فضاء حر

الغدير مناسبة دينية واحتفال شعبي لا يصح تسييسها ومحاولة فرضها!

يمنات
الحزن والغضب الشعبي الواسع الذي عاشه اليمنيون ولا يزالون وهم يتابعون عبر اقنية التلفزة صور جثث عشرات المدنيين اليمنيين الذين سقطوا شهداء وجرحى في جريمة وحشية ارتكبها الارهاب التكفيري ضد متظاهرين سلميين في ميدان التحرير، كان يفترض ان يراعى ويعمل حسابه من قبل من احتفلوا الليلة ببذخ واضاءوا سماء صنعاء بالأنوار بمناسبة يوم الغدير، و لكن بدون ملاحظة حالة صنعاء في يوم الغدير.
المصاب الجلل الذي اصاب كل يمني ويمنية جراء الجريمة الارهابية التي ذهب ضحيتها اكثر من 55 شهيدا واكثر من 150 جريحا والتي بسببها وعلى خلفيتها شعر كل يمني انه مهدد شخصيا في حياته وفي كيانه الوطني جراء هذا الارهاب الاعمى الذي لا يفرق بين جماعة واخرى ومذهب واخر كان ايضا يفترض ان يعمل حسابه ومن قبل انصار الله وقوى الثورة الشعبية تحديدا.
ذكرى الغدير وعيد “الولاية ” كما يحب ان يسميه البعض حل علينا هذه المرة في ظرف صعب تمر به اليمن، و هو ظرف غاية في الدقة والحساسية .. انها اللحظة السامة التي يحاول فيها المتأمرون على كل اليمن وعلى كل اليمنيين البحث عن اي ثغرة يمكن ان يشتم منها رائحة مذهبية او طائفية او فئوية لاستغلالها والنفوذ من خلالها لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية التي يحاولون اليوم اضفاء الدافع الطائفي او المذهبي عليها وعلى جرائمهم الوحشية او هذا ما يعتقدونه .. الامر الذي كان يفترض مراعاته ايضا من قبل المحتفلين خصوصا من قبل طرف يعتقد الكثير انه لم يعد معني بجماعته او بمذهبه بل هو مسئول عن الجميع او هكذا يفترض ايضا.
الحزن على ضحايا المجزرة والغضب الشعبي العام من اعمال وجرائم الارهاب الوحشية كان يجب ان يكون دافعا ليس للتخفيف من اجواء الاحتفالات وجعلها في أقل الحدود بل ولجعل مناسبة الغدير نفسها رافعة كبيرة للوحدة ولحشد جماهير الشعب في مظاهرات شعبية في صنعاء وفي كل اليمن لاستنكار الارهاب ولرفضه جرائمه وحشية داخل مجتمعنا اليمني، وبالتالي البناء عليها لعمل اصطفاف وطني وجبهة وطنية عريضة للوقوف ضد الارهاب ولتحصين مجتمعنا من شروره ونبذ معتنقيه ومروجيه في كل مكان.
لا احد – سوى الاستئصاليون- من يعترض على احتفال اتباع المذهب الزيدي وابناء المناطق الشمالية بمناسبة دينية وشعبية كرنفالية يعتزون بها، و صارت مع الزمن تقليدا احتفاليا سنويا في كثير من قراهم ومدنهم ولكن اطلاق الالعاب النارية بكثافة في العاصمة صنعاء تحديدا لم يكن مناسبا وفي هذه اللحظة بالذات.
اما لماذا فلأسباب عديدة ذكرنا بعضها ونشير الى ان احدها له علاقة في التوقيت ايضا، و لكون المناسبة يحتفل بها اليوم بعد سقوط مراكز القوى في صنعاء على يد الثوار واللجان الشعبية بقيادة انصار الله وهو الحدث العظيم والوطني العام ولكنه ترافق مع حملات ظالمة شنها ويشنها البعض على “أنصار الله” و اللجان الشعبية من ناحية والقول – وهي حقيقة الى حد كبير – بانهم يسيطرون على العاصمة وعلى قرارها ومسئولين عن أمن سكانها ما اظهر وسيظهر الاحتفال من قبل انصار الله او غيرهم في صنعاء وكأنه محاولة من قبلهم لفرض مذهبهم وطقوسهم الدينية والمذهبية على الاخرين بالقوة، حتى ولو لم يكن ذلك الامر صحيحا او دقيقا ولكن هذا ما سيبنى عليه الخطاب المعادي شئنا ام ابينا.
نعم صنعاء عاصمة الدولة اليمنية – يا انصار الله- وهي لذلك السبب ولأسباب تاريخية وتراكمية اخرى تضم يمنيون اخرون لا يعتقدون بعيد “ولاية الامام علي” عليه السلام، وهم بالضرورة ليسوا زيودا كما هو حال كثير منكم وحال كثير من سكانها ايضا .. فهل تمت مراعاتهم اثناء قرار الاحتفال بهذه الطريقة التي تبدو للبعض استفزازية !
اما ان تتبنى قوى الثورة الشعبية الاحتفال بيوم الغدير وهو رغم اهميته مناسبة فئوية فهذا خطأ فادح يجب تصحيحه فورا لأن الثورة ليست انصار الله ولا ثورة الزيود او الشوافع بل هي ثورة الشعب اليمني كله.
اخلص الى القول بان الاحتفال لم يكن مناسبا البتة لا من حيث التوقيت ولا من حيث المغزى والدلالة التي حملها الاحتفال بألعاب النار وفي هذا الظرف الحساس ولكن من يقرأ “لعريج خطها” في ظل “الهوشلية” التي اصبحت تتحكم في كثير من سياسات “أنصار الله” في صنعاء وفي منصة الجراف هذه الايام والى درجة يضن المرء فيها انه لم يعد لعقلائهم اي صوت في القرار بعد ما ضن هواة السياسة الجدد وعلى بعض حوائط المفسبكين بان انتصار الثورة كان انتصارا حصريا للمذهب او لبني هاشم لا انتصارا لهم ولكل فئات الشعب اليمني كل الشعب اليمني!
يبدو لي ان محبوا انصار الله الجدد يجهدون جنبا الى جنب خصوم واعداء “أنصار الله” على محاولة اعادة تقديم “أنصار الله” باعتبارهم جماعة مذهبية لا حالة شعبية ووطنية كما هي الحقيقة التي اعرفها جيدا، والتي ظهرت مصداقيتها جلية في ثورة 21سبتمبر وفي خطابات قائد الثورة الفعلي السيد عبد الملك الحوثي والتي اكدت في معظمها انه قائدا يمنيا ووطنيا حقيقيا يحظى بحب واحترام غالبية اليمنيين وليس فقط اعضاء اللجنة التنظيمية في الجراف!
تغريدة
لا يزال الوقت اداء لعمل جبهة وطنية وشعبية واسعة لمحاربة الارهاب التكفيري ولعمل عزل ثقافته وضرب او كشف اعطيته “الطائفية” في كل انحاء اليمن عبر اصطفاف وطني واسع، على ان يكون ذلك الى جانب الجهود التي يجب ان تبذل حثيثا لاستكمال اهداف الثورة ولإخراج اليمن من حالتها الاستثنائية وفي تشكيل حكومتها الوطنية بأسرع وقت ممكن وهذا ما يجب ان يعنى به اليمنيون عموما وانصار الله وقوى الثورة خصوصا!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى