أخبار وتقارير

اليمن.. الشباب غائب وغاضب من الحوار

 

يمنات – سكاي نيوز

جاءت الكلمة التي ألقاها ممثل شباب الثورة في مؤتمر الحوار الوطني اليمني معبرة عن شعور الشباب اليمني بالإحباط وبتخطيهم في هذا المحفل الذي يطمح لرسم مستقبل بلدهم وتجاهلهم في المعادلات السياسية التي تلت الثورة التي كانوا وقودها وعمودها الفقري.

قد ألقى ممثل شباب الثورة في المؤتمر مبارك البحار كلمة نارية هدد فيها بثورة ثانية ضد من التفوا على ثورة الشباب وطالب فيها بالقصاص للشهداء.

ونالت الكلمة استحسانا من المشاركين الذين استقبلوا مقاطع عدة منها بالتصفيق ووقفوا يحيون البحار ويصفقون له عند نهايتها مما اعتبره المراقبون دليلا على أنها لمست جراحا غائرة لدى اليمنيين.

ووجه البحار كلمته إلى "السادة أعضاء رئاسة هيئة الحوار الوطني الشامل، المعينين فرضا، والخالية من الشباب".

وأعرب عن "ألمه" لغياب شباب الثورة عن جلسات الحوار "الذي لم يكن ليقام لولا تضحياتهم".

وانتقد ممثل الشباب المشاركون في المؤتمر واصفا إياهم بأنهم "فرقاء الأمس، شركاء اليوم في الحكم بالمحاصصة لا بل الكفاءة ولا الاستحقاق".

وألمح البحار إلى وجود متهمين بقتل شباب الثورة في صفوف المشاركين في مؤتمر الحوار وطالب بالقصاص من قتلة شباب الثورة.

ولفت إلى أن مشاركة الشباب في الحوار يجب أن تقوم على أساس المشاركة الفعالة في صنع القرار، مضيفا "لن نقبل أن يتم الالتفاف على صناعته وحصره على القوى التقليدية السابقة التي كانت سببا في محن الوطن".

وأضاف "نريد من مخرجات مؤتمر الحوار أن لا يتم الالتفاف عليها وإذا ما شعرنا بذلك فسنثور من داخل المؤتمر ومن ثار مرة فلن يعجز عن الثورة مليون مرة".

من جانبها وصفت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل الحوار بأنه مجرد "ديكور".

وقالت إن من أسباب عدم مشاركتها في المؤتمر تهميش النساء ومنظمات المجتمع المدني.

وقالت ''إن ما هو موجود في مؤتمر الحوار الوطني هو تمثيل شكلي، ديكور ليس إلا '' مؤكدة أن القضايا التي سيتم مناقشتها وما سيتم إقراره خلال جلساته محدد سلفا.

وأكدت كرمان في تصريحات صحفية أن "من تلك الأشياء التي تم القفز عليها قبل إنجازها، إنهاء انقسام الجيش والأمن، قيام الرئيس والحكومة بإجراءات وقرارات لتهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار، التحقيق في الجرائم التي ارتكبت بحق شباب الثورة.

هذا وكان رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي قد تنازل عن مقعده في المؤتمر لأحد شباب الثورة المرابطين في الساحات احتجاجاً على عدم تمثيل الشباب بالشكل الكافي.

وقال اليدومي في كلمته التي ألقاها في أولى جلسات المؤتمر "تعصرنا المرارة والحزن العميق كيف تم إقصاء الشباب من الحوار وهم صانعوه".

وعبرعن حزنه وأسفه لعدم تمثيل الشباب في مؤتمر الحوار بالشكل الكافي وهم من صنع التغيير و"قلبوا الطاولة على رأس الاستبداد"، بحسب قوله.
وأضاف "لن ننسى شهداء جمعة الكرامة أو الذين سبقوهم أو الذين لحقو بهم".

وعبر بعض الشباب عن تخوفهم من ألا يؤدي المؤتمر إلا إلى "مزيد من سرقة الثورة".

وقال حكم الشرعبي ، أحد المشاركين في مظاهرات ساحة التغيير، لسكاي نيوز عربية ليس إلا "مسرحية للالتفاف مرة أخرى على الثورة وحق الشهداء وحقوق الشعب وذلك في غياب تمثيل حقيقي للشباب".

ويقول الشرعبي "نحن الشباب نشعر ببؤس شديد وإحباط رهيب فبعد أن قدمنا روحنا ودماءنا للثورة جاءت الأحزاب وقطفت ثمارها ولتتقاسم الحكم ووظائف الحكومة بين وجوه كانت موجودة في النظام القديم بل وكانت ضد الثورة في البداية إلى أن بدأت تنجح".

ويضيف مجاهد الشيباني، "كنا نطمح إلى أن تنهي الثورة النزعة القبلية وتقضي على مركز القوى وأن نؤسس للدولة الديموقراطية المدنية ونتغلب على البطالة والجهل فلم نجد سوى تكريس لكل العيوب القديمة وهو ما ظهر جليا في استبعاد الشباب من اللجان الحوارية التي سيطرت عليها الأحزاب ومراكز القوى وأتباعهم".

وانطلق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء يوم 18 مارس بمشاركة 565 عضوا يمثلون أطراف العملية السياسية والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني بما فيها بعض أجنحة الحراك السلمي الجنوبي.

وتقاطع هذه الجلسات أجنحة أخرى من الحراك أبرزها جناح الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض.

ومن أسباب انتقاد الشباب لهذا المحفل أن اللجنة الفنية للحوار الوطني لم تمنحهم سوى 40 مقعدا للشباب المستقل في ساحات الحرية والتغيير. ذلك بالإضافة إلى 20 بالمئة من نسب تمثيل الأحزاب و المكونات السياسية والمدنية الأخرى المشاركة في الحوار بما فيها المجلس الوطني لقوى الثورة والتغيير، الذي يفترض أن الشباب هم قاعدته العريضة.

وقد أكدت اللجنة الفنية للحوار أن قائمة ممثلي المجلس الوطني جاءت خالية تماما من تمثيل الشباب.

ولن يتعدى تمثيل الشباب نسبة 25 بالمائة في حال التزام الأحزاب بنسب تمثيل الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى