أخبار وتقارير

الحوثيون يلوحون بالانسحاب من مؤتمر الحوار

يمنات – الأولى

زعم صالح هبرة، نائب رئيس مؤتمر الحوار، ورئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي "أنصار الله"، أن أهم القضايا السياسية والوطنية تصاغ في الأروقة الخاصة "وفق أجندة مفضوحة بعيداً عن مؤتمر الحوار"، معتبراً أن بعض "القوى" استطاعت أن تجعل من مؤتمر الحوار أشبه بورشة عمل تناقش فيها القضايا الهامشية "في تعطيل واضح لمهمته الوطنية الكبيرة التي يراد لها اليوم أن تتحول إلى مجرد كذبة كبيرة، وملهاة للشعب لصرف أنظاره عن ممارساتها".

واعتبر هبرة في بيانٍ صادر عنه حمل عنوان "حتى لا نكون شهود زور"، أن من يتابع الأساليب والممارسات التي تنتهجها هذه القوى "يدرك تماما أننا لا نتجنى على أحد".

واحتوى البيان على عدد من النقاط التي احتج عليها، ومنها ما سماه بـ"العمل على جعل موضوع الجيش وهيكلته بعيداً عن مخرجات مؤتمر الحوار، وإخضاعه لسياسات معينة وبإشراف أمريكي مباشر"، وهو ما يتنافى -برأي البيان- "مع بناء جيش على أسس وطنية لخدمة الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله".

كما اعتبر هبرة في بيانه أن القيام بتعيين اللجنة العليا للانتخابات خارج مؤتمر الحوار، وإعداد السجل الانتخابي بإشراف منظمات خارجية، وتحديد مراحل الانتخابات والمراكز الانتخابية، واللجان الفنية، وتعيين رؤساء اللجان، قد تم في إطار "المحاصصات الحزبية بعيدا عن مؤتمر الحوار وإشراك الشعب"، مشيراً إلى أن تلك القضايا "من صميم مهام المؤتمر، ومن أساسيات مخرجاته، ومما يجب أن يشترك فيه الشعب".

وتحدث البيان عن "تقاسم أموال الشعب والوظيفة العامة بما يخدم توجه أحزاب معينة، وتجنيد عشرات الآلاف لصالح تلك القوى، ومحاصصة السفراء والمحافظين والوكلاء ومدراء المديريات في ما بينها"، مشيراً إلى "اكتناف بعض أعمال الحوار الوطني الغموض في طريقة تسيير أعماله، مما أضعف روحية المشاركة لدى الأعضاء".

وتعرض البيان إلى ما قال إنها "مماطلة في تنفيذ النقاط الـ20، ومحاولة الالتفاف على تنفيذها"، معتبراً أن الأسوأ من ذلك: "قيام مجلس الوزراء بتبني مشروع يستثني أسر شهداء وجرحى صعدة من التعويض، وكأنهم ليسوا من أبناء الشعب اليمني، أو لم تشن ضدهم 6 حروب ظالمة من قبل النظام، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا والشهداء والمعوقين"، مشيراً إلى أن المماطلة في قضية حظيت "بموافقة جميع المكونات السياسية"، ولدت شعوراً بأن "الرئيس سيماطل في مخرجات الحوار".

وقال بيان هبرة إن هناك "ممارسات سلبية ممنهجة" ضد "أنصار الله"، متحدثاً عن "استمرار حملات التحريض والتشويه ضد أنصار الله من قبل بعض وسائل الإعلام الرسمية والحزبية"، و"إغلاق الجناح التابع لمؤسسة الشهيد زيد علي مصلح، أثناء مشاركتها في معرض الكتاب بمحافظة تعز".

وتطرق هبرة إلى حادثة استهداف القيادي الحوثي عبد الواحد أبو راس، ومقتل 3 من مرافقيه، متهماً الأجهزة الرسمية بـ"عدم اتخاذ أي إجراء تجاه ما لحق به وبمرافقيه، والتعامل معها ببرود ملفت".

وأشار البيان إلى تعديل نص البيان الختامي للجلسة العامة الأولى لمؤتمر الحوار "بما يخدم توجهات معينة تعمل على التقليل من شأن مظلومية صعدة"، وأوضح أن هناك مضايقة للمسافرين من "أنصار الله"، مشيراً إلى منع رجل الدين محمد قاسم الهاشمي من السفر، وإرجاعه من مطار صنعاء، وسحب جوازه "دون أي مبرر".

وأفاد البيان بـ"استمرار جهاز الأمن القومي في أسلوبه القمعي والاعتقالات التعسفية ضد أنصار الله، حتى إن بعضهم لا يزال رهن الاعتقال إلى الآن"، بالإضافة إلى استمرار احتجاز جهاز بث تابع لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، ورفض وزارة الداخلية إطلاقه "دون وجه حق".

واختتم هبرة بيانه قائلاً: "بناءً على ما سبق، فإننا بصدد دراسة الخيار الأنسب أمام هذه الممارسات"، دون أن يوضح الخيارات المحتمل اتخاذها من قبل جماعة الحوثي على الممارسات التي قال إنه تمنى ألا تقع!

 

وجاء بيان هبرة بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، لمقر انعقاد جلسات المؤتمر بفندق موفنبيك، أمس الأحد، حيث اطلع الأخير على سير أعمال المؤتمر، مشيداً بما تم تحقيقه حتى الآن، ومطالباً القوى المشاركة في مؤتمر الحوار بالإسراع في إنجاز مهامها، بما يتناسب مع الخطة الزمنية المنصوص عليها في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.

زر الذهاب إلى الأعلى