فضاء حر

لا تعترف بالحوثيين

يمنات
“الجمهورية اليمنية” لا تعترف ب”الحوثيين”
سيبكم من فشل “اللجنة” أو نجاحها..
فالحالتان تحصيل حاصل للحقيقة الأكبر التي عبرت عنها مسيرة “الاصطفاف الوطني” اليوم والتي تم التنظيم لها بشعار “الدفاع عن الجمهورية”..
“الجمهورية اليمنية” لا تعترف بالحوثيين، وتعتبرهم “عدوا” لها..
هذا ملخص التظاهرة، وهذا ملخص نشرات وتغطيات الفضائية اليمنية وكل وسائل إعلام الحكومة.
والخلاصة أيضا: الجمهورية لن تعترف ب”الحوثيين”، سواء اقتحموا صنعاء، أو سحبوا معتصميهم ومسلحيهم، وعادوا ذاعنين إلى صعدة.
في الحالتين يظلون “ملكيين”، وسواء أكد زعيمهم في خطابه على كونه “مجمهرا” أم لا، وسواء رفعوا علم الجمهورية، أو أقحموا النشيد الوطني على برامج قناة “المسيرة”، أو لم يفعلوا.
هذا هو الحال.. حتى خلال ما كانت اللجنة المرسلة إليهم من “الجمهورية” تفاوضهم حول مطالبهم، كان أقطاب “الجمهورية” يكيلون لهم أنواع الاحتقار اللفظي، والمنابزة السياسية، في كل وسائل “نصر طه”..
حتى “الجزيرة” و “توكل” تم الاستنجاد بها لأداء دورها في الذود عن “الجمهورية” في وجه أعداء “الجمهورية”.

فجر أمس نمتُ على خبر فشل أعمال “اللجنة”، وعلى نسبة مخاوف عالية من حدوث الأسوأ.. وفي الظهيرة استيقظت ووجدت أن مخاوفي لازالت على حالها مستيقظة.. فأرسلت إلى زملاء وأصدقاء: حان الوقت لنكتبها بوضوح إلى الحوثيين: السياسة ليست العناد.. وحذارِ من أن تركبوا رؤوسكم وتقتحمون كعبة اليمنيين وآخر بيوت وحدتهم الاجتماعية: “صنعاء”. سيلعنكم التاريخ، ما بقي من التاريخ حتى نهاية الكون، إن فعلتم ذلك.
لقد كنت، ولازلتُ، صادقا في التعبير عن خوفي من حماقة قوة ليس لديها من تجارب غير تجارب “الفتوحات” و الانتقال من نصر إلى نصر.
ثم….
ثم، بعد مرور ساعات، أي عند بدء كتابة هذا المنشور؛ كنت على وشك أن أفتتحه بهذا الشكل: أيها الحوثيون إن لم تقتحموا صنعاء الليلة فسيلعنكم التاريخ ما بقي من التاريخ حتى نهاية الكون!
لكنني لست بخفة العقل هذه..
أما لماذا تحول هذا المزاج بهذا المستوى من الحدةّ؟
فليس لكبير سبب: فقط زرت بعد استيقاظي مخيم الصباحة، ثم عدت إلى مسيرة “الاصطفاف الوطني”.
وجدت في المخيم قبائل يمنية ببنادقها الشخصية، قد تكون تفكر في اقتحام المدينة وقد لا تكون..
بينما المسيرة كانت، بشعاراتها وهتافاتها، كتلة من الاحتقار لكل يمني، بسبب كمية ومنسوب الاحتقار العالي الموجه فيها ضد “القبيلي” “البربري”!
أيضا كانت كتلة من الاحتقار للحوثيين باعتبارهم عدوا ل”جمهورية توكل وعلي محسن ونصر طه”، إضافة لكونهم “قبائل” “همجيين”.
في المسيرة ناس طيبون وحسنو نوايا وخائفون..
لكن من نظمها، يمتلك، بدماغه وإعلامه ونشطائه وكتابه؛ من الهراء، والعفن، وعدم السوية النفسية، ما لو كان من الصلْب والكاوتش لتحوّل إلى ناقلات جند عملاقة؛ تصل بالحوثيين إلى بلاطة كل رصيف في صنعاء.
التافهون، الراسخون في التفاهة، لا يسمحون لنا حتى أن نقمع غرور القوة لدى الحوثيين أو أن نفرملهم أو أن نقول في وجههم: لا.
لم أشعر بخوف في مخيم الصباحة، الذي بدا لي مثل سوق متنة أو سوق الصميل أو أي سوق في عمران: يتسوق إليه القبائل والكلاشنكوف لا يغادر أكتافهم. لقد شعرت فحسب بسوء نتائج أي انسداد في صنعاء، إذ سيحول هؤلاء الناس إلى مشاريع “اقتحاميين” قَتلة ومقتولين.
الخوف الرهيب اجتاحني لدى مسيرة، توزع منشورات تدعو للاصطفاف مع القوات المسلحة، ضد الطرف الذي خرجت المسيرة ضده وهو بشكل عام “الزيود” و “الهاشميين” و “القبائل” الذين يشكلون ما مجموعه “الحوثيين” بحسب ما كتب أحدهم. (مع أن التحريض العنصري هذا كله قادم من جماعة تقودها أطراف قبلية، مناطقية إلى النخاع).
لقد خفت.. لولا أني أعرف كم أن هؤلاء تافهون، وصراخهم في العادة كصراخ طفل.. لا يلبث أن يتلاشى مع حدوث أي مستجد، وكنت تعتقد أنه لن يصمت ولن يعدي يومك معه على خير..
التوقيع:
اليمن بخير
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى