أخبار وتقارير

اجتياح الجيش اليمني للجنوب في صيف 94 وتفاصيل عملية النهب وتدمير الممتلكات العامة “2”

يمنات – عدن الغد – ماجد الشعيبي

تناولنا في الحلقة الأولى، إعلان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الحرب على الجنوب في الـ27 من إبريل عام 1994، وكيف نشبت المواجهات المسلحة، وطريقة تعامل القوات العسكرية الشمالية مع الممتلكات الخاصة والعامة في عدن..

 

200 مليون دولار أمريكي التقديرات الأولية للأضرار التي لحقت بعدن

التقديرات الأولية للأضرار التي وقعت في عدن قدرتها الأمم المتحدة ب 100-200 مليون دولار أمريكي حسب ما قاله ‏المسئولون اليمنيون.

الأماكن والممتلكات التي نهبت شملت مشروع الأمم المتحدة الإنمائي، والمفوضية العليا لشئون  اللاجئين  ‏التابعة للأمم المتحدة. وزارة الصحة، ومكتب منظمة الصحة العالمية، وزارة العدل، ومصنع الملابس، ومصنع السجائر، (80% ‏ملكية خاصة) ومصنع صيرة المملوك للدولة، والقنصليات البريطانية، والألمانية، والروسية، ومكاتب شركة الفوكنديان اكسيدنتال ‏الكندية، وغرفة التجارة، ومكاتب منظمة الدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية (جماعة حقوق إنسان غير حكومية)، وسجن ‏المنصورة (أيضا ورشة النجارة) والمكاتب  الإدارية ومخازن مملوكة لمؤسسة التجارة الداخلية (شركة تجارة داخلية مملوكة ‏للدولة), وكل مقار الحزب الاشتراكي اليمني، والصحف المستقلة، والمقر الرئيسي للحزب الاشتراكي اليمني، وفندق عدن ‏موفنبيك، وفندق جولد مور، وفنادق أخرى مملوكة للقطاع العام والخاص، وكل متاحف عدن، وشاحنات الصرف الصحي‏، والمركبات من المعاهد اليمنية والأجنبية، وكل المعدات والمخازن في الميناء، والمستشفى الذي كان مقر الصليب الأحمر الدولي متواجد فيه، لم ينهب لكن سيارات  الإسعاف والأشياء الأخرى التي كانت في ساحته تم نهبها.

 

حكومة عدن بسبب دعاية الحرب الشمالية، أعلنت خلال شهر يونيو أن مصنع صيرة ‏والذي كانت أرباحه عام 1993م، 8 ملايين دولار  أمريكي ، سيتحول إلى مصنع للمشروبات الغازية (المصدر وكالة الصحافة ‏الفرنسية ،باريس بالانجليزية27 يونيو 1994) ،وفندق عدن موفنبيك، ومخازن الكحول. وعلى ما يبدو ما حدث في مصنع ‏صيرة للبيرة أن المليشيات  الإسلامية (شوهدوا بواسطة شهود عيان والذين يسمونهم "الملتحين")أتوا بعد تدمير المعدات بواسطة ‏جنود الحكومة.

وقال احد الصحفيين والذي شاهد الحريق وهو يلتهم المصنع أن مقدما في الجيش الحكومي في مكان المصنع قال ‏له أن الجنود الحكوميين أضرموا النيران في المصنع. المقابلة تمت في صنعاء في 1 أغسطس وقد طلب عدم ذكر اسمه. قال ‏أن ألسنة النيران كانت بارتفاع 80 قدما ، وزعم مراسل لصحيفة الثورة الرسمية معتذراً أن الحريق حدث بطريقة غير متعمدة ‏حيث حصل إطلاق نار "أشعل الكحول") وقال أعضاء من حزب الإصلاح ،خاصة عضو مجلس النواب جعبل طعيمان‏ ، للمعارض السياسي عمر الجاوي من حزب التجمع ،أنهم فخورون لحرق مصنع صيرة وكل البيرة المعبأة ‏فيه. مقابلة في عدن 19 يوليو 1994.

معظم الزجاجات التي حطمت بواسطة الإسلاميين والتي تقدر قيمتها بـ 7 مليون دولار أخذت من مخازن الحكومة، ومنازل ‏خاصة، وقعت قرب فندق ‏ جولد مور  أمام كاميرات الأخبار.. نهب فندق عدن موفنبيك كان اقل بكثير من مؤسسة التجارة أو ‏وزارة العدل.

 

تدمير الكنائس المسيحية

في 21 يوليو أطلقت النار على كنيسة القديس فرانسيس في التواهي، وكسر الصليب وتحطم التمثال.. ‏

وفي 15 يوليو، طلب رجال في سيارة عسكرية من الراهبات في منزل الأم تريزا في عدن فتح باب حظيرة السيارات ومخزن ‏البيت، ولكن الراهبات اللاتي لديهن رسالة من الشرطة بوعد بالحماية رفضن وفيما بعد أبلغ عن اثنين من مساجد عدن من قبل ‏مسلحين إسلاميين.

وإلى جانب النهب، بعض من أنصار علي ناصر محمد قاموا بمبادرة من ذات أنفسهم باستعادة أربعين إلى ستين من الفلل التي ‏كانوا قد سكنوا فيها من سابق، بما فيها فلل فخمة كانت مؤجرة لمنظمات دولية قبل منظمة حماية الطفولة السويدية، شركات ‏نفطية أجنبية. ‏‏

وعلى الرغم أن مسئولين كبار في وزارة الداخلية في معسكر طارق قد ادعوا أن حوالي 200 من النهابين قد تم القبض عليهم ‏بسبب النهب، فإن المسئولين لم يكونوا على دراية أين يتم الاحتفاظ بهؤلاء النهابين. ‏

بحلول 23 يونيو، كان هناك 2000 مصاب في الشمال معظمهم مقاتلين وفي كل من الشمال والجنوب أغلب المصابين هم ‏عسكريين، باستثناء مدينة عدن، والتي عند حلول 23 يونيو كان فيها 1500 مصاب 75% كانوا مدنيين. ‏

كان أسوأ قصف قد وقع على عدن 23ـ 25 يونيو مسبباً ما معدله حوالي ثلاثين من الوفيات و200 جريح يومياً حتى ‏نهاية الحرب في 7 يوليو سببت النيران المتبادلة من 15ـ 20 وفاة و150 جرحى يومياً في عدن. ‏

وفي الأسابيع الستة الأولى للحرب نزح 20000شخص من مناطق القتال حول عدن إلى مركز المدينة. ‏ و25000آخرون نزحوا في محافظات لحج وتعز و8000 في محافظة أبين. ‏

 

القصف حطم العديد من المنازل المهجورة والمتاجر والورش وحظائر الماشية، وقد عادت كثير من الأسر في يوليو لتجد ‏ممتلكاتها ووسائل معيشتها خراباً.

 

مصادر: تقرير عن منظة هيومن رايتس واتش

نقلا عن مشروع تخرج الزميل ماجد الشعيبي صحيفة "الارتباط "

زر الذهاب إلى الأعلى