التقليدية من سلاح ومال وسلطة ".

وقال الشرجبي في برنامج ما وراء الخبر على الجزيرة : "وجود العامل الخارجي سيمثل ضمانة من دون أي املاءات ، وهي ستكون سلاح في حالة بعض القضايا عن مسارها الطبيعي " .

وهكذا يتضح لنا أن الرهان على نجاح الحوار قد انتقل من صنعاء الى عدن ، فهل يتمكن بن عمر وهادي من إقناع الجنوب ، أم أن الحوار سيولد ميتا أو سيفشل قبل أن يبدأ..؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى