أخبار وتقارير

جنود يحاصرون قائد اللواء 22 حرس في تعز ويطردونه من المعسكر “تفاصيل يرويها بعض الجنود”

يمنات – الشارع

اطاح جنود تابعون للواء 22 حرس جمهوري, المرابط في منطقة "الجند" التابعة لمحافظة تعز, ظهر أمس, بقائد اللواء العميد الركن محمد البخيتي, بعد أن اعلنوا حالة تمرد داخل المعسكر على خلفية اتهامه بمصادرة حقوقهم واستقطاع رواتبهم, إضافة الى قضايا فساد أخرى.

وقالت لـ "الشارع" مصادر عسكرية متطابقة إن العشرات من جنود اللواء اتجهوا, قبيل الظهر أمس، الى أمام القيادة, وقاموا بمحاصرة القائد في مكتبه, في قيادة اللواء, وهتفوا مطالبين برحيله, وبعدها قاموا بإحراق سيارته التي كانت متوقفة أمام القيادة.

وأكد للصحيفة مصدر عسكري رفيع في اللواء, طلب عدم ذكر اسمه, أن "الجنود أحرقوا سيارة العميد البخيتي, وهي نوع صالون مدرعة, وبعدها أجبروه على مغادرة اللواء بعد أن تجمعوا أما بوابة القيادة, وهتفوا بضرورة رحيله".

وقال للصحيفة أحد الجنود الذين شاركوا في الاحتجاج, إن عددا من زملائه قاموا بتهشيم سيارة قائد اللواء عندما وصلوا الى امام القيادة, وأخرين قاموا بإحراقها بعد أن صب أحدهم البترول عليها, مشيراً الى أن السيارة دُمرت كليا بالحريق.

غير أن جنديا آخر قال أن "السيارة لم تدمر بشكل كلي, وإنما طالها الحريق في عدة أماكن منها ملحقاً بها اضرارا".

وقالت المعلومات إن البخيتي غادر اللواء بوساطة قام بها أركان حرب اللواء, العميد سند الرهوة, بعد ما كان الجنود قد حاصروا البخيتي ورفضوا السماح بخروجه. وأفات المعلومات بأن الرهوة يتولى قيادة المعسكر, وعلى تواصل مع الجنود المحتجين لتهدئة الوضع.

وذكرت المعلومات أن الجنود المحتجين طالبوا برحيل الكاتب المالي باللواء الذي يتهمونه بالفساد.

وقالت المعلومات أن الكتيبة الثانية في اللواء هم من قادوا عملية الاحتجاج والتمرد ضد محمد البخيتي, بسبب قيامه بخصم مبالغ من رواتبهم لغياب البعض, او لعدم التزامهم بتنفيذ الأوامر.

وأفاد الصحيفة مصد عسكري رفيع في الحرس بتعز أن "هذه الكتيبة هي التي كانت معنية بالنزول الميداني خلال الثورة, واستخدمها القائد السابق العوبلي في فرض السيطرة على بعض المواقع".

وأفاد المصدر أن اللجنة الأمنية في تعز اجتمعت, بعد طرد البخيتي و"أقرت تكليف نائبه بالعمل بدلا عنه, وشكلت لجنة للتحقيق في حيثيات التمرد".

وقال المصدر إن هذا اللواء يتبع الآن وزارة الدفاع, وإن اشتباكات بالرصاص الحي وقعت, بشكل محدود, بين عدد من أفراد الكتيبة الثانية, ومرافقي البخيتي, دون أن تسفر عن إصابات.

وقال جندي ثالث: "البخيتي منع عنا الزيادة, ومنع عنا المقابلة الشخصية, ومنع أيضا الإجازات الرسمية, وإذا أردت مثلا إجازة فما عليك الا أن تنتظر للروتين الذي فرضه منذ توليه زمام الأمور بدلا العوبلي".

وتابع: "تقدم إجازة عن طريق قائد السرية, وقائد الكتيبة, وشؤون الأفراد, ومن بعدها عن طريق مكتبه, والمكتب يقدم له الإجازة بعد أيام من المعاملة, وأحياناً يوافق على التوقيع, وفي كثير من الأحيان برفض التوقيع".

غير أن الجندي الثاني قال: "على العكس, البخيتي كان أكثر تسامحاً من العوبلي, وكان يقد إجازات ما بين الحين والأخر للجنود, والقضية التي أختلف معه الجنود عليها تتمثل في أنه يلبي طلبات الجنود الذين طالبوه, منذ قرابة أسبوع, بمسدسات وأراضي".

وأضاف: "كان رده إيجابياً, وقال لهم إنه سيطرح الموضوع على القيادة العامة وإذا ردوا عليه بالموافقة فلن يكون عنده مانع؛ غير أن الجنود لم يتفهموا رده, واستمروا في المطالبة حتى تأججت المطالب, ومنذ صباح اليوم (أمس) حتى الظهر اشتعلت الدنيا داخل المعسكر, وقاموا بطرده".

وقال: "القائد الآن يتواجد داخل القصر الجمهوري في تعز, وهو الآن موجود, وهناك معلومات أنه سوف يعود؛ غير أن الجنود رافضين عودته".

وقال جندي رابع: "حاول البخيتي أن يطبق النظام والقانون داخل المعسكر, والمقربين منه يسرحون ويمرحون داخل اللواء دون حسيب أو رقيب", وتساءل الجندي: "أكل كل شيء في اللواء, ويشتي يطبق القانون, بالله عليكم يشتي الناس ينضبطوا داخل ويتعسكروا وحقوقهم مصادره؟!".

وقال: "التغذية التي كانت موجودة في أيام مراد العوبلي توقفت كلها, والباقي معانا فول وفاصوليا, كنا نضاهي وننافس بقية الوحدات من حيث التغذية التي كانت متوفرة, وعندما جاء البخيتي ضاعت كل حقوقنا, وعندما حاولنا أن نطالبه بإعادة الحقوق, لم نتمكن من الوصول اليه".

 

وتابع: "كان يعيش في معزل عن الجنود, وكان يرفض مقابلة الجنود في اختلاف كبير عن القائد السابق الذي كان يحتك بالجنود ما بين الحين والآخر". فيما قال جندي آخر: "إذا توقف راتبك تشتي له مدة حتى تستطيع أن تصل الى القائد. بمعنى أن المعاملة كانت متعبة جدا بيننا وبين القائد".

غير أن صف ضابط من اللواء قال لـ "الشارع" أن "سبب قيام الجنود بطرد البخيتي وإحراق سيارته جاء على خلفية نشوب خلاف بينه وبين أحد الضباط الخريجين الجدد, وأن القائد قال للضابط روح بيتكم, وعندما عاد الأخير الى كتيبته حرض الجنود, وتوجه الجنود نحو القيادة وطالبوا مباشرة برحيل القائد".

مصدر عسكري اخر قال إن الاحتجاجات ضد البخيتي بدأت أمس الأول, بعد أن اتهمه الجنود بمصادرة حقوقهم, وتوقيف رواتبهم, وأن احتكاكات حدثت بين الجنود المحتجين وعدد من موافقي البخيتي, فاستفز الجنود احتجاجهم.

وأوضح المصدر أن المحتجين انتشروا في اللواء, ومنعوا القائد من الخروج, ولم يذكر المصدر أي تفاصيل أخرى تتعلق بمحاصرة القائد ونعه من الخروج.

ويعد البخيتي من أبرز القادة المقربين من قائد قوات الحرس الجمهوري المنحلة, العميد أحمد علي عبدالله صالح, وقبل أن يتم تعيينه في تعز كان قائدا لمعسكر الصمع في أرحب.

زر الذهاب إلى الأعلى