فضاء حر

لا حل من خلال ادوات المشكلة ولكن “معذرة الى ربكم..”!

يمنات
يراهن البعض على الحل السياسي للازمة عبر حوار القوى السياسية في موفمبيك باشراف اممي معتقدا بان الحل السياسي قد يبطل مفاعيل المؤامرة السعودية المكشوفة على اليمن.
الحجة جيدة ومطلوبة وطنيا ويجب منحها الفرصة تلو الاخرى وهذا ما عملناه حتى الآن ولكن المشكلة هي ان المؤامرة -كما يبدو- قد قد قطعت اشواطا كبيرة على الارض وبعض اطرافها قد ولغت فيها حتى اذنيها وبنت على اساسها خططها وبرامجها وموازناتها الشخصية والحزبية الامر الذي يجعل من امكانية الوصول الى حل سياسي للازمة غير ممكن بمثل هذه الادوات نفسها مهما قدم انصار الله وقوى الثورة من تنازلات لإرضائها هذا اولا.
و ثانيا فان السعودية وهي مركز المؤامرة الخارجية على اليمن وهي ومن يقود حثيثا وعلنا ادواتها في الداخل والخارج لا تزال تعمل على تنفيذ المؤامرة وحتى الان لم تقبل باي حل للازمة مهما كان هشا او تلفيقيا الامر الذي تندفع فيه كل يوم الابطل اي حل قد يتوصل اليه المتحاورون ومن اجل افشاله او تعطيل الوصول اليه تحرك وستحرك كل ادواتها بدءا من هادي وبعض اطراف التجمع اليمني للاصلاح وانتهاء بتنظيم القاعدة وانصار الشريعة تحديدا وهذا ما تعمله مع هادي اولا ومع بقية ادوات المؤامرة ثانيا!
هذا ما يجعلني اعتقد بان الحل السياسي عبر – اطراف هي صلب المؤامرة واداتها الداخلية – رهان خاسر وحتى لو قدمنا كل التنازلات المعقول منها وغير المعقول ولو عاد انصار الله الحوثيين الى “كهوف مران” حسب الخطاب السعودي وادواته في الداخل!
اليوم هادي يشترط نقل الحوار الى الرياض مع صدور قرارات جمهورية اصدرها الرئيس المستقيل متزامنة مع دعوة اعلامية وجهها امين الجامعة العربية “العربي” لهادي لحضور مؤتمر القمة العربية نهاية الشهر الحالي وكلها شروط واجراءات تعجيزية سعودية تعلم السعودية قبل غيرها بان احدا لن يقبل بها ولن يدعها تتحقق دون رد ولكن هذه الشروط والاجراءات في الاساس لا هدف لها سوى تعقيد المشهد اكثر واكثر و افشال الحوار الهش وما قد توصل اليه المتحاورون حتى اللحظة من مقاربات وحلول تبدو في نظر البعض معقولة وتبدو لي شخصيا تلفيقية وغير قابلة للحياة فضلا ان من وافقوا عليها مبدئيا هم انفسهم من سيرفضونها حين تطلب السعودية منهم ذلك وستطلب منهم ذلك في الغالب الاعم.
من هنا نقول بان تعطيل مسار الثورة اكثر مما قد عطلناه حتى اليوم بحجة منح الحوار فرص اضافية واضافية لن يحقق شيئا ايجابيا في اتجاه حلحلة الازمة بقدر ما سيعقد الامور على الارض ويجعل المتحاورين غطاء للمؤامرة نفسها لا اداة لحلحلتها وقد اصبح واضحا للعيان ان موفمبيك هو المشكلة المعيقة الاولى للثورة وجزء من ادوات المؤامرة نفسها.
يهدف بن عمر والمتأمرون في موفمبيك الى تهدئة قوى الثورة من ناحية مقابل منح اطراف المؤامرة وقتا وفرصا اوسع لانضاج مخططهم الاجرامي ضد اليمن وتحويلها الى ازمة ليبية اخرى وهو ما تتمناه السعودية وتعمل له ليل نهار!
شخصيا لم اراهن على الحوار عبر ادوات الازمة التي اوصلت اليمن الى ما نحن عليه وبالذات هذا الحوار الذي يفتقد الى اي ضوابط واضحة في سقف الحوار وفي تحديد قضاياه وفي معرفة مع من نتحاور وكيف وحتى متى نتحاور!؟
بل انني لم اقبل بعضوية اللجنة الثورية العليا الا بعد ان تكد للجميع مؤشرات كثيرة جدا لفشل الحل السياسي ولظهور مخطط السعودية التخريبي للعلن واصبح من غير الممكن السكوت على تدمير بلدنا ونحن نتفرج او نتجاهل الخطر حتى يحل علينا وتنفذ المؤامرة على الارض اكثر مما هي عليه اليوم!
لقد كنت وزملائي نهدف في قبولنا تحمل هذه المسئولية هو الوقوف مع شعبنا وثورتنا امام مؤامرة خارجية مكشوفة ومن اجل العمل على سد فراغ السلطة “غطاء المؤامرة الاكبر” وبأسرع ما يمكن وفقا للإعلان الدستوري وكانت ولا تزال مهمتنا الاولى هي الاسهام في تشكل المجلسين الوطني والرئاسي وفقا لنصوص الاعلان الدستوري لم يكن لدينا مانع ان يشكل المتحاورون في موفمبيك هذين المجلسين وفقا للإعلان نفسه واذا ما تم هذا فسيكون من واجبنا حينها ان نستقيل من عضوية اللجنة الثورية ونحلها او هذا هو ما اعلنته لزملائي شخصيا وسجلته في محضر اول اجتماع حضرته للجنة في القصر الجمهوري!
و وفقا لما سبق وطالما وان موفمبيك لم يعلن عن تشكيل المجلسين الرئاسي والوطني حتى الان فقد اصبح من الواجب الوطني ان تواصل اللجنة الثورية العليا اتخاذ قرارتها الحاسمة وفقا للإعلان الدستوري دون تأخير او تردد والا فسنتحمل نحن -لا اطراف المؤامرة الخارجية – مسئولية عدم وضع الحد الفاصل بين اهمية الحوار والشراكة الوطنية وهو ما سعينا ونسعى اليه حتى اللحظة وبين رفض ان يكون الحوار غطاء للمؤامرة وهو ما يسعون اليه كما تقول كل المؤشرات
* لن نقبل بان تحقق السعودية مبتغاها في تمزيق اليمن عبر هادي وبقية الادوات التي هزمت بمشروعها التسقيمي عبر الاقلمة فذهبت الى ايجاد فراغ سياسي اولا والشروع في تكوين سلطتين احدها في عدن والاخرى في صنعاء وبالتالي فرض النموذج الليبي في الاقتتال المناطقي والقبلي وتنازع الشرعيات وفرض الاقلمة والتمزق عمليا وعبر امراء الحرب والجماعات الارهابية والخطاب الطائفي الذي يغطيها!
و حتى لا يقال باننا نبالغ في طبيعة المؤامرة السعودية عبر هادي واخوانه في الله وتنظيم القاعدة نترك لليومين القادمين الاجابة الشافية وحين يتأكد الجميع بأن السعودية هي من سيرفض الحل -اي حل- يتوصل اليه موفمبيك حتى ولو كان حلا تلفيقيا كما يرتب له الان وحينها تعود الثورة الى واجبها وتعلن قراراتها ونكون قد اعذرنا الجميع حتى اننا لم نبقِ لهم عذرا الا ومنحناه، قال تعالى “وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون”
* نهاية المملكات الثلاث!
ثمة دول في المنطقة تعاني من الخطر الوجودي على كياناتها لأسباب وعوامل عديدة بعضها يتعلق بطبيعة النشاءة واخرى يتعلق بانتهاء الوظيفة او تبدلها فضلا عن عوامل الشيخوخة والتأكل الاسري والعزلة الخارجية والاستحقاقات الداخلية لشعوبها والمشروع الداعشي الذي ترعاه ويستهدف بعضها في ان واحد!
المقصود هنا هي تلك الدول والكيانات التي ولدت قسرا وبفعل تدخل خارجي وعمليات قيصرية وفي وقت واحد تقريبا!
ولا شك ان من بين هذه الكيانات المنتهية الصلاحية والمهددة بالخطر الوجودي تأتي المملكة السعودية والمملكة الهاشمية والمملكة الصهيونية ولن اتحدث عن بقية مشيخات الخليج التي لن يكون لمعظمها مكان من الاعراب حين تتشظى المملكة الام – الوهابية السعودية!

زر الذهاب إلى الأعلى