فضاء حر

إعلامنا في البيان رقم 1

يمنات
في فعالية إشهار منتدى التنمية الإعلامي بصنعاء السبت الفائت والذي شاركت فيه كوكبة إعلامية وسياسية ومدنية متميزة ونوعية شعرت بتفاؤل كبير وأنا أقرأ في وجوه ومداخلات المشاركين حرصهم على التقاط الكلمة والفرصة والأمل لتحقيق مالم تحققه دكاكين الأحزاب أو زواريب منظمات المجتمع المدني وقبلهما وزرة الإعلام بمختلف مؤسساتها وتفريعاتها التي باتت أكثر من الهم على القلب ..
صحفيون مخضرمون تحدثوا بوجع عن حال الصحافة وما آلت إليه أوضاع الإعلام والإعلاميين وكانت أخلاق المهنة وقيمها التي تكاد تكون منعدمة هي المحور الأساس لمختلف المداخلات التي طرحت الأمر الذي عزز أهمية المحاضرة التي ألقاها على هامش إشهار المنتدى الدكتور عبد الرحمن الشامي عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء تحت عنوان ( نحو صحافة نوعية وذات جودة: القيم المهنية والأخلاقية للصحافة ) .
الإعلام كان ولايزال مصدر قلق السلطات والنافذين على مختلف مستوياتهم ، ولئن ارتبط البيان رقم واحد بالإعلام الثوري أو الانقلابي فإن البيان رقم واحد الذي أذاعه المنتدى كبيان إشهار له ولملامح نشاطه المستقبلي وبرامجه المرتقبة مرتبط بالهموم التي طرحها الصحافيون والإعلاميون في المنتدى ، فقد كان البيان معبراً عنها حد التطابق ، وهذا يعني أننا على المستوى النظري قادرون على إيجاد إطار ناظم لإصلاح حال الإعلام والارتقاء برسالته وانتشاله من الشبكة الاخطبوطية المهيمنة عليه والمُعيقة لحركته نحو التطور والنماء وتأدية رسالته التنويرية والتوعوية والتنموية ، ولعل هذا الإطار قد تم التعبير عنه في وقت سابق تحت مسمى ميثاق شرف إلا أنه لايزال يرزح تحت عنوان مشروع أي أنه معطل وبحاجة إلى تفعيل .
وأشك هنا بأنه ستتاح الفرصة للمنتدى من قبل قوى التسلط على الإعلام والتي تستخدم كل أدواتها لحرفه عن مساره الطبيعي وتشويه صورته وتقويض أدائه وتفخيخ مخرجاته ، ولكني أقطع بأن العمل الجماعي وإعمال سبل الشراكة والالتفاف حول مصلحة واحدة تحمي الإعلاميين وتصون رسالة مهنة المتاعب سيجترح شيئاُ يستحق الذكر والبناء عليه فيما لو تراكم الجهد ليشكل ثورة تغيير إعلامي .. وهنا أؤمن بهذه الثورة كإيمان غاندي بثورته السلمية حينما قال : ( في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر )..
ولعلنا قد قطعنا مرحلتا التجاهل والسخرية وكذلك مرحلة الحرب ولم يبق إلا أن نستمر لننتصر ..
لكزة
من يزور مبنى كلية الإعلام بجامعة صنعاء يستطيع أن يدرك أن سياسة مُمنهجة تقف وراء اختيار مبنى لا يصلح كسجن لقطاع طرق ليكون صرحاً لتخريج الإعلاميين وهو تعبير واضح من الحكومة بأنها لا تريد إعلاميين بل إعلافيين ولا تريد صحافيين بل سخافيين ، وهذا جزء مما شكاه عميد الكلية لنا أثناء لقائه ، وماقاله قبل ذلك بيوم لقناة الساحات الفضائية .
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى