إجتماعية

في ريمة.. رفيدة تسأل: من يعيد لي أسرتي

المستقلة خاص ليمنات

بعد أن فقدت حنان الأم ودفء الأب وحمايته، غادرت الابتسامة وجه رفيدة الطفلة ذات الاثني عشر ربيعاً والأخت الكبرى لسبعة أطفال آخرين يواجهون خطر الضياع بعد ما تشتت شمل الأسرة بسبب تداعيات مؤسفة على خلفية اعتداء قامت به عصابة مسلحة هاجمت منزل الأسرة ونهبت كل ما تملكه..

قبل عامٍ من الآن نشرت المستقلة مأساة رفيدة وأسرتها، فوالدها ماجد غالب عبدالله تولى إدارة عدة مدارس، كما أن أمها كانت استاذة ومديرة لمدرسة أيضاً، كل ذلك قبل أن يحل النحس منزل الأسرة ويشتت الشقاء شملها، بعد تعرض المنزل لإطلاق نار كثيف من قبل عصابة مسلحة ذات سوابق تخريبية أعقبه نهب كل ما يملكه الأب من أثاث المنزل وممتلكات أخرى فضلاً عن إصابة جدها المسن وعمها، حيث دب خلاف بين والد رفيدة المدير ووالدتها المديرة، التي اعتبرت ما حدث جارحاً للكرامة والقت باللوم على زوجها ورفضت اعادتها إلى أطفالها الثمانية، مما جعله يعجز عن رؤيتهم في تلك الحالة فقرر السفر والاغتراب في السعودية.. فضلاً عن أن رفيدة تعاني من كون خالها محتجزاً في معتقل جوانتنامو لسنوات بعيداً عن زوجته وابنتيه رغد وسجادة وها هي “رفيدة” تجد نفسها أمام مسئولية اعادة شمل الأسرة رغم ما تعانيه في ظل غياب والديها وتناشد الوالد رئيس الجمهورية ووزير الداخلية والنائب العام وكل المنظمات الحقوقية، العمل من أجل ضبط العصابة المسلحة التي شتت أسرتها وحكمت على أطفال أبرياء بالضياع، كما طالبت رئيس محكمة السلفية بسرعة تسليم منهوبات والدها والعمل على إعادة أمها..

تقول رفيدة في رسالةٍ مؤلمة عبر المستقلة: “والدي كان نعم الأب المحتسب بعدما تعرض له من اعتداء آثم وهجوم مسلح طال الأفراد والممتلكات، وشكل كيان الأسرة، فحرم أبي من أولاده ولم يراهم حتى الأن، وحرم من زوجته سنة ونصف بعد هروبها مع أبيها وإخوانها، الأمر الذي دمر حياة أبي اجتماعياً ونفسياً ومادياً ومعنوياً ودفعه إلى الاغتراب..

لقد بات والدي يتفرج على كل ما جمعه طيلة عمره وقد صار غنيمة في أيدي المعقدين، الذين خططوا للقضاء عليه لولا عناية الله.. إنني سأظل مع والدي أواسيه في مصابه وسأبقى نعم البنت اليمنية، تركية الأصل- تقول أنها من نسل السلطان عبدالحميد ولن أبيع جزءاً من والدي ولو وضعوا التاج فوق رأسي، وسأخدمه حتى آخر رمق في حياتي، وأسأل الله أن يلم شمل أسرتي ويعيد خالي من المعتقل، وإنني أهديكم بعض سطور القصيدة التي أهداها أبي من أرض الغربة والتي جاء فيها

“رفيدة أيا خلجات الفؤاد..

وأبيض عيني وكل السواد..

أخبئ حبك في داخلي..

لأنك حبي ونبض الفؤاد..

أتدرين أن اغترابي جحيم..

وأن نهاري وليلي سواد..

عزائي أني بعد الفراق..

سيجمعني فيك رب العباد..”..

لا تريد رفيدة أكثر من شعور غامرٍ بدفء الأسرة وحنان والديها وحمايتهم لتعود الابتسامة مرة أخرى إلى وجهها.. فهل يكتب القدر لها ذلك؟!

زر الذهاب إلى الأعلى