فضاء حر

أنا مع التعايش و مع حق الناس أن يكونوا ما يشاؤون

يمنات
تسألوني ما “أنا”؟ سأجيبكم بما لستُ “أنا” وما يمكن أن أكون عليه:
لستُ مؤتمريا لكني مستعد للدفاع، حتى آخر لحظة، عن حقوق المواطنة و الحقوق السياسية والمدنية للمؤتمريين.
لستُ إصلاحيا ولكني مستعد للدفاع، حتى آخر نفس، عن حقوق المواطنة والحقوق السياسية والمدنية للإصلاحيين.
لستُ حوثيا لكني مستعد للدفاع، حتى آخر رمق، عن حقوق المواطنة والحقوق السياسية والمدنية للحوثيين.
لستُ سلفيا ولكني مستعد للدفاع، لآخر نفس، عن حقوق المواطنة والحقوق السياسية والمدنية للسلفيين.
لستُ حراكيا لكني مستعد للدفاع، لآخر مدى، عن حقوق المواطنة والحقوق السياسية والمدنية للحراكيين.
لستُ منتميا لأي تيار من التيارات الآنفة، ولست ضدها أيضا، لكني ضد أي فساد سياسي من قبل أي منها، وضد أي عبث بحريات الآخرين من قبل أي طرف، وضد “الإكراه” وفرض الخيارات بالقوة من قبل أي حزب، وضد الإقصاء والإلغاء من قبل أي تيار.
وبقدر ما يكون طرف ما أكثر تماديا في الفساد أو في الإقصاء فإن موقفي تجاهه، كمواطن وكصحفي، أكثر نقدا وأعلى صوتا، بسبب فساده وسلوكه لا بسبب هويته أولونه.
أنا مع “التعايش” ومع حق الناس في أن يكونوا ما يشاؤون ويختاروا ما يشاؤون، شرط أن لا يفرضوا خياراتهم على الآخرين بالقوة، والناس بعد ذلك لديهم عقول لاختيار ما يقتنعون به والانتماء أو اللاإنتماء إلى ما يناسبهم أو ما لا يناسبهم.
هذا ما أنا عليه، سموها ليبرالية، علمانية، مدنية، ماشئتم، فركيزتي في ذلك خلاصة ما وصلت إليه الإنسانية من قيم حديثة، وما تراكم في تاريخنا من مبادئ عظيمة.
و بكلمة يلخصها القرآن: “ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله”. لنختلف ولنتعدد لكن لا يسعى فريق منا ليجعل من نفسه ربا لفريق آخر أو فرقاء آخرين.
فهل نستطيع، ويستطيع اليمنيون، الرجوع إلى هذه المبادئ التي تكاد تكون بديهية لكثرة ما يلفتنا إليها العصر بلغته، والتاريخ بحركته، في حياتنا اليومية ؟
هو وطن الجميع، والجميع مسؤولون عن بنائه والمشاركة في بنائه، ومن يحقر الآخرين أو يروج ضدهم اتهامات للطعن في وطنيتهم دون أي دليل كالشمس، فإنه يسعى إلى خراب الوطن برمته، عبر سعيه لاحتكار الوطنية واحتكار الحقيقة له وحده لاشريك له، ومن يسعى مسعى كهذا هو من يجب أن يقف الجميع، مجتمعا وأفرادا ونخبا، ضده وفي وجهه .

زر الذهاب إلى الأعلى