أخبار وتقارير

رمضان يحول مساجد العاصمة إلى ساحة للصراع المذهبي

يمنات – الشارع

قتل طفل وأصيب شخص آخر, في اشتباكات وقعت, بعد صلاة عشاء أمس, داخل "مسجد الريان" الواقع في منطقة "نقم" وسط العاصمة صنعاء بين عدد من السلفيين وآخرين ينتمون لجماعة الحوثي, بسبب منع إقامة صلاة التراويح في المسجد.

وقالت لـ"الشارع" مصادر متطابقة إن الاشتباكات وقعت على خلفية توتر, جراء منع الحوثيين جماعة السلفيين من تأدية صلاة التراويح في المسجد, وتفجرت المشكلة بعد الانتهاء من تأدية صلاة العشاء, ثم تطورت الى اشتباكات بالرصاص الحي.

وأكد لـ"الشارع" مصدر أمني أن الشخص الذي قتل, برصاصة اخترقت بطنه, يدعى محمد خالد علي غالب (16 عاما) وهو من أهالي الضالع, ويسكن في حي "نقم" وهو طالب لا علاقة له بالمشكلة, فيما المصاب يدعى يحيى حفظ الله سعيد الخولاني, وهو من أهالي عنس, وأصيب برصاصة في إحدى رجليه.

وقال المصدر الأمني إن شخص يدعى (ف. هـ) وهو من أهالي "نهم" يسكن في "نقم" متهم بإطلاق الرصاص, وتمكن من الفرار بعد المشكلة, ومازالت الأجهزة الأمنية تبحث عنه.

وأفاد المصدر بأن شخصاً يدعي (ع. م. غ) وابنه "شفيق" متهمان بإطلاق النار, وتمكنا من الفرار بعد المشكلة.

وطبقاً للمصدر, فقد حدثت مشادات واشتباكات بالأيادي بين الجانبين داخل المسجد, ثم تطور الأمر الى اشتباك بالرصاص الحي.

وأشار المصدر الى أن هناك انقساما بين أهالي الحي بين السلفيين والحوثيين؛ غير أن حضور الأخرين أوسع وأكثر.

وذكر مصدر أمني ثان للصحيفة أن طقمين أمنيين, أحدهما يتبع منطقة "معين" الأمنية, والثاني يتبع قوات النجدة, وكانا بالقرب من المسجد, تدخلا لإيقاف الاشتباكات.

وقال المصدر إنه "تم القبض على عدد من الأشخاص, سلفيين وحوثيين, وتم إرسالهم الى منطقة معين الأمنية للتحقيق معهم, ومازال التحقيق معهم جارياً هناك".

على صعيد متصل, حدثت إطلاق رصاص في الهواء ومشادات واشتباكات بالأيدي, بين حوثيين, من جانب, وسلفيين وإصلاحيين, من جانب ثان, بعد صلاة العشاء أمس, في "مسجد التيسير" الواقع في "شارع الزراعة" وتحديداً في حي "بستان ناصر" الواقع خلف "جولة القادسية".

وقالت لـ"الشارع" معلومات ومصادر محلية متطابقة إن المشادات والاشتباكات تطورت الى اعتداء طال رجلاً مسناً, وإطلاق نار خارج المسجد, على خلفية منع الحوثيين للسلفيين من أداء صلاة التراويح في المسجد.

وأكد للصحيفة مصدر أمني حدوث الاشتباكات بالأيدي بين الطرفين, نافياً سقوط أي إصابات من الطرفين.

وأفادت المعلومات بأن المصلين, وهم من أهالي الحي, وينتمون الى التيار السلفي, والتجمع اليمني للإصلاح, باشروا, بعد انتهاء صلاة العشاء, أداء صلاة التراويح, وعندما كانوا في الركعة الثانية تجمع عدد من الحوثيين, من أهالي الحي, وبدؤوا يكبرون ويفترشون أرضية المسجد لمنع الآخرين من أداء صلاة التراويح.

وقال المصدر الأمني للصحيفة إن أصوات الحوثيين ارتفعت داخل المسجد, ثم سُمع فجأة, صوت إطلاق نار خارج المسجد, وعلى سطحه, يعتقد أنه حدث من قبل حوثيين تمكنوا من إيقاف المصلين من أداء صلاة التراويح.

وأضاف المصدر: "توقف الناس عن أداء الصلاة, حاول شخصان الخروج الى باب المسجد والوقوف أمامه كي يسمحوا للناس بتكملة صلاتهم؛ إلا أنهما لم يتمكنا من ذلك, وحدث ملاسنات, وتم الاعتداء على رجل مسن, لم يعرف من اعتدى عليه".

وتابع: "خرج المصلون, واتجهوا الى قسم شرطة معين, الذي ارسل أطقما أمنية الى المسجد؛ إلا إنه لم يتم ضبط أي من أفراد جماعة الحوثي, الذين مازالوا يقسمون أنهم لن يسمحوا للناس بأداء صلاة التراويح في المسجد, فيما يصر الآخرون على تأديتها, الوضع مازال متوتراً, وستحدث مواجهات إذا لم تتدخل قوات الأمن".

وأكد للصحيفة شاهد عيان حدوث اشتباكات بالأيدي داخل هذا المسجد بين عدد من الحوثيين, وآخرين سلفيين وإصلاحيين, ما أدى الى إيقاف صلاة التراويح, التي يقول الحوثيين إنها "بدعة" فيما يصر السلفيون والإصلاحيون على أدائها باعتبارها "سنة متواترة".

وقال شاهد العيان إن المشادات والاشتباكات استمرت بين الجانبين نحو ربع ساعة, وهو الأمر الذي دفع "أحد عقلاء الحي", وينتمي لجماعة الحوثي من إطلاق الرصاص في الهواء لإيقاف الاشتباكات, وتفريق الجانبين, وهو ما حدث بالفعل.

وأضاف: "تعالت أصوات الحوثيين مرددين صرختهم, التي يقولون فيها: الموت لأمريكا, الموت لإسرائيل, اللعنة على اليهود, النصر للإسلام. ثم تم إغلاق المسجد دون أن يُسمح للآخرين بأداء صلاة التراويح".

وذكر شاهد العيان, وهو من أهالي الحي, أن مجاميع حوثية أخرى وصلت, بعد ذلك, الى المسجد, وأخذت تمضغ القات أمامه, وفي فنائه, ترقباً لهجوم مجاميع من السلفيين والإصلاحيين, وهوما لم يحدث.

وتحدثت معلومات أخرى عن حدوث المشكلة ذاتها حول أداء صلاة التراويح في عدد آخر من مساجد العاصمة صنعاء, بين حوثيين سلفيين وإصلاحيين؛ غير أن الصحيفة لم يتسن لها التأكد من ذلك.

وحاولت "الشارع" التواصل, مساء أمس, مع مدير عام مكتب وزارة الأوقاف في العاصمة صنعاء, قائد محمد قائد, إلا أن تلفونه كان مغلقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى