فضاء حر

خواطر و أشجان من محافظة عمران

يمنات

في الطريق إلى محافظة عمران راودتني الكثير من المشاعر المتناقضة، قلق وتوتر، ورغبة في زيارة عالم جديد بالنسبة لي، الواقع إن كل ما كان في ذهني من معلومات عن عمران لم يكن إيجابياً إلى حد كبير.

الصراعات الأهلية ولعلعة الرصاص التي لا تصمت هي كل ما كان يسكن المخيلة من معلومات عن هذه المحافظة التي لا تبعد كثيراً عن صنعاء العاصمة التي نقيم فيها حيث ينعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

ورغم هذا، كان الذهاب إلى عمران واجباً وطنياً وأخلاقياً، لم أكن أستطيع الرجوع عنه أو التنصل منه.

كعضوة في فريق التنمية المستدامة وتنفيذاً لخطة أعدها الفريق كان لزاماً علينا خوض هذه التجربة التي ظننا أنها في البدء مخاطرة قبل أن نصل إلى عمران ونكتشف أن الأيام قد أكرمتنا بهذه الفرصة الجميلة التي أتمنى صادقة أن تتكرر.

بالنسبة لفتاة قادمة من عدن لاشك أن زيارة محافظة كعمران تمثل الدخول إلى عالم جديد يتميز بأشياء عديدة، أبرزها أن القلق من المجهول سيظل سيد الموقف.

في الطريق إلى عمران كان العقل الباطن يستعرض كل الاحتمال ويعزز كل المخاوف، لكن سرعان ما بدأ كل ذلك يتلاشى منذ وصولنا إلى المحطة الأولى لخطه الرحلة.

 كانت منطقة قاع البون المنطقة الزراعية بامتياز هي أولى المناطق التي حللنا ضيوفاً عليها وفيها حظينا باستقبال من قبل مسؤولي المنطقة وواجهاتها الاجتماعية.

أبرز ما شد انتباهنا في قاع البون هو وعي أبنائها بمشاكل منطقهم وقدرتهم على فهم وتلخيص احتياجاتهم وما يطمحون إليه، ونظرتهم الثاقبة للمستقبل الذي ينشدونه.

ذات المشهد تكرر في كل محطة مرت فيها رحلتنا إلى عمران، حيث حرصنا على الالتقاء بمعظم فئات المجتمع في المحافظة.

خلاصة ما خرجنا به من عمران أن المحافظة تعاني إهمالاً مروعاً وقصوراً في عملية التنمية، ما ينبغي أن يكون في محافظة لا تبعد كثيراً عن عاصمة الوطن، ناهيك عن امتلاكها لمقومات نهوض عديدة أبرزها في قطاعي الزراعة والسياحة.

زر الذهاب إلى الأعلى