العرض في الرئيسةفضاء حر

من جبهات الحدود .. ميدي وحرض والطوال (4)

يمنات

أحمد سيف حاشد

“8”

لا زالت ثمة طائرة تحوم فوق رؤوسنا كأنها تبحث عن شيء ضائع أو أضاعته .. شعرنا بحذر القائمين على الموقع فيما يخص الخروج والدخول إلى الموقع من قبل المرابطين فيه والمواقع القريبة..

عرفنا من المقاتلين في الموقع أن دقة التصوير في الطائرة تصل إلى “200” بسكل، و هذا يعني أن تصويرها دقيق وبإمكانها رصد أصغر الأهداف وتعقبها و هو ما يحمل المقاتلين على التنكر والتحرك بحذر، و فرادى في أغلب الأحيان، والاعتماد على التمويه الجيد واستغلال أوقات عدم تحليق الطيران.

سمعنا دوي انفجار عنيف وقريب .. شعرنا وكأنه في مكان مجاور .. بل شعرت أنه في بطني لا في مكان مجاور..

أخبرنا مسؤول الموقع إنه صاروخ طائرة، و حاول تطميننا إنه في مكان غير قريب، فيما أخذنا كلامه على محمل المحاولة للتخفيف من روعنا .. ثم أخبرنا بإمكاننا الآن المغادرة لأن الطائرة قد أفرغت حمولتها .. وبالفعل لم نعد نسمع صوتها.

و ما أن خرجنا من الموقع لنتفاجأ باثنين جرحى مغبرين خرجوا من تحت أنقاض المكان الذي أستهدفه قصف الطائرة، وهو مكان قريب وبرفقتهم شابان آخران يبحثون عن إسعاف للمصابين .. وبدأ لي أن المسعفين هم من زملاءهم وأيضا من الناجين أو كانوا في مكان قريب..

كانت الدماء تسيل من وجه أحد المصابين فيما الآخر لحقته اصاباته متعددة و كلاهما بدا لي وكأنهما كانا مدفونين تحت أكوام من التراب منذ سنين، إلا أن الإباء والكبرياء فيهما كانت تصل إلى السماء طولا..

و فيما كانت تستغرقني حالة الذهول وأنا أرى هذا التحدي منقطع النظير والشجاعة الفائقة التي تتحدى ترسانة 11 دولة بقضها وقضيضها ومعهم كل مرتزقة العالم .. كان أحد رفقاء المصابين يقسم بحرقة عميقة وأيمان غليظة أن آل سعود مهما فعلوا ومهما صنعوا لن يكسروا اليمن أو يهزموها، وبدا لي أن نصر هؤلاء الفتية الشجعان ونصر اليمن أيقن من اليقين إن لم يخذلهم أوغاد السياسة..

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى