أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

صحيفة: الكويت لا تستطيع التغريد خارج السرب السعودي وعدم قدرة السعودية على تحقيق نصر في اليمن أدى إلى تقطعات بين وفد حكومة هادي والمصلحة السعودية

يمنات – صنعاء

قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن أداء وفد حكومة هادي في مفاوضات السلام اليمنية بالكويت، تنطلق من الحسابات السياسية للأجندة السعودية في اليمن.

و أشارت أن الأجندة السعودية تقضي بخفض وتيرة العدوان على اليمن، بسبب ازدياد المطالب الإقليمية والدولية بوضع حدٍّ للحرب والمأساة الإنسانية الناجمة عنها، فضلا عن التداعيات الأمنية والمالية الناتجة من استمرار الحرب على الوضع السعودي الداخلي.

و حول ممارسات الوفد وتعنّته في بعض القضايا المفصلية، اعتبرت الصحيفة أن ذلك ينطلق من اعتبارات وحسابات خاصة بأعضائه.

و ضربت على ذلك مثلا بمطلب تشكيل حكومة انتقالية، المتفق عليه بين الأطراف الداخلية، و الذي قالت إنه سيُفقد حكومة هادي وظفيتها، و هو ما يعزز الشك أيضاً باتساع المرحلة الانتقالية للشخصيات الموجودة الآن في هذه الحكومة.

و ارجعت ذلك لعدة أسباب منها ما هو داخلي ومنها ما يتعلق بانتهاء الأدوار التي رُسمت لهم.

و أوضحت أن ذلك يعني، وجود تقاطع بين المصلحة السعودية و حكومة هادي حالياً. فالأولى، تريد وقف الحرب ولكن ليس بأي ثمن، بل إن استمرارها في الاستراتيجية الحالية نفسها في المنطقة، ولا سيما في سوريا والعراق، يتطلّب ظهورها بمظهر المنتصر في اليمن. وإذا لم تتمكن من تأمين ذلك الإنجاز، فإنها غير قادرة على تقديم نفسها في الموقع الذي تدّعي فيه قيادة العالم العربي أو الإسلامي.

و قالت الصحيفة: ستفقد الرياض في حال إعلان الهزيمة في اليمن، منطق القوة الذي يؤهلها للبقاء في ظل تنامي قوى إسلامية «سنّية» تنافسها بالقوة أو بالشرعية الدينية.

و أكدت الصحيفة، أن «شرعية هادي» تعتاش على الوضع الراهن، حيث يجبي المحسوبون عليها ثروات هائلة، منوهة إلى أنه لا دور لحكومة هادي حالياً، إلا تلبية مصلحة اعضائها باستمرار الحرب.

و لفتت إلى أنه يمكن تفسير مطلب أعضاء حكومة هادي بعودة «الشرعية» إلى صنعاء لإدارة الحكم من طريقين: الأول، استمرار الرهان على سقوط حركة «أنصار الله» وحلفائها، وتراجع قدراتهم العسكرية أو الرهان على الانهيار الاقتصادي للبلد. و الثاني، الإبقاء على مطلب العودة إلى صنعاء والحكم منها، يأتي فقط من أجل تعطيل المفاوضات والاستمرار في المراوغة وكسب الوقت وتحميل الطرف الآخر مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق تسوية.

و أشارت إلى أن النقاش القائم حالياً في الكويت والمتعلق بأولوية تطبيق بند تسليم السلاح الثقيل والانسحاب من المدن على تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها مختلف الأطراف، يعني الطلب من وفد «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» الاستسلام التام. مرجعة ذلك لعدم قدرة وفد حكومة هادي على تقديم رؤية شاملة قائمة على الحل السلمي وإنهاء النزاع، وجنوحهم باتجاه إبقاء الوضع على ما هو عليه لما فيه من تلبية لرغباتهم وتنفيذ للأجندة السعودية.

و اعتبرت الصحيفة، أن وفد حكومة هادي يسعى إلى تقويض المفاوضات باستمراره في رفع السقف السياسي، عبر الهروب من المرحلة الانتقالية والحل السلمي المتوازن من جهة، وتوتير الجبهات العسكرية من جهة ثانية، و الدفع باتجاه تحميل وفد صنعاء مسؤولية الفشل من الناحية الأخلاقية والقانونية وسحب شرعيته السياسية الآخذة بالتوسع على المستوى الإقليمي والدولي.

و قالت: محاولات وفد حكومة هادي تعليق المفاوضات والانسحابات المتكررة دليل على عدم جديته ورغبته في المماطلة والتسويف.

و نوهت إلى أن الكويت، و هي الدولة المضيفة، تبذل جهود للخروج من دائرة الجمود التي تتحكم بالمفاوضات، غير أنها تبقى عاجزة عن التحليق خارج السرب الخليجي المحكوم بالإرادة السعودية.

و اعتبرت الصحيفة، أن الكويت تحاول جعل تمنياتها على وفد صنعاء ضغطاً سياسياً وأخلاقياً.

و أشارت إلى أنه بمقابل ذلك تناور دول الخليج عبر وسائل متعددة بادعاء الضغط على وفد حكومة هادي بالعودة إلى الطاولة، مثلما حدث في اللقاء بين هادي وأمير قطر والأمين العام للأمم المتحدة منذ أيام في الدوحة، وهو اللقاء الذي عاد وفد حكومة هادي على أثره إلى المشاركة في المفاوضات. غير أن كل هذه الضغوط تبقى في الإطار الشكلي ولا ترقى إلى مرحلة الضغط الحقيقي للتنازل السياسي بغية الوصول إلى حل وسط لا يزال مرفوضاً سعودياً حتى اللحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى