فضاء حر

لدى الحوثي “خيارات أخرى” و”أهداف أخرى” أيضاً

يمنات
“الخيارات الأخرى المزعجة”، التي لوح بها عبدالملك الحوثي، تزداد وتتراكم في مداخل العاصمة صنعاء بالتزامن مع تكثيف الجماعة لأنشطة التحشيد والتعبئة التي تقوم بها والتي توحي لك بأمرين:
أن ساعة دخول “خيارات الحوثي الأخرى” الى صنعاء باتت وشيكة،
وأن الحوثي يحشد “خياراته الأخرى” (خارج وداخل صنعاء) لإسقاط أمر آخر أكبر من الجرعة.
عدد خيام “اعتصام الصباحة”، الواقع في المدخل الغربي للعاصمة، تضاعف اليوم على الأقل 10 مرات عما كان عليه حين رأيته قبل أكثر من أسبوع. ويقوم الحوثي في المناطق المحيطة بموقع “الاعتصام” بعملية تعبئة وتحشيد مكثفة تشمل الجنود المتواجدين في النقاط العسكرية الواقعة بين مقر “الاعتصام” و”معسكر الصباحة”، مستخدماً سيارات محملة بميكروفونات تقوم بتمشيط المنطقة وتوزيع بروشورات تحمل “رسالة من أبناء الشعب الثوار الى إخوانهم في الجيش والأمن”:
الرسالة تذكر الجنود بأوضاعهم الاقتصادية السيئة التي ستزداد سوءاً بعد الجرعة: “فالجندي من أفراد الجيش يتقاضى راتبه الشهري كأقل الموظفين في السلك الوظيفي للدولة”.
لكن هذا ليس أهم ما تخاطب به الرسالة الجنود.
الرسالة لا تظهر أن القضية التي يحشد الحوثي من أجلها هي “إسقاط الجرعة” بل “إسقاط حكم سياسي”.
فهي تخاطب الجنود بأن اليمن واقع تحت “حكم الدول الأجنبية”: “يا أبناء جيشنا وأمننا الباسل.. لا يخفاكم أن الدول الأجنبية هي التي تحكم بلادنا وهي ذات البلدان الراعية للمؤامرات على أمتنا كما ترون ذلك وتشاهدونه في يومياً في فلسطين وغيرها من البلدان العربية والاسلامية”.
وتوحي لهم أن “الشعب” قد قرر إسقاط هذا الحكم الظالم والفاسد، وتطلب منهم الالتحاق به: “التفوا مع شعبكم وراهنوا عليه في إزاحة الكابوس عن كاهل اليمن الذي لم يعرف له مثيل في تاريخه الحديث والمعاصر”.
وأبعد من هذا، تنطوي رسالة الحوثي الموجهة بإسم “الشعب” الى جنود الأمن والجيش على “تهديد مبطن” إن لم يلتحقوا ب”الشعب”: “يا أبناءنا وأخوتنا في مؤسسة الأمن والجيش لقد أصبح الشعب اليمني قاب قوسين أو أدنى من دحر الظالمين واسقاط الفاسدين، ولكم الشرف أن تكونوا في صف أنفسكم وخندق شعبكم وأهلكم”.
لدى الحوثي “خيارات أخرى مزعجة” قال إنه سيلجأ إليها لتحقيق أهداف مسيراته وإعتصاماته المطالبة ب”إسقاط الجرعة” و”إسقاط الحكومة”. غير أن عملية التحشيد والتعبئة، التي يقوم بها في مداخل العاصمة صنعاء بالإضافة الى الخطاب الذي يقدمه لحشوده وجنود الأمن والجيش هناك، تؤشر كلها على أنه لن يلجأ الى “خياراته الأخرى المزعجة” إلا لتحقيق أهداف أخرى أكثر إزعاجاً من خياراته بكثير..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى