أخبار وتقارير

تفاصيل المواجهات التي دارت أمس بين جنود نقطة تفتيش في مدخل مدينة تعز ومسلحين قبليين من مديرية ماوية

يمنات – الشارع

نجحت قوات أمنية وعسكرية بتعز في منع مسلحين قبليين قدموا على متن عشرات السيارات, أمس, من مديرية ماوية, من دخول مدينة تعز, على خلفية مقتل شاب من ماوية, أمس الأول, في مديرية صبر الموادم.

وأدى منع القوات الحكومية للمسلحين من دخول المدينة الى اشتباكات, وقعت في "جولة فندق سوفتيل", على خط الحوبان, أصيب فيها 5 جنود, وثلاثة من المسلحين.

وقال لـ"الشارع" مدير أمن تعز, العميد محمد صالح الشاعري, إن 5 جنود أصيبوا بإصابات طفيفة في الاشتباك مع المسلحين, الذين "أرادوا الدخول الى المدينة, وتم التصدي لهم من قبل الحزام الأمني في منطقة سوفتيل ".

وأفاد الشاعري بأنه تم إسعاف الجنود الى مستشفى اليمن الدولي لتلقي العلاج هناك.

وذكر الشاعري أن اثنين من المسلحين أصيبا بطلقات نارية, أحدهما في الركبة, والآخر في الرجل؛ غير أن والد القتيل قال إن تلك الاشتباكات أدت الى إصابة ثلاثة أشخاص من الذين كانوا يريدون الدخول معه الى مدينة تعز للاحتجاج على تقاعس الأجهزة الأمنية في القبض على قتله ولده.

وأشار الشاعري الى أن قوات الأمن منعت المسلحين, الذين قدموا على متن عشرات السيارات, من الدخول الى المدينة, بينما تم تشكيل لجنة للتحقيق في القضية.

وأوضح الشاعري أن أهالي محمد محمود الصراري, الذي قتل أمس الأول في "صبر" اجتمعوا بمحافظ تعز, شوقي هايل, عقب الاشتباكات, أمس, "ووعدهم المحافظ بأنه سيتابع القضية بنفسه, وبأنه سيتم القبض على الجناة, كما اجتمع المحافظ بأهالي منطقة قراضة, التي ينتمي اليها المتهمون ووعدوا بأنهم سيسلمون المتهمون الى الأمن".

وأكد للصحيفة شهود عيان أن الاشتباكات وقعت عندما منعت القوات الحكومية المسلحين, الذين قدموا من "ماوية" على متن عشرات السيارات, من دخول مدينة تعز.

وذكرت مصادر محلية متطابقة أن المسلحين كانوا يريدون دخول المدينة للضغط على السلطات من اجل القبض على قتلة محمد محمود الصراري, فيما قالت مصادر أخرى إنهم كانوا ينوون الوصول الى قرية "قراضة" في "صبر" الموادم, للثأر لمقتل محمد.

وأفادت المصادر بأن المسلحين تمكنوا من اجتياز النقطة العسكرية, التابعة للدفاع الجوي, على مدخل مدينة تعز, وواصلوا سيرهم باتجاه المدينة, وعند وصولهم الى "جولة سوفتيل" أوقفتهم القوات الحكومية المتمركزة هناك, واندلعت اشتباكات بين الطرفين, الأمر الذي أدى الى سقوط عدد من الجرحى من الجانبين.

وقالت المصادر إن الاشتباكات تسببت في قطع الشارع الرئيسي الممتد من "سوفتيل" حتى مصنع الطلاء في "الحوبان" فيما سيارات كانت عالقة على امتداد الطريق.

وطبقاً للمصادر, فبعد اندلاع الاشتباكات, وصلت قوات أمنية وعسكرية إضافية الى "جولة سوفتيل" تعزيزاً للنقطة المتمركزة هناك.

وذكرت المصادر أن القوة الحكومية انتشرت في محيط المنطقة, وفي الأزقة والشوارع الفرعية الواقعة حولها والمتفرعة منها, فيما أعتلى عدد من الجنود أسطح عدد من المنازل المطلة على الشارع العام, تحسباً لعودة المسلحين, لمنعهم من التقدم ودخول المدينة.

من جهته, قال والد القتيل محمد محمود الصراري, في اتصال هاتفي مع "الشارع" مساء أمس, إن مشائخ "ماوية" اجتمعوا, وقرروا الدخول الى أمام مبنى المحافظة للتعبير عن احتجاجهم من تباطؤ الأجهزة الأمنية في القبض على الجناة.

وأضاف: "طوال الليل ونحن نتابع مدير أمن المحافظة, والمحافظ من اجل إخراج حملة أمنية للقبض على الجناة, ووعدنا بذلك؛ ولكنهم في الصباح لم يتفاعلوا".

وذكر محمود الصراري أن أبنه القتيل ذهب الى جبل صبر, ومعه 3 من إخوته, وشخص آخر من أقاربهم, لتناول القات في منطقة تقع فوق صبر "منتزه الشيخ زايد" وعندما هموا بالعودة, وقد كانوا على متن السيارة التي قدموا بها, قام أشخاص, من مكان مرتفع, بإلقاء الأحجار عليهم, وعندما بدأت السيارة بالتحرك أطلقوا النار عليهم, ما أدى الى مقتل ابنه محمد.

ونفى الصراري صحة المعلومات, التي ترددت أمس, عن أن سبب مقتل ابنه هي محاولته, مع عصابة مسلحة اختطاف فتاة في قرية "قراضة".

وقال: "هذا كلام غير صحيح ولا أساس له من الصحة. أنا مستعد ان اتناول عن القضية فورا إذا صح أن أولادي حاولوا اختطاف فتاة في قراضة".

وحول الاشتباكات التي حدثت أمس مع القوات الحكومية في "جولة سوفتيل"؛ قال الصراري إن ثلاثة أشخاص من اهالي "ماوية" الذين قدموا معه للاحتجاج على تقاعس الأجهزة الأمنية, أصيبوا في تلك الاشتباكات, وهم: علي ناصر عوض, أصيب بطلقتين في الرجلين, وعبد الكريم مقبل سعيد, أصيب بطلقة في الرجل, وشخص ثالث مصاب بطلقة في الرجل.

وذكرت مصادر أخرى أن اثنين فقط من الجنود اصيبا في تلك الاشتباكات, وهما: محمد الشرفي, اصيب بشظية في الإذن, ومحمد العبسي, أصيب بشظية في العنق, وهما من جنود اللواء 22 مدرع.

على صعيد متصل؛ أبلغ الصحفية مصدر محلي في قرية "قراضة" أن مشائخ منطقة "صبر الموادم" اجتمعوا, أمس, وقرروا تحكيم مشائخ "ماوية" وتسليمهم سلاحا كتعبير عن تحكيمهم قبلياً, على أن تسليم المتهمين من الطرفين الى الجهات الأمنية والجلوس للنظر في القضية.

ونفى المصدر وصول حملة أمنية الى "قراضة" للقبض على الجناة, مشيراً الى أن أهالي المنطقة يحملون أسلحتهم على الدوام, ويعيشون حالة استنفار, في ظل الحرب التي تدور بينهم وبين أهالي منطقة "المرزح" في نفس المديرية, منذ أشهر, بسبب مشاكل قديمة على غيول ماء.

وأفاد المصدر بان عددا من مسلحي "الموادم" انتشروا, صباح أمس, على امتداد الطريق الذي يصل مدينة تعز بمنطقتهم, تحسباً لوصول مسلحين من "ماوية".

زر الذهاب إلى الأعلى